يتصدر ملف التنمية العمرانية حاليًّا اهتمام القيادة السياسية، خاصة فيما يتعلق بتوجيه دفة الاستثمارات نحو المدن الجديدة، خاصة مدن الجيل الرابع، وكذلك فيما يختص بمحاربة البناء المخالف والتعامل مع ملف العشوائيات غير الآمنة، وكلها ملفات تندرج بصورة مباشرة في إطار عمل وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة.

وفي هذا الصدد تُلقي «أصول مصر» الضوء على تعامل الدكتور عاصم الجزار -وزير الإسكان- مع هذه الملفات التي تحظى باهتمام مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

تطوير مدينة العلمين كإحدى مدن الجيل الرابع

قام الدكتور عاصم الجزار بجولة تفقدية للمشروعات المختلفة بمدينة العلمين الجديدة، شدد خلالها على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة للانتهاء من تنفيذ المشروعات المختلفة بمدينة العلمين الجديدة وبأعلى جودة، موضحًا أن مدينة العلمين الجديدة ستكون مقصدًا للسياحة المحلية والعالمية، وستكون من العلامات البارزة على شاطئ البحر المتوسط، جاء ذلك خلال جولة موسعة داخل المدينة.

واستهل وزير الإسكان زيارته لمدينة العلمين الجديدة بتفقد منطقة الأبراج الشاطئية، حيث يجري تنفيذ أعمال صب الخوازيق لإنشاء 5 أبراج جديدة، بجانب تنفيذ أعمال التشطيبات وتركيب الواجهات للأبراج التي يجرى تنفيذها (تضم 15 برجًا بارتفاعات تصل إلى 42 طابقًا)، وتم الانتهاء من صب الطابق الأخير بعدد منها.

تنفيذ 85% من الأبراج الشاطئية بالعلمين الجديدة

 

كما تفقد الوزير المنطقة الترفيهية التي تتوسط منطقة الأبراج الشاطئية وتطل على البحر مباشرة، وتضم جراجًا يسع 3 آلاف سيارة وفندقًا صغيرًا وعددًا من المحال، حيث تخطت نسبة التنفيذ 85% وأصبحت جاهزة للتشغيل، والطريق المؤدي إلى منطقة الأبراج الذي تم رصفه وتنفيذ أعمال الإنارة به، كما تفقد نموذجًا مكتملًا لأحد الشاليهات بمشروع تنفيذ كومباوند سكني تجاري بالمنطقة الشاطئية بمساحة 700 فدان، وتعمل به 5 شركات مقاولات كبرى لتنفيذ نحو 10 آلاف وحدة سكنية (عمارات - فيلات - شاليهات)، بالإضافة إلى المشروعات الخدمية والترفيهية المختلفة.

وانتقل الجزار إلى تفقد كباري البواغيز الجاري تنفيذها، ومنطقة البحيرات الشاطئية، حيث يجرى تنفيذ أعمال تكريك البحيرات وفتح البواغيز، وتخطت نسبة التنفيذ أكثر من 90%، بجانب تفقد الحي اللاتيني على مساحة 400 فدان، ويضم 6 مناطق بها 249 عمارة سكنية، وتخطت نسبة التنفيذ بأحد المواقع 55% من الأعمال الخرسانية للعمارات، أعقب ذلك تفقد الوزير منطقة المدينة التراثية المُقامة على مساحة 260 فدانًا، وبلغت نسبة التنفيذ بالأعمال الخرسانية أكثر من 60%، بجانب تنفيذ أعمال التشطيبات.

توقيع عقد شراء أراضي بالعلمين

وفي سياق آخر شهد الوزير والسفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية- مراسم توقيع عقد شراء الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري لكامل أرض فرع الأكاديمية ومبانيه بمدينة العلمين الجديدة.

وتبلغ مساحة فرع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بمدينة العلمين الجديدة 62 فدانًا لاستيعاب 10 آلاف طالب، ويضم الكليات التالية: (كلية الهندسة والتكنولوجيا خاصة الميكانيكا والميكاترونيكس، وكلية الطاقة، وكلية العمارة والتصميم البيئي، وكلية التشييد والبناء، وكلية الصيدلة، وكلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، وكلية مجال اللوجيستيات والنقل الدولي، وكلية الإدارة والتكنولوجيا، وكلية اللغات، وكلية الإعلام، وكلية الاستزراع المائي)، بجانب مبانٍ سكنية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس مزودة بمنطقة للخدمات الترفيهية والرياضية، ومبنى للتعليم المفتوح، ومكتبة، وقاعة مؤتمرات، وملاعب، ومركز للإبداع.

يذكر أن المساحة الإجمالية لمدينة العلمين الجديدة تبلغ 49 ألف فدان، ويبلغ عدد السكان المستهدَف نحو مليوني نسمة، وجارٍ تنفيذ مرافق المنطقة الشاطئية ومنطقة الإسكان الاجتماعي المميز، وقد تم الانتهاء من تحويل الطريق الساحلي بطول 38 كم، وجارٍ تنفيذ وصلة جنوب مارينا بطول 10كم، والمرحلة الأولى من 15 برجًا من الأبراج الشاطئية، والمرحلة الأولي من المدينة التراثية، والمرحلة الأولى من جامعة العلمين للعلوم والتكنولوجيا، والأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا، وجارٍ تنفيذ عدد 4 كباري مشاة وكباري البوغاز، و40 عمارة إسكان متميز بمنطقة الداون تاون، وأعمال حماية الشواطئ، وقد تم تنفيذ الممشى السياحي على الكورنيش بطول 14 كم.

750 مليون جنيه تكلفة المرحلة الأولى من ممشى أهل مصر

 

كما استعرض الوزير الموقف التنفيذي لمشروع «ممشى أهل مصر»، حيث يجري تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع على كورنيش النيل بامتداد 2 كم، بدءًا من كوبري 15 مايو وانتهاءً بكوبري إمبابة، موجهًا بالإسراع في معدلات تنفيذ هذا المشروع الهام ليكون متنفسًا لسكان القاهرة من ناحية الاستمتاع بمياه نهر النيل والمنشآت السياحية الجاري تنفيذها ضمن المرحلة الأولى، موضحًا أنه مشروع لممشى سياحي يقام على نهر النيل للترفيه وإمتاع المصريين، ويعد نقلة حضارية لكورنيش النيل في القاهرة وباقي المحافظات، كاشفًا عن أن تكلفة المرحلة الأولى من مشروع ممشى أهل مصر تبلغ 750 مليون جنيه.

مليار جنيه تكلفة مثلث ماسبيرو

وأوضح الجزار أن الوزارة تعكف حاليًّا على تنفيذ مشروع منطقة مثلث ماسبيرو الذي بلغت تكلفته حتى الآن مليار جنيه، لافتًا إلى أن هذا المشروع يُعد من أهم مشروعات التطوير الجاري تنفيذها بالقاهرة لإعادة رونقها الحضاري، وسيغير من خريطة المنطقة بعد الانتهاء من أعمال التطوير.

يذكر أن منطقة مثلث ماسبيرو تقع في نطاق حي بولاق أبو العلا بمحافظة القاهرة، ويحدها كورنيش النيل من الجهة الغربية، وشارع 26 يوليو من الجهة الشمالية، وشارع الجلاء من الجهة الشرقية، وميدان عبد المنعم رياض من الجهة الجنوبية، ويبلغ طول الواجهة المائية للمنطقة نحو 900 م، ويبلغ مسطحها التقريبي نحو 75,19 فدانًا بكل ما تشمله من مبانٍ ومعالم قائمة، وتتميز المنطقة بوجود العديد من الاستعمالات المميزة، وأهمها مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومبنى وزارة الخارجية وفندق هيلتون رمسيس والقنصلية الإيطالية، وانطلاقًا من توجه الدولة لتطوير المناطق العشوائية وتحسين مستوى المعيشة للفئات التي تقطن بها تم البدء في أعمال تطوير المنطقة المصنفة كمنطقة غير آمنة ذات خطورة من الدرجة الثانية.

مصر خالية من العشوائيات غير الآمنة بحلول ديسمبر 2020

وقال الوزير إن الدولة مستمرة في خطتها للقضاء على العشوائيات والمناطق غير الآمنة، مؤكدًا أن مصر ستكون خالية من المناطق غير الآمنة بحلول ديسمبر 2020، موضحًا أنه يوجد الآن 13 محافظة خالية من العشوائيات.

وتابع: «نأمل عدم تكرار هذه المناطق مرة أخرى»، منوهًا بأن نحو مليون ومائة وخمسين ألف مواطن استفادوا من الوحدات الجديدة التي تنشئها الدولة بتكلفة بلغت 200 مليار جنيه.

وأوضح الدكتور عاصم الجزار أنه تم إنشاء صندوق تطوير المناطق العشوائية بالقرار الجمهوري رقم 305 لسنة 2008 برئاسة مجلس الوزراء، وكانت أولى مهامه إعداد الخريطة القومية للمناطق العشوائية غير الآمنة سنة 2010، وتم تحديثها في عام 2014 طبقًا لتوجيهات الرئيس السيسي، مشيرًا إلى أن تعريف المناطق غير الآمنة (طبقًا لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية) هو المناطق التي تفتقد السكن الملائم وتفتقد المساحات الكافية للمعيشة وتفتقد الاتصال بمياه الشرب أو بشبكة الصرف الصحي وتفتقد الحيازة الآمنة وتحتوي على مساكن (متصدعة أو مهدمة أو معرضة لحوادث السكة الحديدية أو مبنية على مناطق خطرة جيولوجيًّا أو مبنية على مخرات السيول أو مبنية تحت خطوط الضغط العالي).

318 مليار جنيه لتطوير المناطق غير المخططة

وفيما يتعلق بالمناطق غير المخططة قال الدكتور عاصم الجزار إن مساحتها تبلغ 152 ألف فدان، وتم تنفيذ أعمال التطوير بـ53 منطقة بمساحة 4616 فدانًا، وجارٍ تنفيذ أعمال التطوير بـ79 منطقة بمساحة 6941 فدانًا وبتكلفة إجمالية تبلغ 318 مليار جنيه لرفع كفاءة البنية الأساسية، بجانب مشروعات تطوير الأسواق العشوائية التي يبلغ عددها 1105 أسواق، بها 306313 وحدة، حيث تم تطوير 20 سوقًا بها 3033 وحدة، وجارٍ تطوير 20 سوقًا أخرى بتكلفة إجمالية 44 مليار جنيه.

وقدَّر الوزير حجم الإنفاق على العشوائيات بأنه تجاوز 250 مليار جنيه حتى الآن، مشيرًا إلى أن المواطن يتسلم الوحدة السكنية البديلة كاملة ويدفع 300 جنيه شهريًّا فقط للصيانة، وفي بعض المشروعات يدفع مبلغًا بين 3 و5 آلاف تأمينًا للمنقولات، وأشار إلى أن هناك 11 محافظة خالية من المناطق غير الآمنة.

وأشار إلى أنه تم إنشاء مليون وحدة سكنية، من بينها 750 ألف وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعي والمتوسط، بتكلفة 145 مليار جنيه.

الوزارة تضاعف حجم مشروعاتها

وكشف وزير الإسكان عن أن مشروعات الإسكان الاجتماعي التي كانت تُنفذ في 30 عامًا أصبحت تتم خلال عام واحد، مشيرًا إلى أنه تم وجارٍ تنفيذ نحو 250 ألف وحدة بالإسكان البديل للمناطق العشوائية غير الآمنة بتكلفة 61 مليار جنيه، وتم وجارٍ تنفيذ 610 آلاف وحدة سكنية بمشروع الإسكان الاجتماعي لمحدوي الدخل والشبان، بتكلفة تقديرية 90 مليار جنيه، وتم وجارٍ تنفيذ 140 ألف وحدة سكنية بمشروعات الإسكان المتوسط (سكن مصر – دار مصر – JANNA)، بتكلفة تقديرية 54 مليار جنيه، وتم وجارٍ تنفيذ 750 ألف وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعي والمتوسط، بتكلفة تقديرية نحو 145 مليار جنيه، بالإضافة إلى الـ250 ألف وحدة التي تم وجارٍ تنفيذها بالسكن البديل للعشوائيات، مما يكون مجموعه مليون وحدة سكنية، بتكلفة تتجاوز 200 مليار جنيه، بالإضافة إلى الـ250 ألف وحدة سكنية بمشروع الإسكان الاجتماعي التي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنفيذها بالمحافظات والمدن الجديدة.