الأحد 05 مايو 2024 الموافق 26 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
شركات

شركات البريد الأمريكية تواصل نزيف الخسائر

الأحد 13/فبراير/2022 - 12:00 ص
أصول مصر

تواصل الأزمات العصف بشركات تزويد خدمات البريد بالولايات المتحدة، حيث باتت تخسر مليارات الدولارات سنوياً، رغم توصيل أعداد قياسية من الطرود يومياً.

هناك أمر آخر يكاد يكون سرياً، وهو الحالة المتردية لمركبات توصيل الخدمات التابعة للوكالة. تدير "يو إس بي إس" (USPS) أسطولاً يضم 228 ألف شاحنة وعربة صغيرة، وهي واحدة من أكبر الشركات في العالم.

إقرأ أيضاً.. إطلاق منظومة جوائز التميز الداخلية بالهيئة القومية للبريد

ودخل العديد منها الخدمة على الطرق لأكثر من ربع قرن وتفتقر إلى معايير السلامة الأساسية، مثل المكابح الأوتوماتيكية والوسائد الهوائية للسائق. وتصل كفاءتها في استهلاك الوقود إلى مستوى يثير قلق الناشطين في مجال المناخ. وتحصل هذه المركبات على غاز بحوالي 10 أميال لكل غالون، أسوأ من مركبات "همفي".

ومؤخرا، بادرت "يو إس بي إس" ذات أسطول المركبات البطيء بمعالجة هذه المشكلة. ففي العام الماضي، منحت عقداً مدته 10 سنوات بقيمة تقديرية بلغت 11.3 مليار دولار لشركة "أوشكوش" (Oshkosh Corp) لتأثيث ما يصل إلى 165 ألف سيارة جديدة تابعة لأسطولها. واتسم أثاث هذه السيارات بالمظهر الأنيق، حيث أثارت ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي عندما نشرت شركة خدمات البريد صورها الأولية. ولدى الوكالة طلبية مبدئية بـ 5000 مركبة كهربائية.

إقرأ أيضاً.. البريد يستهدف دمج 20 مليون مواطن في الشمول المالي من خلال برنامج win

ويبدو هذا الأمر مشجعاً، لكن ليس بالقدر الذي يثير اهتمام البيت الأبيض، فقد انتقدت إدارة الرئيس الأمريكي "بايدن" شركة "يو إس بي إس" لعدم طلب المزيد من المركبات الكهربائية. وكتب فيكي أرويو، المدير المساعد للسياسة في وكالة حماية البيئة الأمريكية، إلى لويس ديجوي المدير السابق لمكتب البريد الأمريكي خطاباً هذا الشهر يقول فيه: "يمثل طلب شركة خدمات البريد بصيغته الحالية فرصة مهدرة للغاية لتقليل البصمة الكربونية بشكل أسرع لواحدة من أكبر الأساطيل الحكومية في العالم".

يأتي ذلك وسط حالة من الذعر في "كابيتول هيل". فقد دعا جيري كونولي، وهو ديمقراطي كبير في مجلس النواب، "ديجوي" وهو جمهوري، إلى الاستقالة بسبب ندرة طلبيات السيارات الكهربائية من وكالته.

بالنسبة لـ "أرويو"، على الأقل، فإن لديها وجهة نظر، نظراً للوتيرة البطيئة لجهود استبدال الأسطول في شركة خدمة البريد، ومن المرجح أن تكون الشاحنات والسيارات الصغيرة التي تشتريها الآن مستخدمة لعقود، لكن هل يعقل أن يقود حاملو الرسائل شاحنات ينبعث منها الكربون في عام 2050؟ لا يمكن تحقيق ذلك إذا كان من المتوقع أن تصل الولايات المتحدة إلى هدفها المتمثل في انبعاثات كربون صفرية في العام نفسه.

مع ذلك، فقد تراجع "ديجوي"، وهو أيضاً أمر منطقي. ويقول إن شركة "يو إس بي إس"، التي من المفترض أن تكون مدعومة ذاتياً، لا تملك المال حالياً لشراء المزيد من المركبات الكهربائية، لكن الأمر كما ذكر أكثر من مرة، فإن الوكالة ستسعد في حال سنحت الفرصة لترقية نظامها "عند توفر تمويل إضافي".