الأربعاء 15 مايو 2024 الموافق 07 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
حول العالم

عمالقة النفط الصخرى بتكساس يرفضون الدخول فى موجة تنقيب جديدة

السبت 19/فبراير/2022 - 04:35 ص
أصول مصر

يقاوم عمالقة النفط الصخرى في الولايات المتحدة، إغراء ضخ مزيد من النفط مع انتعاش السوق، وعادة ما تؤدي أسعار النفط الخام التي تتجه نحو 100 دولار للبرميل إلى موجة تنقيب جديدة من مستكشفين مستقلّين في حقول النفط الصخري الممتدة من الصحراء الجنوب غربية إلى السهول الكبرى العليا، لكن لن يحدث ذلك هذا العام.

تعهد اللاعبون المؤثرون، مثل "بايونير ناتشورال ريسورسز" و"ديفون إنيرجي" و"كونتيننتال ريسورسز"  التابعة لها رولد هام، بالحدّ من زيادات إنتاج 2022 إلى ما لا يزيد على 5%، وهو جزء بسيط من معدلات النمو السنوية البالغة 20% أو أعلى في ما قبل الوباء.

ولا يمكن أن يكون التوقيت أسوأ بالنسبة إلى المستهلكين، خارج نطاق "أوبك" التي رفضت مناشدات الرئيس الأمريكي جو بايدن لتسريع زيادات الإنتاج، وتُعَدّ حقول النفط الصخري المحلية المصدر الآخر الوحيد للخام الذي يمكنه الاستجابة سريعاً لنقص الإمدادات، وقد يؤدي تحفّظ شركات الحفر الأمريكية إلى جانب الاستهلاك العالمي المتصاعد بسرعة إلى ارتفاع أسعار النفط لبعض الوقت في المستقبل.

قال سكوت شيفيلد، الرئيس التنفيذي لـ"بايونير"، في مقابلة مع "بلومبرج": "سواء كان سعر النفط 100 أو 150 أو 200 دولار فلن نغير خطط النمو لدينا.. إذا كان الرئيس يريدنا أن ننمو فأنا لا أعتقد أن الصناعة يمكن أن تنمو على أي حال".

من المؤكد أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيرتفع بشكل كبير هذا العام، ومن المتوقع أن يعود إلى مستويات ما قبل الوباء بحلول 2023، لكن قد لا يكون ذلك كافياً لإبعاد أسعار النفط عن مسارها الصاعد في أي وقت قريب.

يمثّل المستكشفون المستقلّون المدرَجين في البورصة من أمثال "بايونير" و"ديفون" أكثر من نصف ما يقرب من 10.5 مليون برميل، التي تنتجها الولايات المتحدة يومياً من حقولها في 48 ولاية متصلة جغرافياً، حسب "آي إتش إس ماركيت" (IHS Markit).

وتأتي الكمية الباقية من الشركات الخاصة المغلقة والعمالقة العالميين، وجميعهم يعزّز الإنتاج بقوة.

وتستهدف شركتا "إكسون موبيل" و"شيفرون"، على سبيل المثال، نمواً بنسبة 25% و10% على التوالي في النفط الصخري هذا العام، فيما تسيطر الكيانات الخاصة المغلقة والمموّلة من قِبل شركات اللمكية الخاصة والصناديق العائلية حالياً على غالبية منصات الحفر النشطة في البلاد.

ويتخوّف المستثمرون مع دخول موسم الأرباح الفصلية هذا الأسبوع من ثبات ضعف انضباط المستقلّين، خصوصاً مع ارتفاع سعر النفط القياسي لأمريكا الشمالية 22% هذا العام إلى نحو 96 دولاراً للبرميل، وهو أكثر من ضعف السعر المطلوب لتحقيق ربح جيد في أماكن مثل حوض "بيرميان" في غرب تكساس، ونيو مكسيكو.

وارتفع سعر البنزين في محطات تعبئة الوقود الأمريكية في غضون ذلك إلى أعلى مستوياته منذ 2014، وهي علامة تنذر بالسوء في سوق تتابع عن كثب تقلبات أسواق النفط الخام.

لكن رسالة مناطق النفط الصخري واضحة: لن يكرر المستقلّون أخطاء الماضي بإغراق العالم بالنفط الرخيص. يقول الرؤساء التنفيذيون إنّ التدفقات النقدية القياسية ستعود مباشرة إلى المستثمرين عبر توزيعات الأرباح وعمليات إعادة الشراء. وهذا يعني أن شركات التنقيب الأمريكية تترك كثيراً من النفط الخام داخل الأرض، وإذا اختارت مسار ضخ أرباح غير متوقعة في عمليات حفر جديدة، يمكنها بسهولة تضخيم الإنتاج المحلي بمقدار مليوني برميل يومياً، حسب "آي إتش إس ماركيت".

وتشير التوقعات الحالية إلى أن إضافة الولايات المتحدة للإنتاج العالمي لن تعدو نصف هذه الكمية هذا العام.