الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مصر

الأمانة والإنسانية والإدارة الرشيدة مبادئ رسَّخها مؤسس «المقاولون العرب» في نفوس مهندسي مصر

الأحد 01/مايو/2022 - 04:50 م
أصول مصر

يوافق اليوم الأول من مايو الذكرى الـ 23 لوفاة أحد رواد مهنة قطاع التشييد والبناء فى مصر، والملقب بـ " المعلم"، وهو المهندس عثمان أحمد عثمان مؤسس شركة المقاولون العرب، الشركة الرائدة بقطاع البناء في مصر والوطن العربي، والتي صُنفت أكبر شركة مقاولات عربية في عقدي الستنيات والسبعينات، وشاركت في مشروعات كبرى مثل بناء السد العالي، وكذلك حركة الإنشاء والتعمير بالعديد من المشروعات الكبري بمصر والسعودية ومختلف الدول العربية . 

ولد المهندس عثمان أحمد عثمان، في 6 أبريل 1917، وتوفي في الأول من مايو عام 1999 وهو مهندس ومقاول ورجل أعمال وسياسي مصر، وشغل منصب وزير التعمير في عام 1973 ووزير الإسكان والتعمير في الفترة من 1974 إلى 1976 . 

اقرأ ايضا:

وزير الإسكان يهنىء شركة المقاولون العرب لحصد عدد من الجوائز الجديدة عن مشروعاتها بالداخل والخارج  

معاناة بعد وفاة والده

والمهندس عثمان أحمد عثمان، من مواليد محافظة الاسماعيلية، لعائلة فقيرة، ازدادت حالتها سوءاً بعد وفاة والده عام 1920، وعمل عثمان منذ طفولته لتوفير دخل إضافي للعائلة، وبعد الانتهاء من فترة الثانوية، التحق عثمان بكلية الهندسة جامعة القاهرة وتخصص في قسم الهندسة المدنية وعانى من ضيق الأوضاع المادية، فلم يكن يمتلك أي مال لتحمل رسوم الجامعة، ولا لدفع إيجار السكن، وبفضل تفوقه حصل على منحة دراسية من الجامعة، و تخرج عثمان من الجامعة في عام 1940، حاصلاً على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، و عاد إلى مدينة الإسماعيلية ليعمل مع عمه في المقاولات . 

تحقيق حلمه ببناء شركة مقاولات

واستطاع المهندس عثمان أحمد عثمان، تحقيق حلمه ببناء شركة مقاولات كبيرة وناجحة في وقت كانت كل الشركات في الشرق الأوسط  أجنبية، وأسماها عثمان أحمد عثمان، للهندسة والمقاولات، والتي تم تغيير اسمها فيما بعد إلى المقاولون العرب.

180 جنيها.. رأس المال

بلغ رأس مال شركته عند بدايته 180 جنيهًا مصريًا كونهم من عمله مع عمه، وكان عثمان هو مالك الشركة والعامل الوحيد بها، بدأ عمله بمشاريع صغيرة مختلفة من غرفه صغيره بمكتبه، تنوعت تلك المشاريع ما بين بناء متاجر صغيرة، جراجات وصيانة المباني وما إلى ذلك.

ثلاث محاور لإنجاح شركته

اعتمد عثمان على ثلاث محاور لإنجاح شركته، وهي العمل الجاد، ذكائه ومهاراته التنظيمية، وتوسعت الشركة سريعًا لتنافس الشركات الأجنبية في المشاريع الأكبر،  وكان أول مشروع كبير له هو إنشاء مدرسة للفتيات، ومسرحاً قبل أن ينقل اهتمامه للمشاريع بالقاهرة.

قد يهمك:

المقاولون العرب تناقش مشروعات جديدة مع وزارة الأشغال الأوغندية  

ولم تسهم المقاولون العرب في بناء مشروعات كبري بقلب مصر والوطن العربي مثل الكويت والسعودية وليبيا والعراق والإمارات وغيرها فقط، بل ساهمت في تخريج كبار المهندسين والكفاءات الذين قاموا بقيادة حركة التنمية والتعمير في مصر والدول العربية، على مدار السنوات الماضية، وتستمر حتى الآن في تخريج المزيد من الكفاءات بفضل السياسات التي زرعها المعلم "عثمان أحمد عثمان"، في نفوس عامليها وقاموا بنقلها للأجيال التي تليهم .

حسن عبد العزيز: المهندس عثمان أحمد عثمان مدرسة وجامعة تعلم منها الكثير

 

 

وقال المهندس حسن عبد العزيز، رئيس الاتحاد الأفريقي لمنظمات التشييد والبناء، إن المهندس عثمان أحمد عثمان مدرسة وجامعة تعلم منها الكثير، ليس فقط على مستوى العمل والمهنية ولكن أيضا الإنسانيات . 

وأشار إلى تعلمه من المهندس عثمان، مبادئ أساسية وهي الأمانة والإنسانية والإدارة الناجحة. 

وتابع: "تربينا على أننا جمعيا من أصغر مهندس وفني إلى أكبر قيادة ملاك لكيان المقاولون العرب وشركاء بها وهو ماجعلنا نشعر بأنه بيتنا وجميعنا عائلة واحدة”. 

وأضاف: "المهندس عثمان بالفعل جعلنا عائلة واحدة فحرص على التقريب الدائم بين الموظفين وعائلاتهم من خلال الرحلات والأنشطة الاجتماعية، وكذلك تأسيس النادي الرياضي للتواصل الدائم كذلك المستشفى والتي تعود قصتها إلى تعرض أحد المهندسين أثناء العمل إلى إصابة بالموقع وتطلب نقله لأحد المستشفيات إجراءات طويلة، وهو ماجعل المهندس عثمان يتخذ قراراً فورياً بتأسيس مستشفى للعاملين بالشركة وأسرهم". 

وأوضح أن المهندس عثمان، غرس الإنسانية في نفوس جميع العاملين بالشركة، فالمدير يربطه في المقام الأول المبادىء والتفاصيل الإنسانية مع الموظفين . 

وتابع: "كان يتم الحرص باستمرار على إثقال خبراتنا كمهندسين وكان يتم جلب كبار المتخصصين من إنجلترا لمنحنا دورات تدريبية، وبفضل ذلك يعد مهندسي المقاولين العرب، من أفضل الخبرات والقيادات في العديد من المناصب والشركات الحكومية والخاصة بمصر والوطن العربي" .