مع ارتفاع درجات الحرارة... أنطونيو جوتيريش:بدأ عصر الغليان العالمي وانتهى الاحتباس الحراري
أعلن أنطونيو جوتيريش الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في خطاب ألقاه اليوم الخميس في مقر المنظمة في مدينة نيويورك الأمريكية أن عصر الاحتباس الحراري انتهى وحان الآن عصر الغليان العالمي وركز على البيانات الجديدة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية وأن شهر يوليو الذي أوشك على الانتهاء سيكون أكثر الشهور حرارة على الإطلاق وأن الصيف الحالي شديد القيظ في أجزاء شاسعة من أميركا الشمالية وآسيا وإفريقيا وأوروبا وأن ارتفاع درجة الحرارة حاليا تمثل كارثة لكوكب الأرض كله.
الحرارة القياسية في العالم بسبب تغير المناخ
وأوضح أنطونيو جوتيريش الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أن الحرارة القياسية التي تؤثر على المجتمعات في جميع أنحاء العالم ناتجة عن تغير المناخ، وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة متوقعة منذ فترة طويلة، إلا أن وتيرة التغيير مدمرة ولاسيما أن الصيف الذي يعيشه العالم الآن شديد القسوة في مناطق شاسعة من جميع قارات العالم ومنها أميركا الشمالية وآسيا وإفريقيا وأوروبا.
وذكرت قناة CNBC أن أنطونيو جوتيريش الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أكد علي أن البشر هم المسؤولون عما يحدث وأن هذه الكارثة الحرارية تتوافق تمامًا مع التوقعات والتحذيرات المتكررة غير أن المفاجأة الوحيدة هي سرعة التغيير في ارتفاع درجات الحرارة في مختلف بقياع الأرض.
درجات حرارة قياسية في مدينة فينيكس الأمريكية
وأشار أنطونيو جوتيريش الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة إلى أن مدينة فينيكس في ولاية أريزونا الأمريكية تشهد الآن صيفًا قاسًا حيث حطمت في وقت سابق من هذا الشهر، الرقم القياسي لعام 1974 لعدد الأيام المتتالية التي وصلت فيها درجة الحرارة إلى أكثر من 110 درجة فهرنهايت أو ما يعادل أكثر من 43 درجة مئوية.
ومع ذلك يرى أنطونيو جوتيريش الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنه لا يزال من الممكن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، كما دعت اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، ولكن فقط من خلال إجراءات مناخية فورية تساعد على خفض درجات الحرارة على كوكب الأرض.
الرئيس الأمريكي جو بايدن يتفق مع أنطونيو جوتيريش الأمين العام لمنظمة لأمم المتحدة
ويتفق مع أنطونيو جوتيريش الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذى أعلن في نفس الوقت عن تدابير وإجراءات لحماية العمال والسكان من درجات الحرارة الشديدة، وعقد اجتماعات مع عمداء عدة مدن لمناقشة كيفية تعامل مدنهم مع درجات الحرارة الشديدة وكيف يمكن للحكومة الفدرالية أن تساعد في تخفيف الأمر.
وحذر باحثون في وكالات عالمية من أن السياسات المعمول بها حاليا للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ستعرض أكثر من 22 % من سكان العالم لموجات حر خطيرة تهدد الحياة على كوكب الأرض بحلول نهاية القرن وأنه في ظل هذا السيناريو، تتجه درجة حرارة الأرض للارتفاع بمقدار 2.7 درجة مئوية بحلول 2100، وذلك مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، ومن المتوقع أن يؤثر ذلك على أكثر من 2 مليار شخص ولكن من خلال وضع حد للاحترار عند 1.5 درجة مئوية كما جاء في اتفاق باريس 2015 قد ينخفض العدد إلى أقل من 500 مليون شخص.
تكرار ظاهرة El Nino النينو
وأكدت بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الأسبوع الأول من شهر يوليو الجاري هو أشد الأسابيع حرا على الإطلاق، وذلك بسبب تغير المناخ والمراحل الأولى من ظاهرة النينو El Nino وهي ظاهرة مناخية طبيعية ترتبط بارتفاع درجات الحرارة وزيادة الجفاف في بعض أنحاء العالم وبأمطار غزيرة في أنحاء أخرى.
وكان أنطونيو جوتيريش الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة حذر في وقت سابق من أن هناك احتمالًا قويًا بأن تتشكل ظاهرة النينو El Nino المناخية التي حدثت آخر مرة في 2018-2019، وقبلها بين عامي 2014 و2016، هذا العام بنسبة 60 % بنهاية يوليو وبنسبة 80 % بنهاية شهر سبتمبر، ولكن لا يمكن توقع شدتها أو مدتها، مما قد يدفع درجات الحرارة إلى معدلات مرتقعة قياسية جديدة غير أن تأثير ارتفاع درجات الحرارة يتضح عادة بعد عام من تطور ظاهرة النينو، وبالتالي من المرجح أن يكون ملموسًا أكثر العام المقبل.
