الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
تسويق و مزادات

القلق يتفشى في السوق العقارية الصينية.. المنازل بمقابل زهيد

السبت 23/ديسمبر/2023 - 04:45 م
 القلق يتفشى في السوق
القلق يتفشى في السوق العقاري الصيني.. المنازل بمقابل زهيد

يخفض بائعو منازل بكين الأسعار بقوة، وفقا لوسطاء، على الرغم من الإحصاءات الرسمية التي تظهر أن السوق العقاري الصيني وقطاع الإسكان في العاصمة الصينية لا تزال مزدهرة.

السوق العقاري الصيني.. أسعار المعاملات انخفضت بين 10 و30% من ذروتها في 2021


تظهر المقابلات مع أكثر من 20 وسيطا عقاريا في جميع أنحاء العاصمة، وهي إحدى أكثر أسواق العقارات المرغوبة في الصين، أن أسعار المعاملات انخفضت بين 10 و30% من ذروتها في 2021.


تتعارض شهادتهم مع مؤشر المكتب الوطني للإحصاء الذي يحظى بمتابعة واسعة النطاق لأسعار بيع المنازل القائمة في بكين وتضاعف المخاوف بشأن تأثير تباطؤ سوق العقارات على كفاح الاقتصاد الصيني الأوسع للتعافي من جائحة فيروس كورونا.


وفقا للمكتب الوطني للإحصاء، انخفضت أسعار المنازل القائمة في بكين 1.4 في المائة في نوفمبر على أساس سنوي، وارتفعت 5 في المائة عن العامين الماضيين.


قال دان وانج، كبير الاقتصاديين في بنك هانج سنج الصيني: "هذا يختلف تماما عما يراه العامة. ربما ترغب الحكومة في استخدام الأرقام الرسمية لاستعادة الثقة في السوق".


كما أثار هذا التفاوت مخاوف إزاء جودة الإحصاءات الرسمية في الصين. ويخشى بعض المستثمرين، الذين يتوقون إلى الاطلاع على بيانات دقيقة أثناء استجابتهم للتباطؤ الاقتصادي هذا العام، من أن المسؤولين يتلاعبون بالأرقام لتحقيق أهداف النمو الطموحة.


قال ليو يوان، الباحث في شنغهاي في وكالة سنتالين العقارية: "الانخفاضات الفعلية في أسعار المنازل أكبر بكثير من أرقام المكتب الوطني للإحصاء. قد تجعل الإحصاءات الرسمية صانعي السياسة يعتقدون أن السوق تبلي حسنا بينما هي في الواقع في ورطة عويصة."

السوق العقاري الصيني.. أزمة قطاع الإسكان تشكل خطرا كبيرا على الاقتصاد


يحذر محللون من أن أزمة السوق العقاري الصيني وقطاع الإسكان تشكل خطرا كبيرا على الاقتصاد، الذي يؤدي إلى فتور نشاط البناء وتقليص ثروات الأسر وتثبيط ثقة المستهلك. وقال دان: "لن يعود الاقتصاد الصيني إلى المسار الصحيح حتى تتعافى سوق الإسكان".


الانخفاض في أسعار المساكن في بكين ملحوظ على وجه الخصوص. ظلت الأسعار في العاصمة، حيث يتمتع الموظفون الحكوميون الذين يتقاضون أجورا وافية بالحماية من الاضطرابات الاقتصادية، مستقرة حتى بعد أن اتخذ الزعيم الصيني شي جين بينج حملة إجراءات صارمة على المضاربة في العقارات في 2021.
أفاد مؤشر أسعار المساكن القائمة الذي جمعته شركة سنتالين عن انخفاض 10% في شنغهاي في الأشهر الـ12 المنتهية في يونيو، لكنه أفاد عن زيادة 9% في بكين خلال الفترة نفسها.


لكن منذ النصف الثاني من هذا العام، بدأ بائعو المنازل في العاصمة في تقديم تخفيضات كبيرة.


تقود الشقق القديمة، التي بنيت قبل عام 2000 وتمثل أكثر من نصف العروض النشطة، موجة خفض الأسعار. في بانجيايوان، وهو حي وسط مدينة بكين، عرضت شقة من ثلاث غرف نوم في مجمع سكني بني في أوائل ثمانينيات القرن العشرين مقابل 3.1 مليون رنمينبي (435ألف دولار)، بانخفاض عن أربعة ملايين يوان قبل عام. قال سمسار للشقة، إنه لم يتلق سوى استفسارات معدودة وإن الأسعار قد تنخفض أكثر.


قال السمسار: "نحن منفتحون على التفاوض إذا كان المشترون صادقين. لكن لا يوجد كثير منهم".


الشقق الأحدث ليست أفضل حالا. في تشاويانج، وهي منطقة دبلوماسية وتجارية وسط بكين، بيعت شقة من غرفتي نوم في مجمع أبل كوميونيتي الشهير الذي بني في 2005 في أكتوبر مقابل ستة ملايين رنمينبي، حسبما قال وسطاء. وبيعت وحدة مماثلة في الحي نفسه مقابل 7.5 مليون رنمينبي في مارس.


المنازل الفاخرة تفقد بريقها أيضا. يبلغ سعر شقة من أربع غرف نوم في أوك باي، وهو مجمع سكني مرموق، 33 مليون رنمينبي، بانخفاض عن 38 مليون رنمينبي في مارس.

السوق العقاري الصيني.. العديد من بائعي المنازل يخفضون الأسعار عدة مرات


اضطر عديد من بائعي المنازل إلى خفض الأسعار عدة مرات في إطار زمني قصير. وعرضت جين وانج، وهي موظفة مكتب في بكين، شقتها المكونة من غرفتي نوم في موقع مركزي مقابل 5.6 مليون رنمينبي في مارس. وبعد شهرين، لم تتلق أي استفسار.


خفضت وانج السعر الذي طلبته إلى 5.3 مليون رنمينبي ثم خمسة ملايين رنمينبي قبل أن تعرض الشقة مجددا أوائل هذا الشهر مقابل 4.7 مليون رنمينبي - أقل من السعر الذي دفعته مقابل ذلك قبل أربعة أعوام.


قالت: "سأتخلى عن فكرة بيع الشقة إذا لم يقبل أحد السعر".


تدرك السلطات مشكلات القطاع، لكنها ترفض إتاحة بيانات الطرف الثالث من كبار الوسطاء العقاريين، الذين يزودون معلومات المعاملات والعروض إلى وزارة الإسكان والبناء الحضري والريفي بانتظام، لعامة الناس، وفقا لمطلعين على الأمر.


في أغسطس من هذا العام، اعتذرت منصة العقارات بيكي بعد نشر تقرير يشير إلى أن 12% من الشقق السكنية المكتملة في 28 مدينة رئيسة في الصين شاغرة. ومنذ ذلك الحين منعت المنصة من نشر أسعار المعاملات التاريخية.


قال الشخص المقرب من الشركة: "الحكومة غاضبة من التقرير ومنذ ذلك الحين أصبحت منصة بيكي أكثر حذرا في نشر البيانات للعامة".


غياب بيانات موثوقة لا يبعث الثقة في المشترين. وأرجأ وانج لي، وهو مدير تنفيذي للتسويق في بكين، خططا لشراء منزل هذا العام تحسبا لانخفاض الأسعار أكثر.


قال وانج: "لست بحاجة إلى أن تخبرني الحكومة أن كل شيء على ما يرام. الوضع ليس كذلك."