المعادن الثمينة تكسر القواعد.. الفضة والبلاتين ينافسان الذهب على صدارة الملاذات الآمنة

فرضت المعادن الثمينة نفسها مجددًا كلاعب رئيسي في الأسواق العالمية، وسط مناخ اقتصادي مشحون بالتوترات الجيوسياسية وتقلبات غير مسبوقة.
وبينما ظل الذهب طويلًا في صدارة خيارات التحوط، استعادت الفضة والبلاتين مكانتهما بقوة، في مشهد اقتصادي يعكس تحولًا عميقًا وليس مجرد موجة مؤقتة.
وسجّلت الفضة أعلى مستوياتها منذ 12 عامًا، في حين تجاوز البلاتين حاجزًا لم يصله منذ عام 2022، وهو ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم بحثًا عن بدائل أكثر تنوعًا وأمانًا.
التصعيد الجيوسياسي
أعاد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، لا سيما في محيط مضيق هرمز، تشكيل توجهات المستثمرين نحو الملاذات الآمنة. فمع تزايد المخاطر الإقليمية، بات تنويع أدوات التحوط ضرورة استراتيجية.
الطلب الصناعي المتنامي
كما استفادت الفضة من دورها الحيوي في الصناعات الخضراء، خاصة في تقنيات الطاقة الشمسية، بينما شهد البلاتين انتعاشًا بفعل تعافي النشاط الصناعي في الصين وتزايد الاعتماد عليه في التطبيقات البيئية والطبية.
ضعف المعروض
وحذّرت مؤسسات بحثية كبرى، بينها وود ماكنزي، من فجوات مرتقبة بين العرض والطلب خلال عام 2025، ما يعزز فرص ارتفاع الأسعار في الأجل المتوسط.
ورصدت بيانات Refinitiv Lipper تدفقًا متزايدًا نحو صناديق الفضة والبلاتين المتداولة، حيث سجّلت الأولى نموًا تجاوز 8% منذ بداية العام.
وساهمت البنوك المركزية الآسيوية في هذا الزخم من خلال تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار.
كما أشار صندوق النقد الدولي إلى أن تصاعد المخاطر الجيوسياسية دفع المؤسسات الكبرى لإعادة توجيه استثماراتها نحو أصول أكثر أمانًا.
ويختلف تقييم الفرصة باختلاف أهداف المستثمر، من يسعى إلى تحوط طويل الأجل سيجد في هذه المعادن خيارًا مغريًا، فيما يجب على الباحثين عن أرباح سريعة توخي الحذر، في ظل احتمالات حدوث تصحيحات إذا تحسنت المؤشرات الاقتصادية العالمية.
ويرى محللون أن اختراق الفضة لمستوى 35 دولارًا سيكون نقطة تحول محورية، من شأنها جذب المزيد من المستثمرين الأفراد.