الذهب يقترب من ذروته التاريخية.. وتحذيرات من تكرار دورات الانخفاض السابقة

كشفت جداول تحليلية لتاريخ أسعار الذهب خلال العقود الماضية عن حقيقة مغايرة لما يردده بعض المتعاملين في السوق حول أن الذهب "دائم الارتفاع"، إذ أظهرت البيانات أن المعدن الأصفر مرّ بدورات طويلة من الهبوط استمرت لسنوات، قبل أن يعاود الصعود مجددًا.

ووفقًا للبيانات، بلغ سعر أونصة الذهب في عام 1980 نحو 660 دولارًا، ثم شهد تراجعًا متواصلًا على مدى خمس سنوات ليصل في 1985 إلى 290 دولارًا فقط، أي أقل من نصف قيمته. وحتى مع تعافيه النسبي في نهاية الثمانينيات، لم يتجاوز السعر حاجز الـ500 دولار، قبل أن يهبط مجددًا إلى أقل من 260 دولارًا للأونصة بحلول عام 1999.

وبالتالي، فإن من اشترى الذهب عام 1980 على أمل ارتفاعه خلال بضع سنوات، كان سيواجه خسارة تتجاوز نصف قيمته على مدار عقدين كاملين، إذ لم يستعد الذهب مستواه المرتفع (660 دولارًا) إلا بعد 28 عامًا، وتحديدًا في عام 2008.

أما في العقد الأخير، فقد تكرّر السيناريو ذاته؛ فبعدما صعدت الأونصة إلى 1800 دولار عام 2012، تراجعت الأسعار تدريجيًا حتى وصلت إلى نحو 1060 دولارًا في نهاية 2015، أي بانخفاض يقارب نصف القيمة خلال ثلاث سنوات فقط. ولم يعُد السعر إلى مستوى 1800 دولار إلا في عام 2020، أي بعد ثماني سنوات من التراجع.

ويؤكد الخبراء أن انخفاض قيمة العملات المحلية أمام الذهب أو السلع الأخرى لا يعني بالضرورة أن الذهب نفسه يواصل الصعود عالميًا، إذ يخضع كسائر السلع لدورات ارتفاع وانخفاض طويلة الأمد.

ويشير تحليل البيانات إلى أن الذهب حاليًا يقترب من مستويات مرتفعة تاريخيًا، ما يعني أن احتمالات التراجع خلال الفترة المقبلة قائمة، كما حدث في أكثر من دورة سابقة.

ويخلص التقرير إلى أن الاستثمار في الذهب يحتاج إلى رؤية طويلة المدى وصبر، ولا يُنصح لمن يمتلك مدخرات محدودة أو يبيع أصولًا ثابتة من أجل شراء الذهب، أن يغامر بالشراء عند الذروة السعرية الحالية.

مرفق: جدول يوضح تغير أسعار الذهب العالمية خلال الفترات من 1985 إلى 2020.