فضيحة تقارير الذكاء الاصطناعي تُجبر "ديلويت" على إعادة أموال للحكومة الأسترالية

أعلنت شركة «ديلويت» للمحاسبة والاستشارات إعادة جزء من المبالغ التي حصلت عليها من الحكومة الأسترالية، بقيمة 290 ألف دولار، بعد اكتشاف أخطاء جسيمة ومراجع وهمية في تقرير رسمي أعدّته لصالح وزارة التوظيف والعلاقات العمالية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

وكانت الحكومة الأسترالية قد كلفت «ديلويت» في ديسمبر الماضي بإجراء مراجعة مستقلة لنظام الرعاية الاجتماعية الذي يفرض عقوبات تلقائية على الباحثين عن العمل. وتم نشر التقرير مطلع العام الجاري، قبل أن تقوم الوزارة برفع نسخة مصححة على موقعها الرسمي يوم الجمعة الماضي.

صحيفة تكشف الفضيحة

القضية تفجّرت بعد تحقيق نشرته صحيفة "أستراليان فاينانشال ريفيو" في أغسطس الماضي، كشف وجود مراجع أكاديمية غير حقيقية وإشارات نُسبت بالخطأ إلى جامعة سيدني وجهات أخرى، ما أثار شكوكًا حول موثوقية استخدام الذكاء الاصطناعي في الوثائق الحكومية الحساسة.

الذكاء الاصطناعي تحت المجهر

تأتي هذه الواقعة في وقت تستثمر فيه شركات الاستشارات العالمية الكبرى، ومنها: ديلويت ـ بي دبليو سي ـ إرنست آند يونغ ـ كيه بي إم جي

ملايين الدولارات لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي وزيادة الكفاءة التشغيلية. وكانت «ديلويت» قد أعلنت في سبتمبر الماضي عن خطة لضخ 3 مليارات دولار في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي حتى عام 2030.

شراكات تقنية واسعة

كما أعلنت شركة Anthropic (أنثروبيك) هذا الأسبوع عن شراكة مع «ديلويت»، تتيح لأكثر من 470 ألف متخصص لدى الشركة استخدام النموذج اللغوي "كلود" لتعزيز قدراتهم التقنية.

أزمة ثقة أم تحوّل تنظيمي؟

تسببت الواقعة في جدل واسع داخل الأوساط الحكومية والأكاديمية حول ضرورة وضع معايير صارمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال الرسمية، وسط مطالب بتعزيز الرقابة على شركات الاستشارات حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء التي تمس مصداقية التقارير الحكومية.