في السنوات الأخيرة، شهدت السياحة في مصر بوادر انتعاش،
ذا ناشيونال: العروض الفنية المتقنة لاقت إشادة واسعة من الحضور في حفل افتتاح المتحف المصري
كشف تقرير لموقع “ذا ناشيونال” عن أن حفل الافتتاح تضمن عددًا من العروض الفنية المتقنة التي لاقت إشادة واسعة من الحضور ، بالإضافة إلى العديد ممن شاهدوه عبر الإنترنت والتلفزيون.
افتتاح المتحف المصري الكبير "فصل جديد" في تاريخ مصر، كما يقول السيسي. افتتحت القاهرة يوم السبت أبواب المتحف المصري الكبير الذي طال انتظاره، وهو معرضٌ للعظمة الفرعونية بتكلفة مليار دولار، وتأمل مصر أن يُنعش السياحة ويعزز اقتصادها.
استضاف المتحف، الذي يقع على بُعد كيلومترين من الهرم الأكبر في الجيزة، ما وصفه وزير السياحة والآثار شريف فتحي بأنه "ليلة لا تُنسى".
بعد سنوات من الترقب والتأخير والتحضيرات الدقيقة التي تُوّجت بهذه اللحظة، شكّل افتتاح المتحف فصلاً فارقاً في تاريخ مصر الثقافي والسياحي.
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمةً في الحفل المسائي، وأشاد بالمتحف باعتباره يفتح "فصلاً جديداً" للأمة. وقال أمام الحشد الذي ضم 79 وفداً دولياً، من بينهم 39 رئيس دولة وحكومة، إن مصر "تكتب فصلاً جديداً في تاريخ حاضر ومستقبل هذه الأمة العريقة". قال الرئيس السيسي: "هذا المتحف ليس مجرد مكان لحفظ الآثار الثمينة، بل هو دليل حي على عبقرية المصريين الذين بنوا الأهرامات ونقشوا الخلود على جدران معابدهم".
"إن النجاح الذي نفتتحه اليوم هو ثمرة تعاون دولي واسع النطاق مع عدد من الشركات والمنظمات. ولا ننسى الدعم الكبير الذي قدمته دولة اليابان الصديقة لهذا المشروع الحضاري الضخم".
ساهمت اليابان ماليًا وفنيًا في بناء المتحف، الذي يمتد على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع. وحضرت وفود من اليابان والمملكة العربية السعودية وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا والدنمارك ودول الخليج، وفقًا للرئاسة المصرية.
تضمنت العروض أول مقطوعة أوركسترا خاصة كتبها الملحن المصري الشهير هشام نزيه للافتتاح، بالإضافة إلى عرض راقص متقن، شارك فيه العديد من المشاهير المصريين الذين ارتدوا أزياء فرعونية.
استلزم الافتتاح الذي طال انتظاره، والذي تم تأجيله خمس مرات منذ عام 2020 بسبب أزمات مختلفة بما في ذلك جائحة كوفيد-19 والحروب المتعددة في المنطقة، إغلاق أجزاء كبيرة من المدينة حيث تم نشر مئات من فرق الأمن والمرور في المنطقة لإغلاق عدد من الطرق الاستراتيجية.
ومع ذلك، تم بث الحفل أيضًا على شاشات كبيرة مثبتة في جميع أنحاء المدينة لضمان فرصة للجمهور لمشاهدة الحفل.
ومع ذلك، وعلى الرغم من وجود الشاشات، إلا أنه كان من الممكن رؤية العديد من المباني السكنية في المناطق المحيطة بالمتحف، بما في ذلك أحياء فيصل وحدائق الأهرام ذات الدخل المحدود، من شرفاتها على أمل إلقاء نظرة خاطفة على الضجة المحيطة بالمتحف اليوم. صرح سكان الحيين لصحيفة "ذا ناشيونال" يوم السبت أن ضباط الشرطة زاروا منازلهم خلال الأيام الثلاثة الماضية لإبلاغ سكان الشوارع المؤدية إلى المتحف بأنه لن يُسمح لهم بمغادرة أحيائهم حتى يوم الأحد.
يضم المتحف المصري الكبير أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، نصفها سيُعرض، مما يجعله أكبر مجموعة في العالم مخصصة لحضارة واحدة، وفقًا لما ذكره الرئيس السيسي في خطابه.
وقبيل زيارة السيسي، حلقت طائرات فوق هضبة الجيزة حاملة لافتات كُتب عليها "مرحبًا بكم في أرض السلام"، وهي نسخة مُعاد استخدامها من الشعار المُستخدم في قمة شرم الشيخ للسلام عندما استضاف السيسي أكثر من 20 قائدًا لتوقيع إعلان السلام بين إسرائيل وغزة في أكتوبر.
أُطلقت حملة تجميل واسعة النطاق قبل الافتتاح، مما جعل العديد من شوارع الجيزة غير قابلة للتمييز تقريبًا، حيث أُعيد طلاء الأرصفة، واستبدلت لافتات الطرق القديمة، وزرعت مئات الأشجار المزخرفة.
في الداخل، دخل الزوار قاعات واسعة مُشرقة بأسقف شاهقة وجدران حجرية بلون الرمال تُحاكي الصحراء المحيطة.
ومن أبرز معالمه تمثال ضخم لرمسيس الثاني في البهو، ومسلة مُعلقة مُخصصة للملك نفسه، ودرج "رحلة إلى الأبد" المُزين بتماثيل الآلهة والفراعنة.
وللكثيرين ممن انتظروا افتتاح المتحف لعقود، لن يكون هذا مجرد احتفال، بل فرصة للتأمل أيضًا.
وكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي على مواقع التواصل الاجتماعي قبل الافتتاح أن المتحف سيجمع "عبقرية المصريين القدماء وإبداع المصريين المعاصرين، مُعززًا الثقافة والفن العالميين بمعلم جديد يجذب كل من يُقدّر الحضارة والمعرفة".
يروي فاروق حسني، وزير الثقافة المصري السابق، قصة نشأة هذا المعلم غير العادية.
يقول حسني إن الفكرة راودته عندما استفزه ناشر ومصمم جرافيك إيطالي بارز، فرانكو ماريا ريتشي، خلال حديث في باريس، حين وصف متحف الآثار المصرية في وسط القاهرة بأنه "مستودع تخزين".
وقال حسني، الذي شغل منصب وزير الثقافة بين عامي ١٩٨٧ و٢٠١١، لصحيفة "ذا ناشيونال": "لدهشتي، دفعني الغضب الذي انتابني لإخباره بأننا نخطط لبناء أكبر متحف في العالم في مصر".
كان ذلك عام ١٩٩٢، وبالتأكيد لم نكن نبني أو نفكر في بناء أي شيء آنذاك. لكنني اختلقت ذلك لغضبي الشديد. ثم سألني أين سيكون المتحف، فأجبته أنه سيكون بالقرب من الأهرامات.
في السنوات الأخيرة، شهدت السياحة في مصر بوادر انتعاش، حيث استقبلت ١٥ مليون زائر في الأشهر التسعة الأولى من عام ٢٠٢٥، وحققت إيرادات بلغت ١٢.٥ مليار دولار، بزيادة قدرها ٢١٪ عن العام السابق.