الخميس، 27 نوفمبر 2025 08:20 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مصر

رئيس الوزراء: زيادة بنسبة 19% في الصادرات خلال الأشهر العشرة الماضية مقارنة بنفس الفترة من العام السابق

الخميس، 27 نوفمبر 2025 06:25 م
رئيس مجلس الوزراء
رئيس مجلس الوزراء

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، عقب اجتماع مجلس الوزراء، بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة، مُنوهاً إلى حضور الدكتورة/ رانيا المشاط، وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، للمؤتمر لعرض نتائج إيجابية جداً للنمو الاقتصادي خلال الربع الأول من العام المالي الجاري.
 

واستهل رئيس الوزراء حديثه، قائلاً: سأستعرض معكم عدداً من الموضوعات المهمة جداً، كما تابعتم خلال هذا الأسبوع، كان هناك زيارة هامة جداً لرئيس جمهورية كوريا والسيدة قرينته، حيث التقيا بفخامة السيد الرئيس والسيدة قرينته. وكان التركيز خلال الزيارة على تفعيل التعاون الثنائي بين البلدين، كما كانت هذه الزيارة على هامش احتفالنا معا بمرور ثلاثين عاماً على العلاقات الثنائية بين بلدينا، وتربطنا بكوريا علاقات شديدة التميز في كل المجالات، وعلى الأخص المجال الاقتصادي.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: وبفضل الله نجحت مصر في استقطاب عدد كبير من الشركات الكورية العملاقة، والتي لها مصانعها الموجودة في مصر اليوم، وبالتالي كان هناك نقاش وتركيز على كيفية زيادة الاستثمارات الكورية في مصر، وأيضاً حجم التبادل التجاري بين بلدينا. كما أن لنا تجارب ناجحة جداً، لشركات كورية سواء في مجالات الأجهزة المنزلية، والهواتف المحمولة. كما تم التطرق خلال النقاش إلى الصناعات الأكبر والأشد تعقيداً، مثل صناعة السفن، وصناعة القطارات ووسائل النقل الجماعي، وكان هناك اتفاق على التحرك في هذا الأمر خلال الفترة القادمة.
 

وقال رئيس الوزراء: الموضوع الآخر الذي أود إبرازه، هو أنني تشرّفت بالمشاركة نيابة عن فخامة السيد الرئيس في قمتين مهمتين جداً: القمة الأولى هي قمة مجموعة العشرين (G20)، المنعقدة في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، والقمة الثانية هي القمة السابعة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، في أنجولا، وهذه القمة تحديداً انعقدت في نسختها الأولى منذ 25 عاماً في القاهرة. وبالتالي تم الاحتفال في أنجولا بمرور 25 عاماً على انعقاد هذه القمة، ودائماً ما كان يشار في كل الكلمات إلى إعلان القاهرة عام 2000.

وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي، أن هاتين القمتين ناقشتا العديد من التحديات التي يواجهها العالم، وكان هناك تركيز على كل المعطيات الخاصة بالتحديات الاقتصادية، والجيوسياسية، وكذا تحديات التجارة العالمية. وكان هناك تركيز أيضا من جانب الجميع على أن قارة أفريقيا هي المستقبل؛ وهناك فرصة كبيرة، إذا تم تطوير البنية التحتية وتحسين مناخ الاستثمار في الدول الأفريقية، فإن هذا الأمر من شأنه أن يزيد من وتيرة التنمية في هذه القارة.
 

ولفت رئيس الوزراء إلى أنه عقد عدداً كبيراً من اللقاءات مع رؤساء الدول والحكومات، خلال مشاركته في القمتين، سواء في اجتماعات رسمية، أو في لقاءات ثنائية، أو أحاديث جانبية، مؤكداً أنه بمنتهى الصدق وبدون مجاملات، كانت الانطباعات التي لمسها بصورة شخصية من رؤساء الدول والحكومات تتركز في ثلاث نقاط رئيسية: الأولى الإشادة الكبيرة بالجهود المصرية التي تمت لإنجاح قمة شرم الشيخ للسلام، ونجاح مصر مع الشركاء الدوليين من قطر والولايات المتحدة في وقف إطلاق النار، برغم التجاوزات التي تحدث بين الحين والآخر، مشيراً إلى أن هناك تقديراً كبيراً لدور مصر واحتراماً شديداً لموقف فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، من هذه القضية منذ اللحظة الأولى. ويُؤكد القادة أن موقفنا كان واضحاً وثابتاً، وأنهم يكنون لمصر وللرئيس كل التقدير والاحترام، ويهنئوننا بما استطعنا تحقيقه في هذه القضية الشائكة التي كان يراقبها العالم كله دون أن يتمكن من اتخاذ قرار حيالها.

وأضاف رئيس الوزراء أن النقطة الثانية في هذا الصدد تتمثل في التهنئة بافتتاح المتحف المصري الكبير، مشيراً إلى حجم الانبهار الشديد من جانب رؤساء الدول والحكومات، والإشادة بالشكل الحضاري لحفل الافتتاح، وتأكيدهم رغبتهم في المجيء لمصر وزيارة المتحف المصري الكبير، ومشاهدة هذا الصرح العالمي الذي نجحت الدولة في تنفيذه.
 

ولفت إلى أن النقطة الثالثة في هذا الإطار، تتمثل في الانطباع عن مصر، مشيراً إلى أن ما سمعه من قادة الدول والحكومات خلال القمتين يعكس الإعجاب الشديد بما تم في مصر من نقلة نوعية حقيقية في كل المجالات، ويتحدث الجميع قائلين: "أنتم نجحتم في بناء بلد من جديد"، مُضيفاً أن الانطباع العام عن شكل مصر أمام الرؤساء والزعماء شديد الإيجابية لما نجحت فيه الدولة من تنمية عمرانية وبنية أساسية والاقتصاد بحجم التطور والأرقام الإيجابية، وهو ما سوف نستمع إليه لاحقاً خلال المؤتمر الصحفي من وزيرة التخطيط، مؤكداً أن الشيء الذي يجعلنا كمصريين نشعر بسعادة هو أن الانطباع العام عن الدولة هو انطباع إيجابي، ونظرة بأن هناك دولة جديدة تم بناؤها خلال السنوات العشر الماضية، وهو شيء يدعو للسعادة والفرح بأن يكون هذا هو الانطباع لدي كل القيادات على مستوى العالم.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى الزيارة الهامة لنائب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، مضيفاً أنه يمثل قمة الهرم البرلماني والتشريعي لجمهورية الصين الشعبية، لافتاً إلى أنه كان هناك نقاش حول زيادة حجم الاستثمارات الصينية في مصر بمنطقة "تيدا"، حيث قام السيد نائب رئيس المجلس الوطني للمنطقة بزيارة إلى المنطقة قبل يوم لقائنا، وتأكيده خلال اللقاء على حرص دولة الصين على توسيع الاستثمارات والعلاقات الثنائية مع مصر في كل المجالات خلال الفترة القادمة.
 

وتحدث رئيس الوزراء عن انعقاد الدورة التاسعة للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة، مُعربًا عن امتنانه لترؤسه اللجنة مع دولة الوزير الأول للحكومة الجزائرية، والتشرف بلقائهما بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، موضحًا أن رئيس الوزراء الجزائري لمس مدى تقدير واحترام وحب فخامة السيد الرئيس، لدولة الجزائر، وكذا حرص فخامته الشديد على تقدم الجزائر والحرص على تقوية العلاقات بين مصر والجزائر خلال الفترة القادمة، وهو ما مثل بالنسبة لنا جميعاً بمثابة حافز كبير، وهو ما نتج عنه توقيع عدد كبير من المذكرات والاتفاقيات.

وأضاف: كما تم التوافق على وجود متابعة دورية كل ثلاثة أشهر للتأكد من وضع ما تم الاتفاق عليه فى حيز التنفيذ، وهناك تأكيد دائماً على عمق الروابط التي تربط بين مصر والجزائر، فضلًا عن الإشادة بكفاءة ونجاح الشركات المصرية التي تعمل حالياً في الجزائر في تنفيذ كل المشروعات التي أوكلت إليها، وهو أمر يدعو إلى الفرح كمصريين، بأن أصبحت الشركات المصرية بما تراكم لديها من خبرات من المشروعات التي نفذتها في مصر، تستطيع أن تنفذ أي مشاريع على المستوى الدولي بمنتهى النجاح، وهي الإشادة التي أسمعها كثيراً من المسؤولين على المستوى الدولي خلال لقاءاتي معهم بالخارج، وتأكيد حرصهم على زيادة نطاق عمل الشركات المصرية.
 

وانتقل رئيس الوزراء للحديث عن الملف الاقتصادي، مشيراً إلى لقاء فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مع رئيس شركة "إيني" الإيطالية، التي تُعد أكبر شريك لمصر في قطاع الغاز، وما تم خلال اللقاء من إعلان رئيس الشركة عن عزمها خلال السنوات الثلاث القادمة ضخ 8 مليارات دولار في استثمارات جديدة بمصر، وحفر المزيد من الآبار في منطقة حقل ظهر، والمناطق الأخرى التي تنتج الغاز التي تقع تحت امتياز الشركة، كما أعرب رئيس الشركة عن تفاؤلهم بزيادة حجم الإنتاج خلال الفترة القادمة.
وفي ذات السياق، أشار رئيس الوزراء إلى ما تم التوافق عليه مع شركة "إيني" لزيادة حجم الاستثمارات، سعياً لزيادة حجم الإنتاج من الزيت الخام بمصر خلال السنوات الثلاث القادمة، منوهاً إلى أنه سيتم الإعلان عن مختلف ما تم الاتفاق عليه مع شركة "إيني" خلال الفترة القادمة.

وتابع رئيس الوزراء حديثه عن الملف الاقتصادي، مشيراً إلى متابعته مع السيد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، نتاج أول عشرة أشهر من عام 2025 من يناير إلى أكتوبر فيما يخص حجم الصادرات المصرية والعجز التجاري، منوهاً في هذا الصدد إلى تحقيق المزيد من التحسن في معدلات وحجم الصادرات المصرية، حيث زادت بنسبة 19% خلال هذه الأشهر العشرة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وأيضاً ما يتعلق بالعجز التجاري انخفض بنسبة أكثر من 16% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يؤكد أننا نسير في المسار الصحيح، ويشير إلى وجود حجم إنتاج كبير في العديد من القطاعات الصناعية المتواجدة على أرض الواقع، هذا إلى جانب انخفاض الواردات وعدم زيادة الفاتورة الخاصة بها بنفس وتيرة زيادة حجم الصادرات.
 

وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي للحديث عن صناعة أخرى، وهي صناعة السيارات، لافتاً إلى عودة شركة "النصر" لصناعة السيارات للعمل مرة أخرى، معرباً عن سعادته بهذا الحدث المهم، وكذلك بما تلقاه من تقارير تفيد تحقيق الشركة أرباحاً هذا العام لأول مرة بعد أن كانت تُمنى بخسائر، بل كانت متوقفة عن العمل خلال فترة من الفترات الماضية، إلا أن تحولها من الخسارة إلى الربح هو أمر يبعث على السعادة، وتعتزم الحكومة تعظيم الاستفادة من أصول هذه الشركة.
 

ثم تطرق رئيس مجلس الوزراء إلى نقطة أخرى، وهي التنمية البشرية، مشيراً إلى توقيع مجموعة من البروتوكولات بين مصر وإيطاليا؛ لتطوير وإنشاء 89 مدرسة جديدة للتكنولوجيا التطبيقية، وذلك ضمن المنظومة الكبيرة التي تعمل عليها الحكومة لتطوير التعليم الفني والتكنولوجي، وقال: إن هذه المدارس الجديدة سيتم اعتمادها من إيطاليا، حيث إن الحكومة الإيطالية ستعتمد خريجيها، أي أن خريجيها سيكون لديهم شهادة معترف بها من الجانب الإيطالي، وهو ما يمكن الخريج من العمل ليس في مصر فقط بل في جميع أنحاء أوروبا أيضاً، والأمر الأهم في هذا الشأن هو أن القطاع الخاص المصري سيدير هذه المدارس، بعد إتاحتها من الدولة.
 

وفي الإطار نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى أن هذا الملف كان يشهد مطالبات عديدة من جانب المواطنين للاهتمام به، ولأن تعطي الحكومة له مساحة أكبر من الاهتمام، وهذا جزء فقط من خطة الدولة في هذا المجال.

واختتم الدكتور مصطفى مدبولي حديثه قائلاً: إن هذا الأمر يقودني للحديث عن ملف آخر في التنمية البشرية وهو الصحة، مشيراً إلى أنه شهد فعاليات الملتقى السادس للرعاية الصحية، بمشاركة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والوزراء المعنيين، لافتاً إلى انتهاء المرحلة الأولى من منظومة التأمين الصحي الشامل، وبدأت الدولة بالفعل اتخاذ خطوات التنفيذ في المرحلة الثانية، التي بموجبها سيكون تم إدخال خدمة التأمين الصحي الشامل لـ 18 مليون مصري، كما ندرس ضم محافظة الإسكندرية، وهو ما يعني إدخال الخدمة لأكثر من ربع سكان مصر، وهذه المنظومة كانت حلماً لنا جميعاً، وأن نرى مستوي المنشآت الطبية أصبحت قائمة وتم ضمها للمنظومة، ونحن نسعى لضم باقي المحافظات من خلال المسار الذي نتبعه في هذا المجال، ونعمل جدياً بالمحافظات المتبقية جنباً إلى جنب محافظات المرحلة الحالية، وذلك من خلال إنشاء وحدات صحية ومراكز طبية بها، ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتطوير قرى الريف المصريّ، وهو ما أحدث طفرة بالفعل في هذه المناطق، لكننا نُقر بأن الطريق لا يزال طويلا أمامنا في هذا الشأن، لكن العمل على الأرض يمنحنا ثقة في أن نتحرك بسرعة أكبر في هذه الملفات خلال الفترة المقبلة.