مواجهة دبلوماسية بين السعودية والإمارات.. الرياض تمنح أبوظبي 24 ساعة للانسحاب من اليمن
في تحول دراماتيكي نقل التوتر من الميدان العسكري إلى أروقة الدبلوماسية العلنية، دخلت العلاقات السعودية الإماراتية منعطفاً هو الأخطر من نوعه منذ تأسيس تحالف دعم الشرعية في اليمن.
فقد شهدت الساعات الماضية سجالاً بيانياً حاداً، تضمن اتهامات مباشرة بالمساس بالأمن القومي ومطالب بانسحاب عسكري فوري.
الرياض: أمن المملكة "خط أحمر" ومهلة أخيرة للانسحاب
استخدمت وزارة الخارجية السعودية لغة دبلوماسية وُصفت بالأشد لهجة تجاه أبوظبي منذ سنوات، حيث سمّى البيان دولة الإمارات "الشقيقة" بالاسم في سياق انتقادي، متهماً إياها بالضغط على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ عمليات عسكرية في محافظتي حضرموت والمهرة المتاخمتين للحدود السعودية.

أبرز ما جاء في الموقف السعودي:
تهديد وجودي: وصف التحركات الإماراتية بأنها "بالغة الخطورة" وتمثل تهديداً مباشراً للأمن الوطني السعودي واستقرار المنطقة.
تحذير حازم: شددت الرياض على أن "أمن المملكة خط أحمر"، مؤكدة أنها لن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أي تهديد.
إنذار الـ 24 ساعة: طالبت المملكة الإمارات رسمياً بسحب قواتها من اليمن خلال يوم واحد، ووقف كافة أشكال الدعم المالي والعسكري للأطراف اليمنية خارج إطار الشرعية.
أبوظبي ترد: "مغالطات جوهرية" ودعوة للتهدئة
من جانبها، لم تتأخر وزارة الخارجية الإماراتية في الرد، حيث أصدرت بياناً أعربت فيه عن "الأسف" لما ورد في البيان السعودي، واصفة إياه بأنه احتوى على "مغالطات جوهرية".
وجاء الرد الإماراتي مرتكزاً على:
نفي الاتهامات: التأكيد على أن سياسة الإمارات لا تهدف لتصعيد الموقف أو تهديد أمن الجيران.
التمسك بالشرعية: شددت أبوظبي على التزامها بالشرعية الدولية واحترام سيادة الدول، رافضة "الزج باسمها" في تحركات تعقد الأوضاع.
تغليب الدبلوماسية: دعت الإمارات إلى حل الخلافات عبر الحوار والقنوات الرسمية، محذرة من تداعيات التصعيد الإعلامي والاتهامات المتبادلة.
تحليل الموقف: من الصدام الميداني إلى الحرب الباردة
يرى مراقبون أن هذا التراشق العلني هو "انفجار" لخلافات مكتومة تراكمت على مدار السنوات الماضية حول خارطة النفوذ في جنوب وشرق اليمن.
فبينما ترى السعودية في تحركات "الانتقالي" في المهرة وحضرموت خرقاً لعمقها الأمني، تعتبر الإمارات تواجدها تأميناً لمصالحها الاستراتيجية في الموانئ والممرات المائية.
ومع انتهاء مهلة الـ 24 ساعة غداً، تترقب المنطقة ما إذا كانت لغة البيانات ستفسح المجال لوساطة احتواء أخيرة، أم أن المشهد اليمني يتجه نحو "فك ارتباط" نهائي بين قطبي التحالف العربي.