الأحد 19 مايو 2024 الموافق 11 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
اقتصاد

السعودية تدفع أعلى فاتورة لعلاج مصاب واحد بكورونا بقيمة 330 ألف ريال وفي مصر تكلفة التحليل 1000 جنيه

الجمعة 01/مايو/2020 - 01:01 ص
السعودية تدفع أعلى
السعودية تدفع أعلى فاتورة لعلاج مصاب واحد بكورونا بقيمة 330

سارعت دول العالم بضخ المزيد من المليارات سواء في قطاعاتها الصحية أو الاقتصادية، لمساعدتها على مواجهة جائحة كورونا، التي ضربت معظم دول العالم بلا استثناء، وأجهدت كبرى الأنظمة الطبية في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا وألمانيا.

وسلطت تلك الدول معظم أموالها على دعم القطاع الصحي، لإنقاذ المصابين بالفيروس الفتاك، ودعمه بالمعدات والأجهزة، إضافة لزيادة رواتب أعضاء المهن الطبية، الصف الأول في مواجهة العدو التاجي، لكن ما هي تكلفة علاج المصاب بالفيروس في دول العالم؟

الولايات المتحدة الأمريكية

 

 

الدولة الأكثر تضررًا من الفيروس حتى الآن، تجاوزت إصاباتها مليونا و66 ألف حالة ونحو 62 ألف وفاة حتى كتابة هذه السطور، وفي دراسة أجراها باحثو مدينة نيويورك، كشفت أن النفقات الطبية لعلاج فيروس كورونا، يمكن أن تكلّف الولايات المتحدة ما يصل إلى 654 مليار دولار أمريكي.

ووفق مجلة "تايم" الأمريكية، التي نقلت معاناة الأمريكية "داني أسكيني"، فإنك إذا كنت تقيم في الولايات المتحدة وقررت الخضوع لفحوصات الفيروس وكذلك العلاج، فإن الفاتورة قد تصل إلى نحو 35 ألف دولار، خارج التأمين الصحي.

أما إذا كنت تمتلك تأمينًا صحيًا هناك، فإن تكاليف العلاج ستتراوح بين 10 إلى 20 ألف دولار، وفق تقديرات "قيصر فاميلي فاندويشن"، اعتمادًا على معالجة حالات أمراض الالتهابات الرئوية.

وتعتمد حصتك من قيمة هذه الفواتير على ما يجب أن تتحمله خلال العام، قبل أن يبدأ التأمين بالتغطية، والتي يبلغ معدلها السنوي للفرد بحدود 1700 دولار، ويمكن أن تصل إلى 6000 دولار.

كما أن العديد من خطط التأمين الصحي تتضمن نسبة يتحملها المريض، والتي يتراوح معدلها ما بين 15 إلى 20 في المئة.

ويعاني نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة من ضغوط كبيرة بسبب جائحة كورونا، لا سيما في أجهزة التنفس الصناعي وأسرة المستشفيات ولوازم العاملين في القطاع الطبي.

أما باحثو جامعة نيويورك فأعدوا نموذجًا لمحاكاة ما سيحدث في حالة إصابة نسب مختلفة من سكان الولايات المتحدة بالفيروس، أظهرت أن التكلفة الطبية المباشرة للإصابة الواحدة، هي 3045 دولارا، وهي أعلى 4 مرات من تكلفة علاج الإنفلونزا العادية، و5 مرات مقارنة بعلاج السعال الديكي.

وعندما تم احتساب تكاليف الآثار الطويلة المدى، مثل تلف الرئة وتعطل أعضاء أخرى، ارتفع متوسط التكلفة إلى 3994 دولارا.

وأظهر النموذج أنه إذا أصيب 20% من سكان الولايات المتحدة، فإن متوسط النفقات الطبية المباشرة سيكون 163.4 مليار دولار، مع عوامل قد تدفعه إلى ما يصل إلى 214.5 مليار دولار.

وإذا أصيب نصف السكان بالعدوى، فسيكون متوسط النفقات الطبية المباشرة 408.8 مليارات دولار خلال فترة الإصابة، لترتفع الفاتورة الإجمالية إلى 654 مليار دولار، في حال أصيب 80% من السكان بالعدوى، مع مراعاة التكاليف الطبية الأخرى مثل أجهزة التنفس الصناعي وتلف الرئة وأعضاء أخرى.

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن أستاذ السياسات الصحية والإدارة بجامعة نيويورك، الدكتور بروس ي. لي، قوله "لا يزال بعض الناس يقولون إن فيروس كورونا يشبه الإنفلونزا، والبعض يقول إنه مثل الزكام، وعلى العكس تماما فإن علاج فيروس كورونا أعلى بكثير من الإنفلونزا من حيث التكاليف، لأنها تمتد إلى ما بعد الإصابة، وستستمر بعد انتهاء العدوى نفسها".

المملكة العربية السعودية

 

 

 

جريدة "الوطن" السعودية كشفت على لسان مصادر طبية -لم تسمها- أن تكاليف علاج المصابين بفيروس كورونا في المملكة بلغت 6 مليارات ريال، وأن القيمة الأساسية لعلاج الفرد الواحد تبلغ 330 ألف ريال، فيما بلغت تكلفة علاج المصابين غير السعوديين نحو 80 % من إجمالي ما تم إنفاقه حتى الآن.

ووقّعت الحكومة السعودية عقدًا مع الصين، لإجراء نحو 9 ملايين فحص لفيروس كورونا في مختلف أرجاء المملكة، بنحو 995 مليون ريال، إضافة لسعي وزارة الصحة السعودية لشراء فحوصات من جهات أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا وكوريا الجنوبية، ليصل عدد الفحوصات المستهدفة إلى 14.5 مليون فحص، وتمثل قرابة 40% من عدد سكان المملكة.

كما أعدت وزارة المالية السعودية خطة لمواجهة آثار تفشي الفيروس على كافة الأصعدة بلغت قيمتها 120 مليار ريال، ضمت مبادرات عاجلة لمساندة القطاع الخاص، خصوصا المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأنشطة الاقتصادية الأكثر تأثراً من تبعات هذا الوباء، بحوالي 70 مليار ريال، إضافة لبرنامج مؤسسة النقد العربي السعودي للمصارف والمؤسسات المالية، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بمبلغ 50 مليار ريال.

جمهورية مصر العربية

في الثاني والعشرين من مارس الماضي، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تخصيص 100 مليار جنيه لمواجهة أزمة فيروس كورونا، وأعلن وزير المالية المصري محمد معيط، أن وزارته تستجيب لطلبات وزارة الصحة، بتوفير كل الأدوية والمستلزمات الطبية لجميع الوحدات والمراكز الصحية والمستشفيات بالقطاع الصحى على مستوى الجمهورية، وإتاحة ١٨٧،٦ مليون جنيه بشكل فوري، منها ١٥٣،٥ مليون جنيه لشراء مواد خام ومستلزمات لمواجهة انتشار الفيروس، و٣٤،١ مليون جنيه مكافآت تشجيعية للعاملين بالحجر الصحي ومستشفيات العزل، مع الإتاحة الفورية لأية مبالغ تطلبها وزارة الصحة أو أي جهات أخرى ذات اختصاص لمواجهة الأزمة.

وفي الثاني من أبريل، رفعت مصر مكافأة أطباء الامتياز في البلاد وعددهم نحو 12 ألف طبيب، إلى 5 أضعاف قيمة المكافأة الحالية، تقديرا لدورهم في مكافحة وباء كورونا.

وأكد وزير المالية المصري رفع مكافأة أطباء الامتياز بالمستشفيات الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومستشفيات جامعة الأزهر، التي تتراوح حاليًا من ٤٠٠ إلى ٧٠٠ جنيه، لتصبح ٢٢٠٠ جنيه شهريًا، اعتبارًا من خريجي كليات الطب دفعة ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٩، بتكلفة إجمالية ٣١٦ مليون جنيه سنويًا، وإتاحة ١٠٠ مليون جنيه للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، لتمويل تكلفة الزيادة الجديدة في مكافأة أطباء الامتياز بشكل فوري.

كما تضمنت الموازنة المصرية للعام الجديد (2020 -2021) زيادة ٧٥٪ في بدل المهن الطبية الذي يصرف للأطباء وهيئات التمريض، ليرتفع الحد الأدنى له من ٤٠٠ جنيه إلى ٧٠٠ جنيه، والحد الأقصى من ٧٠٠ إلى ١٢٢٥ جنيهًا بتكلفة إجمالية ٢,٢٥ مليار جنيه، يستفيد منه أساتذة الجامعة في مستشفيات كليات الطب بالجامعات، إضافة إلى تأسيس صندوق للمخاطر لأصحاب المهن الطبية.

وكانت الإدارة المركزية للمعامل التابعة لوزارة الصحة المصرية، قدد حددت سعر حليل PCR للكشف عن فيروس كورونا للسماح بالسفر قبل تعليق حركة الطيران، بنحو 1000 جنيه (نحو 64 دولارا أمريكيا)، وفقا لقائمة أسعار "تحاليل الفيروسات" على الموقع الرسمي للإدارة.

ألمانيا

 

 

 

في العشرين من أبريل أعلنت برلين عن تكفلها بعلاج 200 مصاب أوروبي بفيروس كورونا، بمبلغ يصل إلى 20 مليون يورو، كدعم منها لجيرانها الأوروبيين في مواجهة الأزمة، بعدما أكد قطاعها الطبي قدرته على مواجهة الفيروس، بشكل فعال، أي أن المصاب الواحد يتكلف نحو 100 ألف يورو.

وكشف وزير الصحة الألماني ينس شبان أن من بين المرضى الذين دخلوا المستشفى في ألمانيا، 130 شخصًا قدموا من فرنسا و 44 من إيطاليا و55 من هولندا.

يذكر أن ألمانيا سجلت أكثر من 161 ألف إصابة بكورونا حتى الآن، لكنها الأقل في معدل الوفيات مقارنة بمحيطها الأوروبي بـ 6470 وفاة.

كورويا واليابان

في التاسع من مارس الماضي، أعلن مون جاي رئيس كوريا الجنوبية، عن تخصيص أكثر من 30 تريليون وون، ما يعادل (25 مليار دولار) للتعامل مع وضع تفشي الفيروس، معلنا دخول البلاد حالة حرب مع المرض المعدي.

وتخوض كوريا الجنوبية معركة شرسة ناجحة حتى الآن ضد الفيروس القاتل، فوفقا للأرقام حتى الآن، يقترب عدد المصابين بكوريا من 11 ألف حالة، فيما تبلغ الوفيات 247 حالة فقط، بنسبة لا تتجاوز 2.5% مقارنة بالمصابين، فيما أجرت الحكومة الكورية 619 ألف اختبار لفحص المواطنين، بالتزامن مع عودة الحركة بالقطاعات المختلفة للحركة، واعتماد خطة شاملة لمراقبة المواطنين عبر أجهزة الهواتف والأجهزة الطبية المتنقلة على مدار اليوم.

أما رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، فأعلن أن حكومته خصصت 10.3 مليار ين من الميزانية الحكومية لمكافحة الفيروس، وأن التمويل يصل إلى 15.3 مليار ين بعد اجتماع لفريق عمل معني بفيروس كورونا، فيما تقترب اليابان من 14 ألف إصابة بالفيروس، و425 وفاة ونحو 164 ألف اختبار لفحص المواطنين.