الخميس 16 مايو 2024 الموافق 08 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
سياحة و طيران

كورونا ينهك قطاع الطيران.. 40 شركة تغلق أبوابها و38 مليار دولار خسائر متوقعة هذا العام

الخميس 18/فبراير/2021 - 10:40 م
كورونا ينهك قطاع
كورونا ينهك قطاع الطيران.. 40 شركة تغلق أبوابها و38 مليار دو

لا يرى قطاع النقل الجوي، الذي تضرر كثيرا بسبب تداعيات وباء كوفيد - 19 نورا في نهاية النفق، وسيخرج من الأزمة مختلفا، مع تزايد التوقعات بخسائر تبلغ 38 مليار دولار في 2021.. فرغم المساعدات العامة إلا أن خسائر هائلة قد تصل إلى تهديدات بالإفلاس وكوارث اجتماعية تهدد القطاع.

النقل الجوي.. قطاع أنهكه الوباء والآفاق غير أكيدة

ووفقا لـ"الفرنسية"، يواجه القطاع تحديات كبرى، إذ شكل الوباء أكبر صدمة لقطاع الطيران في تاريخه مع هبوط 66 في المائة، لحركة السفر في 2020 بحسب براين بيرس كبير الخبراء الاقتصاديين في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، فضلا عن إغلاق 40 شركة طيران.

وكشفت المنظمة الدولية للطيران المدني أن حركة الطيران تراجعت إلى مستوى 2003 مع 1.8 مليار راكب عام 2020 بعيدا عن 4.5 مليار راكب في 2019. وبسبب الحجر الصحي وإغلاق الحدود، كان الطيران الدولي أكثر تضررا (-75.6 في المائة) من الرحلات الداخلية (-48.8 في المائة) بحسب "إياتا".

وتراجع عدد الركاب على متن الرحلات الداخلية في الولايات المتحدة، أكبر سوق في العالم 63 في المائة، في ديسمبر على مدى عام، و43 في المائة، في الهند و12 في المائة في روسيا ونحو 8 في المائة في الصين.

وفي أوروبا، كان هناك رحلات أقل بمعدل الثلثين في منتصف فبراير، مقارنة بما كانت عليه قبل عام، بحسب الهيئة الأوروبية لمراقبة حركة الطيران "يوروكونترول".

وأيا كان مساره، يبدو أن الانتعاش سيكون بطيئا، إذ تراهن "إياتا" لعام 2021 على حركة أكبر بمعدل الضعفين، مقارنة بـ2020، لكن أقل بمعدل النصف عن فترة ما قبل الأزمة، هذا إذا لم يوقف انتشار النسخ المتحورة من الفيروس هذا الانتعاش. الشيء الأكيد هو أن الحركة داخل المناطق الجغرافية الكبرى (أمريكا الشمالية وأوروبا والصين وروسيا) ستنتعش أولا، ويمكن أن تعود إلى مستواها المسجل عام 2019 "بدءا من 2022 لكن بالنسبة للشق الدولي، يجب الانتظار حتى 2025- 2026" كما قال يان ديروكل المحلل لدى "أودو بي إتش إف سيكوريتيز".

وأضاف: "يأتي ذلك لأن شبكة المسافات الدولية سيعاد بناؤها تدريجيا من قبل شركات طيران ضعيفة، وستركز أولا على الطرقات، التي كانت تحقق أرباحا عالية قبل الوباء".

الانخفاض الهائل في عدد المسافرين وتسمر الطائرات على الأرض الذي يتطلب نفقات ثابتة خفضها معقد جدا، لهذين العاملين تأثير كبير في الشركات، بحسب "إياتا".

وللتركيز على طائراتها الأكثر ربحية، وضعت الشركات 3400 طائرة في 2020 خارج الخدمة بينها 2400 قبل الأوان، كما كشفت دراسة أجراها مكتب أوليفر وايمان، وبينها قسم كبير من أساطيل "بوينج 747" و"إيرباص" "أيه 380" اللتين تشكلان رمزا.

وفي مواجهة هذه التحديات، عمدت الدول إلى تقديم مساعدات، لكن وبحسب ألكسندر دو جونياكي المدير العام لشركة إياتا "نقدر عدد شركات الطيران، التي أغلقت بـ40".

وفي أوروبا ألغيت نحو 18 ألف وظيفة طيار من أصل 65 ألفا بحسب الرابطة الأوروبية لطواقم القيادة، وفي الولايات المتحدة تم تعليق عشرات آلاف الوظائف في قطاع الطيران.

والمشهد الكارثي نفسه، قال المجلس الدولي للمطارات، الذي يضم مديري 1933 هيئة في 183 دولة إن خسائرهم في الإيرادات لعام 2020 بلغت 111.8 مليار دولار. وهنا أيضا تم إطلاق عديد من خطط الادخار تستند إلى إلغاء وظائف، كما تم إلغاء مشاريع مثل المبنى الرابع في مطار رواسي شارل ديجول في باريس.

وحول تساؤل ما هو مستقبل القطاع؟، يبدو حتى في ظل ضخ الأموال العامة (173 مليار دولار بأشكال مختلفة في 2020 بحسب إياتا) أو بعد التمكن من الحصول على قروض، فإنه سيكون على الشركات الصمود إلى حين تحسن حركة الطيران، التي تستند إلى رفع القيود.

من جانب آخر، "ستوقف بعض الحكومات المساعدات أو ستركز على شركة أو اثنتين، بعض القطاعات ستزول، وسيكون ذلك، خصوصا شركات متوسطة الحجم" كما يقول يان ديروكل. وأضاف أنه في أوروبا وحدها "هناك 460 شركة تشغل أقل من 50 طائرة".

والشركات الموجودة تقليديا على الخطوط العابرة للقارات ستعاني لفترة أطول، وستدخل شركات منخفضة التكلفة مثل "راين إير" مرحلة ما بعد كوفيد في موقع قوة.

ومع التراجع الكبير في عدد الزبائن، انعكست الأزمة فورا على الشركات المصنعة: فقد خفضت "إيرباص" إنتاجها 40 في المائة، تقريبا أما شركة بوينج الغارقة أساسا في أزمة 737 ماكس فقد عمقت خسائرها. وسجلت شركة صناعة الطيران الأمريكية في يناير عمليات إلغاء أكثر من الطلبات على الطائرات.

وانهارت عمليات التسليم حين تتقاضى الشركات ثمن القسم الأكبر من سعر الطائرة: وبلغت -35 في المائة، للشركة البرازيلية إمبراير و-34 في المائة، لـ"إيرباص". أما بالنسبة لبوينج فعمليات تسليم طائرة ماكس لن تستأنف إلا في ديسمبر، أما تسليم بي-787 العملاقة فقد توقف منذ أكتوبر.

يقول برتران موي- إيجرو من مكتب أرشيري كونسالتينج لوكالة فرانس برس إنه إذا بدأ إنتاج الطائرات متوسطة المدى مجددا أولا، فإن "إيرباص" تعتزم التركيز على زيادة إنتاج طائرة "إيه 320" في النصف الثاني من العام. ويضيف "ستواصل السوق معاناتها على المدى الطويل، وفي ظل غياب طلبيات جديدة، فإن المخزون قد يتراكم".