السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مصر

ننشر نصر كلمة الرئيس السيسي بالنسخة الثانية من منتدي أسوان للسلام والتنمية

الإثنين 01/مارس/2021 - 03:21 م
الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن التحديات التي فرضتها جائحة كوررنا وتبعاتها لن تثنينا عن النهوض بأجندتنا الأفريقية، بل هي تزيد من إصرارنا علي المضي قدمًا في تنفيذ خططنا وإعادة البناء بشكل أفضل من أجل تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي 2063.

وأشار إلي أن تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية في مطلع هذا العام لخير مثال علي نجاح جهودنا الجماعية، مؤكدًا علي دعم مصر الكامل لها، وعلي ضرورة الإسراع في تنفيذ استحقاقاتها واستكمال مراحل التفاوض بشأنها وتفعيل السياسات الخاصة بها.

جاء ذلك خلال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، المسجلة، خلال الجلسة الرئاسية تحت عنوان"سبل التعافي من جائحة كورونا بما يعزز السلام والتنمية المستدامين في افريقيا" بالنسخة الثانية من منتدي أسوان للسلام والتنمية المستدامين

وإلي نص الكلمة..

أصحاب الفخامة والسعادة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية،

السيدات والسادة،

الحضور الكريم،

يسعدني في مستهل كلمتي أن أرحب بكم جميعًا في الدورة الثانية من منتدي أسوان للسلام والتنمية المستدامين، تلك المنصة الأفريقية التفاعلية التي دشناها معًا خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في عام ۲۰۱۹ للدفع بأجندة طموحة تعمل علي توثيق العلاقة بين استقرار حالة السلم والأمن وتحقيق التنمية المستدامة في قارتنا، وعلي تعزيز التعاون بين دولنا ومع شركائنا.

لقد حالت الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا دون أن نعاود اجتماعنا وجهًا لوجه في مدينة أسوان العام الماضي، إلا أن مصر حرصت علي عقد الدورة الثانية من المنتدي بشكل افتراضي للبناء علي قوة الدفع الذي ولدته الدورة الأولي وما حققته من نجاحات، وانطلاقًا من إيمانها بأن الوقت الراهن هو الأمثل لنتدارس معًا التحديات الجسيمة التي تواجه قارتنا، لنناقش ونبحث أفضل السبل والآليات لدعم جهودنا المشتركة من أجل التعافي من الجائحة وإعادة البناء بشكل أفضل للعبور بقارتنا من تلك الأزمة إلي بر الأمان.

السيدات والسادة،

لقد أثبتنا خلال العام الماضي أن التحديات التي فرضتها الجائحة وتبعاتها لن تثنينا عن النهوض بأجندتنا الأفريقية، بل هي تزيد من إصرارنا علي المضي قدمًا في تنفيذ خططنا وإعادة البناء بشكل أفضل من أجل تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي 2063.

ولعل تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية في مطلع هذا العام لخير مثال علي نجاح جهودنا الجماعية، وأعاود التأكيد علي دعم مصر الكامل لها، وعلي ضرورة الإسراع في تنفيذ استحقاقاتها واستكمال مراحل التفاوض بشأنها وتفعيل السياسات الخاصة بها.

كما تعتبر مشروعات البنية التحتية ركيزة أساسية لجهود التنمية والتعافي في افريقيا، فما أحوجنا الآن إلي مشروعات طموحة مثل مشروعات النقل والطرق والربط الكهربائي العابرة للحدود لتعزيز التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي المنشودين، فضلًا عن تهيئة بيئة مواتية لتحقيق مستويات أعلي من النمو وتوفير فرص عمل، بما يسهم في تجاوز التداعيات الاقتصادية للجائحة. وتجربة مصر الرائدة في مشروعات البنية التحتية تعد مثالًا يسعدنا مشاركته مع أشقائنا.

وأود أيضًا إبراز أهمية تكنولوجيا المعلومات في التعامل مع تداعيات الجائحة ودورها المحوري في كافة أوجه حياتنا خلال هذه الفترة، وهو ما يؤكد علي ضرورة زيادة الاستثمارات في مجال التحول الرقمي في قارتنا بما يعظم الاستفادة من الفرص التي توفرها هذه التكنولوجيا في مختلف المجالات.

كما أن التعافي الشامل من الجائحة يتطلب تطوير السياسات التنموية المستدامة التي تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حيث أظهرت الجائحة تداخل وتشابك المخاطر والتحديات التي تواجه مجتمعاتنا ودولنا، وإنني علي ثقة أن مناقشات المنتدي ستوفر فرصة مواتية لتبادل الخبرات والآراء حول كيفية تطوير تلك السياسات.

السيدات والسادة،

بخلاف الأعباء الثقيلة التي حلت علي عاتق دولنا بسبب جائحة کورونا، ما تزال إفريقيا تعاني من أخطار النزاعات المسلحة، والحروب الأهلية، بما يهدد من استدامة الأمن في القارة. كما باتت سهام الإرهاب تحاول تقويض استقرار شعوبنا، فضلًا عما تجلبه من ظواهر عابرة للحدود مثل تهريب وانتشار الأسلحة وتفاقم الجرائم المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية والنزوح القسري. وقد أسهمت الجائحة بما سببته من تداعيات اقتصادية واجتماعية جسيمة في تفاقم هذه الأخطار، وهو ما يتطلب توحيد الجهود لدعم الأطر والآليات الأفريقية لمنع وتسوية النزاعات، وتعزيز قدرات دول القارة للتعامل مع التهديدات والمخاطر القائمة، فضلًا عن أهمية التركيز علي النهوض بدور المرأة في أجندة السلم والأمن، والاستثمار في تطبيق نهج وقائي للأزمات، والعمل علي توثيق العلاقة بين الأطراف الفاعلة في مجالات السلم والأمن والتنمية، بما يسهم في معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات.

وفي هذا السياق، أود التأكيد علي أهمية اختيار "الفنون والثقافة والتراث" كموضوع الاتحاد الافريقي لعام ۲۰۲۱ باعتباره القوة الناعمة في تقارب الشعوب، بما يساعد علي التعامل مع التحديات بفكر مستنير يرقي لثقافة وحضارة دولنا الأفريقية، ويعزز من السلم والأمن والتنمية في قارتنا العظيمة.

كما أن تحقيق السلام المستدام يتطلب تحصين الدول الخارجة من النزاعات ضد الانتكاسات عن طريق بناء قدرات مؤسساتها علي الصمود وتمكينها من تأدية مهامها الموكلة إليها ودفع عجلة التنمية. من هذا المنطلق، نؤكد التزامنا بالاضطلاع بمسئوليتنا في ريادة ملف إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، من خلال تفعيل مركز الاتحاد الأفريقي المعني بهذه القضية علي أرض مصر لوضع الخطط والبرامج التنموية، بالتنسيق مع كل دولة معنية وفقأ لأوضاعها وأولوياتها الوطنية، وبحث أفضل الآليات والسبل لتنفيذها علي أرض الواقع، كما أن رئاسة مصر للجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة تفتح الباب أمام تعزيز التعاون بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في هذا المجال.

أصحاب الفخامة والسعادة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية،

السيدات والسادة،

في تلك الظروف الاستثنائية التي يشهدها عالمنا اليوم في ظل تفشي جائحة كورونا، تؤكد مصر علي أن التضامن الدولي أمر ملح حتي تخرج الإنسانية من هذه الأزمة في سلام وأمان. فعلي الرغم من جهودنا الإقليمية والدولية لمواجهة الجائحة، فإن المرحلة الراهنة جاءت بتحديات جديدة في مقدمتها توفير اللقاح اللازم لشعوبنا، حيث يهمني التأكيد في هذه المناسبة علي المطلب الأفريقي بضرورة أن يتم توفيره بشكل أكثر إنصافًا وعدلًا تلبية لمطالب شعوب قارتنا.

السادة الحضور،

اختتم كلمتي علي أمل بلقاء فعلي قريب، بعد أن نكون قد طوينا صفحة الوباء، بما يتيح عقد الدورة القادمة من المنتدي وجهًا لوجه في أسوان، أرض الحضارة والتاريخ.