الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
Green

بعد أزمة الطاقة والحرب (الروسية-الأوكرانية).. مشكلات نقص المياه تحاصر أوروبا

إسبانيا تعاني انخفاضًا غير مسبوق في مستوى مخزون مياه الأمطار

الأحد 18/يونيو/2023 - 10:10 ص
أصول مصر

واجهت أوروبا في السنوات الأخيرة أزمات عديدة، أولها أزمة جائحة كورونا، ثم أزمة الهجرة، والحرب في أوكرانيا التي ترتب عليها العديد من المشكلات؛ أولها أزمة الطاقة والتضخم وغيرهما، وحاليًّا تهدد مشكلات المياه أوروبا.

تراجع مستوى المياه في أكبر نهر في إيطاليا.. وفرنسا شهدت أجفَّ شتاء منذ 60 عامًا

وعانت إسبانيا – خاصة مقاطعات عدة فيها، أبرزها الأندلس وكتالونيا – حتى أبريل الماضي نقصًا غير مسبوق في مستوى مخزون مياه الأمطار، نتيجة لدرجات الحرارة القياسية في الجنوب، وهناك بلدان عديدة تشهد ذلك التحدي أيضًا، مثل إيطاليا وفرنسا، حيث تعتبر إسبانيا شريان أوروبا الحيوي الذي يمد السوق الأوروبية بمختلف أنواع الخضراوات والفواكه.

وانخفض مستوى المياه في أكبر نهر في إيطاليا في أبريل الماضي، وهو نهر «بو»، إلى مستويات يشهدها عادة في شهر يونيو، بينما تشهد فرنسا جدلًا كبيرًا بسبب قوانين تحظر على المواطنين استخراج المياه الارتوازية في المناطق الجنوبية رغم انقطاع مياه الدولة عن وحدات سكنية.

ويبدو ربع القارة الأوروبية يعاني من جفاف بالغ، وذلك مع تراجع ملحوظ في كمية المتساقطات شتاءً، ترافقه مخاوف من صيف قوي وحرائق تهدد الغابات والغطاء النباتي.

الدراسات حذرت من ذلك

وفي وقت سابق من العام الجاري، أشارت دراسة إلى أن القارة الأوروبية تشهد أكبر موجة جفاف منذ عام 2018، وبذلك يصعِّب الارتفاع المطرد في درجات الحرارة مهمة العودة إلى مستويات المياه المعهودة، علمًا بأن تلك الدراسة أُنجِزت بالاعتماد على صور أقمار اصطناعية.

و يعد توقع تساقط الأمطار على المدى البعيد أمرًا صعبًا بالنسبة للعلماء، خاصة مع تغيُّر المناخ الذي يُغيِّر وتيرة ونمط تساقط تلك الأمطار، فالمطر ينهمر بشكل أقل خلال السنوات الأخيرة، ومع ذلك ينهمر بزخم أكبر إذا ما حدث ذلك، ما أدى إلى فيضانات عارمة وقاتلة.

شتاء جاف

كان من الممكن أن يؤدي الشتاء السابق إلى تعزيز مخزونات المياه في القارة الأوروبية، ولكن الفصل جاء جافًّا إلى حد بعيد؛ ففي فرنسا التي شهدت أجفَّ شتاء منذ 60 عامًا، لم تتساقط الأمطار لأكثر من عشرين يومًا متتاليًا من يناير حتى فبراير.

وفي إيطاليا قالت مؤسسة الشؤون البيئية «سيما» إن تساقط الثلوج تراجع بنسبة 64% في البلاد حتى أبريل 2023، وعليه ترتَّب تراجع مستوى المياه في نهر بادي إلى مستويات صيفية، بينما نفد نحو نصف مخزون بحيرة غاردا، أكبر بحيرة في إيطاليا.

وفي إسبانيا ذكر تقرير صادر عن جمعية المزارعين أن هناك حاجة إلى «نسيان» محاصيل الحبوب في أربع مناطق بأكملها هذا العام، بينما قال أحد خبراء الأرصاد الجوية لصحيفة «إل باييس»: «وداعًا لمحصول الزيتون بالكامل تقريبًا».

والجفاف ظاهرة معقدة، ويمكن أن يلعب العديد من العوامل، مثل سوء إدارة المياه أو الاستهلاك المفرط، دورًا في تعزيزه أو مكافحته، ومع ذلك فإنه من المؤكد أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى مزيد من الضغط على إمدادات المياه في القارة.

من جهة ثانية، يؤثر التغير المناخي بقوة على التيار النفاث الأوروبي، وهذا يؤثر بدوره بطريقة مباشرة في نظم الضغط الجوي، وقد تشهد القارة فترات طويلة من الجفاف، أو بعكس ذلك، فترات طويلة من الرطوبة والتساقطات التي قد تأتي بالدمار كما حدث في ألمانيا في 2021.

ثالثًا، تتقلص القمم الجليدية والغطاء الجليدي في أوروبا بسرعة بفضل ارتفاع درجات الحرارة، ما سيحرم الأنهار الرئيسية، مثل نهر الراين أو الدانوب أو الرون أو نهر بو (بادي)، من الإمدادات الحيوية.