مجموعة دول بريكس تطالب ببذل الجهود للانتقال للعملات الوطنية واستبعاد الدولار الأمريكي
طالب رؤساء قمة مجموعة دول بريكس التي انطلقت أمس الثلاثاء وتنتهي غدا الخميس في جوهانسبرج عاصمة جنوب إفريقيا ببذل الجهود للانتقال للعملات الوطنية واستبعاد الدولار الأمريكي من التجارة بين دول التحالف لإنهاء هيمنة العملة الخضراء وتعزيز فكرة عالم متعدد الأقطاب وإنشاء مفوضية تختص بالتنقل بين دول المجموعة والعمل مع منظمة الأمم المتحدة لمكافحة غسيل الأموال وتوسيع قاعدة الدول المنضمة إلى التحالف وذلك لترسيخ دورها في النظام الاقتصادي العالمي ولكنها لن تكون منافسا لمجموعة السبع الكبار G7 ولا لمجموعة G20 التي تضم أغنى عشرين دولة على كوكب الأرض.
مجموعة دول بريكس تمثل 25 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي
وتتجه أنظار العالم إلى قمة مجموعة دول بريكس في يومها الثانى ولاسيما أنها تضم الدول الخمس الحالية الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وتساهم بحوالي 25 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وما يقرب من 40 % من تعداد السكان علي كوكب الأرض ويحاول رؤساء التحالف التصدي لهيمنة الدولار عبر دعم العملات المحلية حيث تراجعت العملة الأميركية إلي 58% من الأصول الاحتياطية عالميًا مقارنة مع 70% منذ حوالي 10 سنوات.
وذكرت شبكة CNBC أن قمة مجموعة دول بريكس لها أهمية بالغة لأنها ترفض هيمنة الدولار الأمريكي علي التجارة العالمية وسيطرة البنك الدولي وصندوق النقد على الاقتصاد العالمي كما تعارض نظام القطب الواحد في العالم وتتصدر مناقشات التحالف حاليا مستقبل تطوير عملة موحدة لتعاملات الأعضاء حيث أكد اليوم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا دعم بلاده لإنشاء عملة تجارية لدول البريكس.
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين لم يحضر لقمة مجموعة بريكس في جنوب أفريقيا بسبب العقوبات
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في خطاب ألقاه عبر الفيديو في قمة مجموعة بريكس المقامة في جنوب أفريقيا، لأنه لم يحضر القمة بسبب العقوبات التي فرضها الغرب علي بلاده نتيجة حربه في أوكرانيا، أن المجموعة تسعى لاستبعاد الدولار من التجارة بين الدول الأعضاء وأنها تقف إلى جانب فكرة العالم متعدد الأقطاب، وأن موسكو ستستغل رئاستها لمجموعة دول بريكس العام المقبل لتعزيز دور المجموعة في العالم، والتي ستستضيفها في مدينة كازان الروسية في أكتوبر 2024.
وأوضح فلاديمير بوتين أن تأثير تحالف مجموعة بريكس بات أكثر قوة من السابق وأن المجموعة ستطلق مفوضية خاصة للتنقل بين دولها وأن دول بريكس ستعمل على الانتقال للعملات الوطنية وأن روسيا ستسعى لتوسيع مجموعة بريكس خلال رئاستها المقبلة للمجموعة وستعمل على تحقيق العدالة الدولية.
أكد رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، في آخر التطورات من قمة بريكس المنعقدة أعمالها حاليا في جوهانسبرج، على أن دول التحالف ستواصل دعم المحادثات لإنهاء هيمنة الدولار، منتقدا توظيف المؤسسات المالية العالمية كأسلحة في النزاعات الجيوسياسية وأشار أيضا إلى استمرار النقاش بين دول التحالف للتوظيف العملي للعملات المحلية لتسهيل التجارة والاستثمارات المشتركة بين أعضاء الحالف.
مخاطر الاحتفاظ بالاحتياطيات الأجنبية في أصول مقومة بالدولار
وألقت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا الضوء على مخاطر الاحتفاظ بالاحتياطيات الأجنبية في أصول مقومة بالدولار حيث إن تقلبات العملة، وأبرزها ارتفاع الدولار مؤخرًا إلى أعلى مستوى له منذ 20 عامًا قد تؤدي لأضرار حقيقية حيث يرى صندوق النقد الدولي أن ارتفاع الدولار بنسبة 10% يقلص إنتاج الاقتصادات الناشئة بنسبة 1.9% بعد عام.
وتتفق دول مجموعة بريكس التي أنشئت في عام 2009 وانضمت إليها جنوب إفريقيا في العام التالي وتضم قوى متباينة الحجم الاقتصادي والنظام السياسي، علي ابتكار بديل لنظام عالمي تهيمن عليه القوى الغربية ايخدم مصالح الدول النامية بشكل أفضل وخصوصا أن أكثر من 40 دولة أبدت رغبتها بالانضمام لها.
السخط علي هيمنة العملة الأميركية ليس جديدا
ويعد السخط والتذمر لهيمنة العملة الأميركية ليس بالأمر الجديد فقد انتقد وزير المالية الفرنسي الامتياز الباهظ الذي منحته هيمنته للولايات المتحدة منذ حوالي 6 عقود بينما تمثل التحولات الجيوسياسية فرصة لتحدي هيمنة الدولار بينما طالب بنك تنمية البريكس إقراض أعضائه بالعملات المحلية، بهدف تقديم بديل للنظام المالي العالمي بزعامة الولايات المتحدة.
وأيد رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، فكرة إطلاق عملة افتراضية لمجموعة بريكس لتكون وسيلة لزيادة التعاون بين الدول الأعضاء وأن العملة الافتراضية للتجالف ستشكل أساسا للتعاون والشراكة بين دول المجموعة كما أن بنك التنمية التابع لبريكس يشكل موردا ماليا هاما لدول الجنوب.
مجموعة بريكس: تعزيز إصلاح النظام المالي والنقدي الدولي
أما الرئيس الرئيس الصيني شي جين بينج فيرى أنه يتعين على دول مجموعة بريكس تعزيز إصلاح النظام المالي والنقدي الدولي إلى جانب توسيع نطاق التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي وخصوصا أن النمو الاقتصادي ليس حكرا على دول بعينها غير أن نمط الحرب الباردة لا يزال يؤثر على العالم.
ويسعى الرئيس الرئيس الصيني شي جين بينج لتقليل التوترات الجيوسياسية عبر زيادة الشراكات الاقتصادية والتقنية وتحسين التعاون بين دول بريكس لتعزيز النمو الاقتصادي وتسريع عملية توسيع مجموعة البريكس وبالسماح لمزيد من الدول بالانضمام إلى تحالف البريكس وجعل الحوكمة العالمية أكثر عدالة.
ومع ذلك فإن الإطاحة بالدولار أمر غير مرجح لأن هيمنة العملة الأمريكية ترجع لتأثيرات الشبكة، وعمق أسواق رأس المال الأميركية، وسيادة القانون فهي تمتلك حصة ضخمة تبلغ 58% من الاحتياطيات الأجنبية الرسمية العالمية، على الرغم من انخفاضها بنحو 13 % منذ عام 2000 كما تهيمن على الأعمال البنكية الدولية والتجارة العالمية.
