أسعار النفط تقفز فوق 88 دولارًا للبرميل بعد دعوات إيرانية بمقاطعة إسرائيل

قفزت أسعار النفط عقب دعوة إيران العالم الإسلامي لمقاطعة إسرائيل بعد قصف إسرائيلي دموي لمستشفى المعمداني في قطاع غزة، وهو ما يزيد من مخاطر اتساع المواجهة في منطقة الشرق الأوسط.

أسعار النفط تقفز فوق 88 دولارًا للبرميل بعد دعوات إيرانية بمقاطعة إسرائيل 

واستقرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى 88 دولارًا للبرميل، بعد أن قفزت في وقت سابق إلى 90 دولارًا بسبب زيادة التوترات الجيوسياسية. ودعا وزير خارجية إيران الدول الإسلامية إلى مقاطعة إسرائيل فورًا مقاطعة شاملة، بما في ذلك فرض حظر نفطي عليها. ورغم أن واردات إسرائيل النفطية قليلة بالنسبة إلى حجم المعروض العالمي، وقليل منها تستورده من منطقة الشرق الأوسط، فإن هذه التصريحات تعد تصعيدًا لفظيًا بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.

تأتي تصريحات الوزير الإيراني في أعقاب تفجير مستشفى المعمداني في قطاع غزة، الذي أودى بحياة مئات الفلسطينيين. وألغى قادة الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية قمة مع جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة، مما أدى إلى تعقيد محاولته لضمان عدم اتساع الصراع ليشمل المنطقة بأسرها. وقد وصل بايدن إلى إسرائيل في وقت مبكر من يوم الأربعاء.

يقيم المستثمرون مدى تدهور المخزون في الولايات المتحدة

وفي الوقت نفسه، يقيم المستثمرون مدى تدهور المخزون في الولايات المتحدة. فقد هبط مخزون النفط في أكبر مركز للتخزين في كوشينغ، بولاية أوكلاهوما، إلى 21 مليون برميل، أو أدنى مستوى منذ عام 2014. وتقترب الإمدادات في الموقع من الحدود الدنيا اللازمة للتشغيل، ويعتبر كثير من المستثمرين أن المخزون بلغ فعلا أدنى مستوياته التي تسمح بأن تعمل صهاريج التخزين بشكل طبيعي.

وتضررت سوق النفط العالمية من أزمة الشرق الأوسط. فإيران، وهي دولة رئيسية مصدرة للنفط وتدعم حركة حماس، حذرت فعلا من احتمالات التصعيد. ورغم ذلك، فحتى الآن تعتبر الزيادة في أسعار النفط محدودة بسبب الوفرة النسبية في الطاقة الإنتاجية الزائدة التي يمكن توظيفها عند حدوث أي أزمة، وكذلك بسبب مخاوف تباطؤ معدل النمو الاقتصادي العالمي وتأثير هذا التباطؤ على مستوى الطلب.

وقال ريتشارد برونز، المحلل في شركة "إنرجي أسبكتس" (Energy Aspects) الاستشارية: "يراقب المستثمرون أي علامة على امتداد الصراع بطريقة قد تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الإمدادات"، مضيفا أن إسرائيل تحصل في الغالب على نفطها من خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "لكن دعوات فرض حظر عليها تعزز المقارنة مع أزمات سبعينيات القرن العشرين، التي نوقشت فعلًا في الأسواق، حتى لو كان التأثير رمزيًا في الغالب في الوقت الحالي".

ويمنح الطابع العالمي لسوق النفط إسرائيل مجالًا واسعًا للتغلب على أي حظر، على الرغم من أن الكثير من إمداداتها تأتي من كازاخستان وأذربيجان، وهما دولتان لديهما أغلبية مسلمة. كما أنها تستورد من دول غرب أفريقيا.

قال بول هورسنيل، رئيس أبحاث السلع في "ستاندرد تشارترد": "كان الوضع خطيرا بالفعل لدرجة أنه يستحق زيارة غير مخطط لها من قبل رئيس الولايات المتحدة. ومع الوصول إلى مستوى من المخاطر يتناسب مع ذلك، ربما يصعب تقسيم العواقب إلى مراحل".