إسرائيل تبدأ حرب طويلة في غزة مع دخول الجيش إلى الشمال

قالت إسرائيل إنها ضربت المئات من أهداف حماس، بما في ذلك مواقع إطلاق الصواريخ، وكانت ترد على إطلاق صواريخ من لبنان مرتبط بحزب الله المدعوم من إيران، في عملية أثارت مخاوف من صراع أوسع في الشرق الأوسط. حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت من حرب “طويلة وصعبة” مع بدء الغزو البري الإسرائيلي المتوقع على نطاق واسع لغزة. وسيتحدث نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد.

استعادت غزة تغطية محدودة للإنترنت والهواتف يوم الأحد، وقالت وزارة الاتصالات المحلية إن إسرائيل دمرت حوالي ثلث البنية التحتية ذات الصلة. وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من بين الدول التي أدانت التصعيد. وقالت إيران، التي تدعم حماس وجماعات مسلحة إقليمية أخرى، إن التحركات الإسرائيلية الأخيرة “قد تجبر الجميع على اتخاذ إجراءات” دون الخوض في تفاصيل.

وأدت الغارات الإسرائيلية على غزة إلى مقتل آلاف الفلسطينيين، وفقا للسلطات في المنطقة المحاصرة التي تديرها حماس. وكانت حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، قد هاجمت إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص واحتجاز العشرات كرهائن. ولا تزال إسرائيل تعمل مع شركائها لإطلاق سراح هؤلاء الأسرى.

ضرورة حماية المدنيين

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في برنامج حالة الاتحاد على شبكة CNN، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتحدثان خلال ساعات. ودعا إسرائيل إلى استخدام "كل الوسائل المتاحة" لحماية "المدنيين الأبرياء" في حربها مع حماس. وقال إن المفاوضات للإفراج عن أكثر من 200 إسرائيلي محتجزين كرهائن لدى حماس “مستمرة”.

وقال سوليفان إن الولايات المتحدة ترى "خطرًا متزايدًا" لامتداد الصراع الإقليمي من الحرب بين إسرائيل وحماس وستواصل الرد على أي هجمات على قواتها من قبل وكلاء إيران.

وجدد سوليفان، أحد كبار مساعدي بايدن، الطلبات الأمريكية لإسرائيل لحماية أرواح المدنيين الأبرياء مع دخول حربها ضد حماس "المرحلة الثانية".

وقال أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، في منشور على موقع X، المعروف سابقًا باسم تويتر، إن الطائرات الإسرائيلية أسقطت منشورات فوق قطاع غزة تدعو نشطاء حماس إلى تسليم أنفسهم.

وتطلب المنشورات من أعضاء حماس الذين يريدون الاستسلام خلع جميع معداتهم العسكرية، ورفع أيديهم والتلويح بقطعة قماش بيضاء إذا استطاعوا.

لا توجد أي علامة تذكر على الذعر في التعاملات

ولم تظهر على أسواق الشرق الأوسط التي افتتحت يوم الأحد أي علامة تذكر على الذعر في التعاملات بعد يوم من بدء إسرائيل غزوها البري لغزة. وكانت العملية البرية متوقعة على نطاق واسع وكان المستثمرون في حالة تأهب تحسبا لمؤشرات على أن الصراع قد يتوسع.

وقال توم هولاند ويانمي شيه من شركة جافيكال للأبحاث في مذكرة للعملاء، إن احتمال حدوث تصعيد شديد بما يكفي لزعزعة استقرار الأسواق المالية العالمية على المدى القريب لا يزال منخفضًا.

يسير مؤشر الأسهم الإسرائيلي TA-35 على الطريق الصحيح لتحقيق أول مكاسبه خلال ثلاثة أيام تداول. وانخفض المؤشر نحو 11% منذ أعلنت إسرائيل الحرب بعد تسلل حماس في السابع من أكتوبر وانخفض نحو 9.5% منذ بداية العام حتى الآن.

أعلن الجيش الإسرائيلي أن العمليات البرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة مستمرة. وقصفت الطائرات الإسرائيلية، بقيادة القوات، منشآت عسكرية تابعة لحماس، كان بعضها يضم عناصر من حماس. كما استهدفت الطائرات مواقع إطلاق الصواريخ ونقاط المراقبة والبنية التحتية العسكرية.

وقُتل نشطاء حماس الذين أطلقوا النار على الجنود، كما قُتل نشطاء على ساحل قطاع غزة بالقرب من إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أهدافا لحزب الله في لبنان ردا على “عدد من عمليات الإطلاق من الأراضي اللبنانية” باتجاه جبل دوف، وهي المنطقة التي تتواصل فيها المناوشات حول الحدود الشمالية لإسرائيل. وقال الجيش في منشور على موقع X، تويتر سابقا: “ردت قوات الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مصادر إطلاق النار”.

حزب الله يهاجم مجموعة من الجنود الإسرائيليين

وذكرت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله أن حزب الله المدعوم من إيران قال في وقت سابق إنه هاجم مجموعة من الجنود الإسرائيليين في المنطقة المحيطة بثكنة زرعيت بالقرب من الحدود مع لبنان.

وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على ضرورة العمل المنسق لتنفيذ هدنة إنسانية فورية وتجنب سقوط المزيد من الضحايا المدنيين في غزة تحت ما وصفه بـ”المبرر الكاذب” لحق الدفاع عن النفس أو القضاء على الإرهاب.

وشدد شكري، خلال لقائه مع المبعوث الأمريكي الخاص ديفيد ساترفيلد، على ضرورة إزالة العوائق التي تضعها إسرائيل أمام تدفق المساعدات للفلسطينيين في غزة. وقالت وزارة الخارجية إن ساترفيلد أعرب عن تقدير الولايات المتحدة لدور مصر في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

قُتل ثلاثة فلسطينيين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي حول مدن نابلس وطوباس ورام الله، مما يرفع عدد القتلى في الضفة الغربية إلى 115 منذ 7 أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة المحلية، التي لم تقدم تفاصيل عن أحدث الضحايا..

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء السبت، العالم إلى الضغط على إسرائيل لوقف إراقة الدماء ومواجهة ما وصفها بالحرب “الإجرامية”. وقال عباس بعد اجتماع مع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن غزة ستبقى جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية.

وحذر عباس من أن الصراع في غزة قد يؤدي إلى "حرب إقليمية وعالمية" وذلك خلال لقاء مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني في رام الله الأحد، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

قال بنك جيه بي مورجان تشيس وشركاه إن الاقتصاد الإسرائيلي قد ينكمش بنسبة 11% على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، مع تصاعد حرب البلاد مع حماس.

التوقعات الأولية بشأن التأثير الاقتصادي للصراع كانت مفرطة في التفاؤل

وكتب محللون من بينهم نيكولاي ألكساندرو-شيديسيوك في مذكرة مؤرخة بتاريخ 27 أكتوبر، إن التوقعات الأولية للبنك بشأن التأثير الاقتصادي للصراع كانت "مفرطة في التفاؤل".

وتم نشر التقييم قبل 24 ساعة تقريبا من بدء إسرائيل غزوا بريا متوقعا على نطاق واسع لغزة، التي تحكمها حماس، وحذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من حملة “طويلة وصعبة”.

وقال الجيش إن إسرائيل ستزيد في الأسبوع المقبل بشكل كبير حجم المساعدات المسموح بدخولها إلى غزة. وقال الكولونيل إيلاد جورين للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف: “سيكون المبلغ أعلى بكثير في الأيام القليلة المقبلة”.

وأضاف أن إسرائيل تقوم بتفتيش المساعدات والسماح لها بالمرور عبر معبر رفح الحدودي من مصر لتسليمها إلى مراكز التوزيع التابعة للأمم المتحدة في جنوب غزة.

وذكرت هيئة الإذاعة الحكومية “كان نيوز” أن الهدف هو السماح لما يصل إلى 100 شاحنة مساعدات يوميًا بالدخول إلى غزة عبر حدود رفح مع مصر.

وقالت الأمم المتحدة إن آلاف الأشخاص اقتحموا مستودعاتها في غزة وأخذوا القمح والطحين وغيرها من الضروريات الأساسية.

ووصفت الأونروا، وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، ذلك بأنه علامة مثيرة للقلق على أن النظام المدني بدأ في الانهيار بعد ثلاثة أسابيع من الحرب والحصار. وكان أحد المستودعات يخزن الإمدادات القادمة من قوافل المساعدات المرسلة عبر مصر.

واقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت أن تتضمن خطة الحرب إنشاء منطقة عازلة دائمة بطول كيلومترين (1.2 ميل) داخل غزة ومحاولات خنق مقاتلي حماس داخل أنفاق القطاع.

ضرورة منع جميع إمدادات الوقود لغزة

وقال بينيت، الذي ليس عضوا في حكومة نتنياهو المزعومة للحرب، في منشور على موقع X، إنه يتعين على إسرائيل منع جميع إمدادات الوقود لغزة لحرمان الأنفاق من التهوية والضوء وتجنب توغل بري أعمق.

وقالت إسرائيل إن طائراتها المقاتلة قصفت أكثر من 450 هدفا عسكريا تابعا لحماس في قطاع غزة خلال اليوم الماضي. وقال الجيش في منشور على موقع X: إن هذه المراكز تشمل مراكز قيادة العمليات، ومواقع المراقبة، ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات.

وأضافت أنه في إطار توسيع الأنشطة البرية، ضربت القوات القتالية خلايا كانت تخطط لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات. قامت القوات البرية بتوجيه الطائرات العسكرية الإسرائيلية نحو الأهداف.

وقال الرئيس إبراهيم رئيسي إن التحركات غير المحددة التي اتخذتها إسرائيل “تجاوزت الخطوط الحمراء” وقد “تجبر الجميع على التحرك”.

وقال في منشور على موقع X، في أحدث تصعيد لخطاب الجمهورية الإسلامية، العدو اللدود لإسرائيل، “واشنطن تطلب منا عدم القيام بأي شيء، لكنهم يواصلون تقديم دعم واسع النطاق لإسرائيل”.