السفينة المحتجزة في البحر الأحمر تثير مخاوف تعطل الملاحة

تثير السفينة المملوكة لإسرائيل والتي استولى عليها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في البحر الأحمر، ردا على الحرب في غزة، مخاوف بشأن اضطراب واسع النطاق في أحد أكثر طرق الشحن ازدحاما في العالم.

واختطفت السفينة جالاكسي ليدر، المملوكة لوحدة تابعة لمجموعة راي شيبينج جروب التابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونجار، في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر يوم الأحد. وقال متحدث باسم الحوثيين إن استهداف السفن الإسرائيلية سيستمر حتى انتهاء العملية العسكرية ضد حماس.

التركيز على اجتماع أوبك الرئيسي

وكثيرًا ما كان  يصيب السفن الرذاذ بفعل التوترات بين المجموعات المختلفة في الشرق الأوسط، مما أدى في بعض الأحيان إلى تعطيل تدفقات الطاقة والسلع الأخرى. وأعلن الحوثيون بانتظام مسؤوليتهم عن هجمات في البحر الأحمر وخليج عمان. كما استهدفوا مواقع في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بطائرات بدون طيار وصواريخ – بما في ذلك في عام 2019 عندما أوقفوا لفترة وجيزة نصف إنتاج المملكة من النفط.

لكن سوق النفط تجاهلت يوم الاثنين عملية الاستيلاء الأخيرة على السفينة المستخدمة لنقل المركبات حيث ركز المتداولون على اجتماع أوبك الرئيسي في نهاية هذا الأسبوع. ارتفع الغاز الطبيعي في أوروبا في البداية لكنه تخلى عن بعض المكاسب.

وقال الحوثيون يوم الأحد إنهم استولوا على السفينة إلى الساحل اليمني. وقالت شركة نيبون يوسن كيه كيه ومقرها طوكيو، والتي استأجرت السفينة، إنها لا تعلم بالموقع الحالي للسفينة التي يبلغ طاقمها 25 فردا ولا تحمل أي حمولة.

لا دور لإيران

ونفت إيران أي دور لها في الاستيلاء، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني إن جماعات المقاومة في الشرق الأوسط تتخذ قراراتها وتنفذها بناءً على مصالحها الخاصة.

وأدان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا العمل.

الالتفاف حول المنطقة

وبينما تم احتواء تأثير الحرب بين إسرائيل وحماس حتى الآن، إلا أن الأسواق كانت حذرة من أن القتال سوف يجر دولًا أخرى في المنطقة، وخاصة إيران. وقال كينيث لوه، محلل بلومبرج إنتليجنس الذي يغطي الشحن والخدمات اللوجستية، إن التحرك في البحر الأحمر يمثل “تصعيدًا كبيرًا للتوترات”.

وقال: "قد تقرر بعض شركات الشحن الالتفاف حول المنطقة لأسباب تتعلق بالسلامة، مما يعني تكاليف وتأخيرات إضافية". "قد يؤدي هذا إلى تأثير غير مباشر عبر سلاسل التوريد العالمية التي تذكرنا بالازدحام في عصر الوباء وفوضى سلاسل التوريد."

وقال وزير التجارة الياباني ياسوتوشي نيشيمورا إن طريق البحر الأحمر يستخدم لنقل البضائع المتنوعة، بما يعني أن افتعال المشاكل هناك يمكن أن يؤثر على اقتصاد البلاد. وقال إنه على الرغم من عدم وجود تأثير فوري، فإن اليابان تراقب أي تأثير على سلاسل التوريد والتضخم بإحساس عاجل.

صرح كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو اليوم الاثنين أن الحكومة اليابانية تقوم حاليا بجمع المعلومات من خلال الوزارات والوكالات ذات الصلة. وأضاف أن بلاده تتواصل مع الحكومة الإسرائيلية وكذلك جماعة الحوثي والمملكة العربية السعودية وعمان وإيران للعمل على إطلاق سراح السفينة.

أعضاء طاقم السفينة هم من بلغاريا وأوكرانيا ورومانيا والمكسيك والفلبين، وفقا لمتحدث باسم نيبون يوسن. وأضاف أن السفينة أفرغت حمولتها في ميناء بتركيا وتوجهت إلى محطة بيبافاف على ساحل الهند.

وقال المتحدث إن نيبون يوسن لم تتخذ قرارا بعد بشأن الإجراءات المتعلقة بالسفن الأخرى التي قد تمر عبر منطقة البحر الأحمر.

ويخوض الحوثيون حربا أهلية في اليمن منذ عام 2014. وتدخل تحالف بقيادة السعودية في العام التالي إلى جانب الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة وضد المتمردين. وهدأ الصراع منذ الاتفاق على هدنة قبل نحو 18 شهرا. لكن الحرب بين إسرائيل وحماس أعادت إشعال التوترات، حيث قال الحوثيون إنهم سيدعمون حماس بشن هجمات على الأراضي والسفن الإسرائيلية.