بدء المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة

بدأ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، خه لي فنغ، محادثات مع وزير الخزانة الأمربكي، سكوت بيسنت، في مدينة جنيف السويسرية، في خطوة أولى نحو تهدئة النزاع التجاري القائم بين البلدين، والذي تسبب في اضطراب الأسواق العالمية وسلاسل التوريد.
رسومًا جمركية تجاوزت 100% على واردات كل منهما
وجاءت هذه المحادثات بعد أسابيع من التوتر المتصاعد، حيث فرضت واشنطن وبكين رسومًا جمركية تجاوزت 100% على واردات كل منهما، ما أدى إلى زعزعة استقرار الأسواق المالية، وأثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، أن فرض رسوم بنسبة 80% على السلع الصينية "يبدو مناسبًا"، في أول اقتراح بديل للرسوم الحالية التي تبلغ 145%. وأشار إلى أن المحادثات جاءت بمبادرة من الصين، بينما نفت بكين ذلك، مؤكدة أن واشنطن هي من طلبت اللقاء، مشددة على تمسكها برفض الرسوم الأميركية.
واستمرت الجولة الأولى من المفاوضات نحو ساعتين صباح اليوم، في أجواء من السرية، إذ لم يُكشف رسميًا عن مكان الاجتماع. لكن شهود عيان أفادوا بأن الوفدين الأمريكي والصيني غادرا مقر إقامة السفير السويسري لدى الأمم المتحدة في ضاحية كولوني الراقية، قبيل وقت الغداء، قبل أن يعودا لاحقًا لاستكمال اللقاء.
وقبيل انطلاق المحادثات، شوهد الوزير الأمريكي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركية جيميسون جرير وهما يبتسمان أثناء مغادرتهما الفندق، لكنهما رفضا الإدلاء بأي تصريحات للصحفيين. كذلك شوهدت سيارات تابعة للوفد الصيني تغادر فندقًا على ضفاف بحيرة جنيف، حيث يقيم الوفد.
تقليص العجز التجاري مع الصين
وتسعى الولايات المتحدة إلى تقليص العجز التجاري مع الصين، وتطالبها بتغيير نموذجها الاقتصادي الذي يعتمد على التصدير بكثافة، والتحول نحو استهلاك محلي أكبر. وهو ما تعتبره بكين تدخلاً في شؤونها الداخلية، وترى أن مطالب واشنطن غير واقعية.
كما تطالب واشنطن بكين بتقليل الرسوم الجمركية، وتحديد السلع التي ستزيد من استيرادها من السوق الأمريكية، بالإضافة إلى معاملتها كند اقتصادي وسياسي على الساحة الدولية.
وترغب الصين، من جانبها، في الحصول على إعفاء مؤقت من الرسوم لمدة 90 يومًا، مثل الإعفاءات التي منحتها واشنطن لدول أخرى خلال فترات التفاوض. في حين يرى المستثمرون العالميون أن مجرد استئناف الحوار خطوة إيجابية، وينتظرون أي مؤشرات على تهدئة النزاع.
وقال وزير الاقتصاد السويسري، جي بارمولان، في تصريحات صحفية، إن عقد هذه المحادثات بحد ذاته يُعد "نجاحًا"، مؤكدًا أنها قد تستمر حتى يوم الأحد أو الاثنين، حسب سير المناقشات.
ولفت إلى أن سويسرا ساعدت في التوسط لعقد هذا اللقاء خلال زيارات سابقة لمسؤولين سويسريين إلى بكين وواشنطن.
من جانبها، رحبت منظمة التجارة العالمية، التي تتخذ من جنيف مقرًا لها، ببدء المحادثات، ووصفتها بأنها "خطوة إيجابية وبنّاءة نحو التهدئة"، مشددة على أهمية استمرار الحوار بين أكبر اقتصادين في العالم. ومن المقرر أن يلتقي خه لي فنغ مع المديرة العامة للمنظمة، نغوزي أوكونغو إيويالا، خلال زيارته الحالية.