تصعيد بلا سقف.. هل بدأت الحرب الإسرائيلية-الإيرانية المفتوحة؟

«الأسد الصاعد» يضرب طهران.. إسرائيل تُغتال قادة الحرس وتفجر منشآت نووية
العمق الإيراني يشتعل: أعنف غارات إسرائيلية منذ سنوات
عملية غير مسبوقة: إسرائيل تقصف نطنز وتقتل كبار قادة إيران
ضربة استراتيجية تهز طهران.. والرد الإيراني يبدأ بـ"الوعد الصادق 3"
نفذ الاحتلال الصهيوني، فجر اليوم الجمعة سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف إيرانية، في واحدة من أعنف الضربات العسكرية التي تطال العمق الإيراني منذ سنوات، وسط تصاعد غير مسبوق في التوتر بين البلدين.
الضربة الإسرائيلية استهدفت منشآت إيرانية حساسة، بينها مواقع نووية وشخصيات أمنية رفيعة، لم تكن لتحدث دون تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة.
عملية "الأسد الصاعد"
في الساعات الأولى من 13 يونيو 2025 شن الكيان الصهيوني غارات واسعة على إيران، استهدفت منشآت نووية (نطنز، خورمآباد، خداد) ومواقع عسكرية، بالإضافة لقصف أحياء سكنية في طهران أودت بحياة عدد من العسكريين والعلماء النوويين البارزين .
العملية تحمل طابعا استراتيجيا، يهدف إلى تقليص أوراق إيران التفاوضية، خاصة في ما يتعلق بقدراتها على تخصيب اليورانيوم.
الضربات الإسرائيلية جاءت في توقيت شديد الحساسية، على بعد ساعات من موعد مفاوضات غير مباشرة مقررة في سلطنة عُمان بين واشنطن وطهران.
وعبر هذه الضربة، يسعى الكيان الصهيوني إلى فرض وقائع ميدانية تُضعف من قدرة إيران على المساومة، فيما قد تستفيد واشنطن من الضربة دون أن تتحمل تبعاتها المباشرة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطاب تلفزيوني: "قبل لحظات، أطلقت إسرائيل عملية الأسد الصاعد، وهي عملية عسكرية مُحددة الهدف لدحر التهديد الإيراني الذي يُهدد وجود إسرائيل".
وأضاف نتنياهو في كلمة مصورة، صباح الجمعة: "ستستمر هذه العملية لأيام عديدة لإزالة هذا التهديد".
وأعلن أن إسرائيل استهدفت منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية الإيرانية في نطنز.
كما استهدفت إسرائيل قادة إيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد أركان الجيش محمد باقري، اللذين لقيا حتفهما خلال الضربات.
خسائر القيادات الإيرانية:

تأكد مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة محمد باقري، وجنرالات آخرين مثل غلام علي رشيد وأمير علي حجازده.
كما استهدفت منازل علماء نوويين بارزين مثل فريدون عباسي ومحمد مهدي طريانشي .
عين المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الجمعة، اللواء عبد الرحيم موسوي رئيسا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية خلفا للفريق محمد باقري.
وأفادت وكالة مهر الإيرانية أنه عقب مقتل باقري، أصدر خامنئي، مرسوما بتعيين موسوي رئيسا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة.
كما أصدر خامنئى قرارا بتعيين اللواء محمد باكبور قائدا عاما للحرس الثوري الإيراني، وذلك عقب مقتل الفريق حسين سلامي، ومنحه في الوقت نفسه رتبة "اللواء".
كما قرر تعيين العميد علي شادماني قائدا لمقر "خاتم الأنبياء" المركزي في الجيش الإيراني.
وكان خامنئي عين "بشكل مؤقت" صباح الجمعة، حبيب الله سياري قائدا مؤقتا للأركان العامة للجيش الإيراني واللواء أحمد وحيدي قائدا للحرس الثوري.
وأفاد مصدران بمقتل ما لا يقل عن 20 من كبار القادة الإيرانيين، بمن فيهم رئيس القوة الجوية للحرس الثوري في الهجوم الإسرائيلي.
أبرز القتلى من الجيش والحرس الثوري


قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي.
رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري.
قائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد.
قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زادة.
قائد قوة الطائرات المسيرة التابعة لسلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني، طاهر بور.
قائد القيادة الجوية لسلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني، داود شيخيان.
نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات في الجيش الإيراني اللواء مهدي رباني (مع زوجته وأولاده)
أبرز القتلى من علماء الذرة
أستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري.
العالم النووي مهدي طهرانجي.
العالم النووي فريدون عباسي.
العالم النووي عبد الحميد مينوشهر.
العالم النووي أمير حسين فقهي
العالم النووي مطلبي زاده
إصابة علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني.
الرد الإيراني:
اعتبرت طهران الضربة الإسرائيلية "إعلان حرب"، معلنةً أنها سترد بردّ "قاسي" على هذا الهجوم
ـ الخميني حذّر إسرائيل من "مصير مر" منتظر، وعبّر عن نيّته في "عقاب شديد" .
الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان وصف الرد بأنه سيكون "قويًا، حكيمًا وشديدًا"، وشدّد على ضرورة توحيد الصفوف داخليًا
الإجراءات العسكرية والإدارية
أطلقت طهران هجمات مسيّرة هائلة نحو إسرائيل، بلغ عددها أكثر من 100، حاولت اختراق المجال الجوي، لكن إسرائيل أعلنت أنها اعترضتها .
إغلاق الأجواء والرقابة الإعلامية
أغلقت إيران أجواءها بعد الهجوم، كما فرضت حظرًا مؤقتًا على الإنترنت ووسائل الإعلام بهدف السيطرة على تدفق المعلومات داخليًا .
إيران ترد بـ"الوعد الصادق 3" على "الأسد الصاعد" الإسرائيلي: تصعيد جديد في المواجهة الإقليمية

في تطور جديد ينذر بتصعيد خطير في المنطقة، أعلنت إيران تنفيذ عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، كرد مباشر على العملية العسكرية الإسرائيلية المسماة "الأسد الصاعد"، التي استهدفت مواقع ومصالح إيرانية في سوريا ولبنان خلال الأيام الماضية.
العملية الإيرانية تحمل دلالات عسكرية ورسائل استراتيجية في غاية الأهمية، في ظل تزايد التوتر بين طهران وتل أبيب وتوسع دائرة الاشتباك غير المباشر.
تفاصيل العملية: صواريخ دقيقة وطائرات مسيرة
أعلن الحرس الثوري الإيراني عبر بيان رسمي عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية حساسة باستخدام صواريخ باليستية دقيقة وطائرات مسيرة انتحارية.
وبحسب البيان، فقد نُفذت العملية في ساعات الفجر الأولى، واستهدفت مواقع في شمال فلسطين المحتلة، بينها مستودعات عسكرية ورادارات دفاع جوي.
وأكدت طهران أن "الوعد الصادق 3" تأتي ضمن "حق الدفاع المشروع عن النفس، ورداً على الجرائم الصهيونية الأخيرة في المنطقة"، مشيرة إلى أن العملية تمثل "مرحلة جديدة في قواعد الاشتباك، وتكشف عن جهوزية إيران للرد الحاسم على أي اعتداء".
رد إسرائيلي أولي: الإنكار والتحذير
من جانبها، نفت إسرائيل عبر متحدث باسم الجيش وقوع إصابات أو أضرار "كبيرة" جراء الهجمات، إلا أن مصادر غير رسمية داخل إسرائيل تحدثت عن "تعطيل مؤقت" لبعض الأنظمة الدفاعية الجوية، وسط حالة من التأهب القصوى في الشمال.
وفي تصريح لاحق، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التهديد الإيراني المتصاعد"، ملمحًا إلى رد عسكري مرتقب قد يشمل عمق الأراضي الإيرانية أو مصالحها الإقليمية.
"الوعد الصادق": مناورات إعلامية أم تحوّل استراتيجي؟
تحمل تسمية العملية الإيرانية "الوعد الصادق 3" دلالة رمزية قوية، إذ أنها تأتي امتدادًا لعمليات سابقة تحمل الاسم ذاته، كانت تُنفذ عادة من قبل "حزب الله" اللبناني، الحليف الرئيسي لطهران في المنطقة.
ويشير مراقبون إلى أن هذا التنسيق في التسمية يعكس وحدة الجبهة بين إيران وأذرعها في محور "المقاومة"، وأن طهران باتت تستخدم أدواتها العسكرية بشكل مباشر، وليس فقط عبر وكلاء.
موقف الولايات المتحدة
أوضح البيت الأبيض ووزير الخارجية ماركو روبيو أن الولايات المتحدة لم تشارك في التخطيط أو التنفيذ، وأنها لم تعطِ موافقة مسبقة على الهجوم
تحذير واضح لإيران
شددت واشنطن على ضرورة تجنّب طهران لأي انتقام قد يستهدف القوات أو المصالح الأمريكية في المنطقة .
اجتماع لمجلس الأمن القومي
دعا الرئيس ترامب إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي صباح الجمعة، في محاولة لتقييم الوضع الراهن والاستعداد لخيارات مستقبلية
تعزيز الأمن الدبلوماسي
أصدرت السفارة الأمريكية في القدس تنبيهًا أمنيًا ونصحت موظفيها وعائلاتهم البقاء في الملاجئ، مع احتمال فرض قيود إضافية على السفر داخل إسرائيل والضفة الغربية
خطوات مستقبلية
قامت واشنطن بتقديم تعزيزات دفاعية لقواتها المنتشرة في المنطقة، استعدادًا لأي رد محتمل من قبل طهران أو وكلائها .
انقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين
بعض الجمهوريين مثل ليندسي غراهام دعوا إلى استخدام "ردّ قوي" ضد إيران إذا هاجمت مصالح أمريكية
بالمقابل، دعا الديمقراطيون مثل كريس مورفي إلى عدم التورط في صراع إقليمي جديد، محذرين من التورّط الأمريكي المباشر .
الرسالة الرئيسية للإدارة: لا تصعيد
رغم دعمها الدبلوماسي القوي لإسرائيل، فإن واشنطن تحرص على إبقاء الرد محدودًا ومنع وقوع مواجهة مباشرة مع إيران، وفق نهج "التصرف بحكمة" والتزام الحماية دون انخراط مباشر .
موازنة المصالح الأمريكية
ولايات المتحدة تؤكد التزامها بحماية قواتها في الشرق الأوسط، لكنّها ترفض المشاركة في عمليات هجومية تستهدف إيران، وهو ما يحفظ مصالحها ويحدّ من مؤشرات التصعيد الإقليمي المباشر .
إسرائيل تحذّر رعاياها في الخارج: لا تكشفوا عن جنسيتكم بعد ضربات إيران

أصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيراً رسمياً لمواطنيه المقيمين أو المسافرين خارج البلاد، داعياً إياهم إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، في أعقاب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع حساسة داخل إيران فجر الجمعة.
وجاء في بيان المجلس، الذي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، أن "على الإسرائيليين في الخارج تجنب كشف هويتهم أو جنسيتهم"، مؤكداً تصاعد التهديدات الأمنية المحتملة ضد الإسرائيليين واليهود حول العالم، عقب التصعيد العسكري الأخير.
توصيات أمنية للإسرائيليين في الخارج
شدد البيان على مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي يُنصح باتباعها، أبرزها:
تجنب ارتداء أو عرض الرموز الدينية أو الوطنية اليهودية والإسرائيلية في الأماكن العامة.
الامتناع عن حضور فعاليات عامة ذات طابع يهودي أو إسرائيلي، خاصة في الدول التي تشهد توترات سياسية.
عدم نشر معلومات شخصية أو خطط سفر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منعًا لتحديد مواقعهم من قبل جهات معادية.
التحلي باليقظة العالية والتعاون الكامل مع قوات الأمن المحلية، والامتثال لتعليماتها في حال وقوع أي طارئ.