الأربعاء، 16 يوليو 2025 06:35 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مصر

أسامة عقيل: شبكات الطرق في مصر بحاجة إلى ربط إقليمي حقيقي.. واستغلالها اقتصاديًّا ما زال ضعيفًا

الأربعاء، 16 يوليو 2025 01:14 م
الدكتور أسامة عقيل ورئيس تحرير مجلة «أصول مصر»
الدكتور أسامة عقيل ورئيس تحرير مجلة «أصول مصر»

قال الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق والنقل والمرور بكلية الهندسة جامعة عين شمس، إن مصر تحتاج إلى طرق مباشرة تربطنا بباقي الدول المجاورة. على سبيل المثال، الطريق الدولي الساحلي المفترض أن يربطنا بدول شمال أفريقيا غير مكتمل، وخاصة في الجزء من السلوم إلى الحدود الليبية. كما لا يوجد طريق سريع متكامل يربطنا بالسودان، رغم أننا نصل إلى أبو سمبل فقط."

وأضاف في تصريحات خاصة لمجلة «أصول مصر»، أن استكمال هذه الروابط الإقليمية سيحدث فارقًا كبيرًا، خصوصًا من الناحية التجارية، معتبرًا أن فتح الطريق جنوبًا إلى السودان يعني دخول مباشر إلى عمق القارة الأفريقية، وهو ما تفتقر إليه الشبكة الحالية.

خدمات الطرق

وأشار عقيل إلى أن الخدمات على الطرق شهدت تطورًا مقارنة بالماضي، حيث لم تكن تحظى باهتمام يُذكر، أما الآن فبدأ التفكير في أن الطرق التي تمر بها ملايين السيارات سنويًا يمكن أن تكون مصدر دخل كبير. 

وأوضح: “بدأنا نهتم بالخدمات على الطرق منذ 10 أو 15 سنة فقط، لكن يجب أن يزيد ذلك بكثير، حيث  أن يكون على  الطريق كافيهات، منتزهات، ومنافذ بيع، مشيرا إلى أن  الطرق الرئيسية في العالم تحقق دخلًا كبيرًا.”

وأشار إلى أن بعض الطرق مثل "مصر إسكندرية الصحراوي" وطريق العلمين بدأت تظهر بها خدمات ملحوظة مثل محطات الوقود الكبيرة والواحات التجارية، لكنه انتقد غياب الخدمات على طرق مثل وادي النطرون ورأس سدر، وطريق الضبعة، مؤكدًا أن هذه الطرق يجب أن تستغل اقتصاديًا بشكل أفضل.

وتابع: “محطات البنزين ليست كافية. في سوريا مثلًا، قبل الحرب، كنت أزور دمشق كثيرًا، وعلى طريق المطار هناك تجد واحات بها حمامات سباحة وكافيهات وأماكن للترفيه، وتُكرر كل بضعة كيلومترات. هذه ثقافة غير موجودة لدينا بعد.”

كما أشار إلى وجود فنادق صغيرة تُستخدم للراحة لساعات أثناء السفر في بعض الدول، وهو نمط يمكن تطبيقه في مصر للاستفادة من الطرق اقتصاديًا.

العاصمة الإدارية الجديدة

وفيما يخص العاصمة الإدارية الجديدة، أكد عقيل أن المدن الحديثة أصبحت تحتاج إلى سيارة خاصة للتنقل، بعكس المناطق القديمة مثل وسط البلد والزمالك وجاردن سيتي، التي تسمح بالحركة مشيًا على الأقدام، مشيرًا إلى أن هذه المشكلة ناتجة عن توسع المدن وتخطيطها المعتمد على المسافات الواسعة.

وأضاف أن "الكومباوندات" الحديثة تم تصميمها لتكون نسخًا مغلقة من مناطق مثل الزمالك ومصر الجديدة، وهي توفر بيئة مناسبة للمشي وركوب الدراجات داخلها. 

ولفت إلى أن غلق الكومباوندات له ميزة كبيرة، إذ ينقل مسؤولية الإدارة والنظافة والأمن إلى السكان أنفسهم، وهو ما عجزت الأحياء التقليدية عن توفيره.

فشل إدارة الأحياء واتحادات الملاك كان سببًا في ظهور الكومباوندات

وأكد أن فشل إدارة الأحياء واتحادات الملاك كان سببًا في ظهور الكومباوندات، التي تقوم بإدارة شؤونها ذاتيًا من خلال شركات متخصصة.

 وذكر أن بعض المدن مثل "مدينتي" و"الرحاب" بدأت في تسيير أتوبيسات داخلية وخارجية لتسهيل حركة السكان وتخفيف الضغط عن وسائل النقل الحكومية، وهي فكرة كان قد اقترحها على الدولة سابقًا.