مشاركة 20 مطورًا في معرض «عقارات النيل» في قطر دليل على قوة القطاع العقاري المصري

قال حيدر مشيمش – المدير العام لـ «الشركة الدولية للمعارض (IFP Qatar) قطر» – إن السوق العقارية المصرية تشهد طفرة الآن مقارنة بكل السنوات السابقة، وما يُقام في مصر الآن هو أمر غير مسبوق، سواء على مستوى تطوير العاصمة الإدارية الجديدة أو تطوير الساحل الشمالي والطرق وغيرها.

وأكد أن حجم المشروعات العقارية في مصر حاليًّا، سواء الحكومية أو الخاصة، يختلف من حيث الحجم والنوعية عن كل ما سبق، لافتًا إلى أن مستوى المشروعات الخدمية وفخامتها شهدا تطورًا كبيرًا، وهو ما يعكس أن السوق العقارية المصرية التحقت بركب الحداثة، مثلما حدث في دبي وغيرها من المدن المتقدمة.

معرض «عقارات النيل»

المعرض مثَّل فرصة لتلبية احتياجات المصريين بالدوحة وتعزيز الاستثمارات القطرية في مصر

وفيما يخص معرض «عقارات النيل»، أوضح أن المعرض أُقيم هذا العام لأول مرة في الدوحة، بالشراكة مع الدكتور باسم كليلة (مجموعة كليلة)، وذلك ضمن فعاليات «بروجكت قطر»، لافتًا إلى أن معرض «عقارات النيل» له تاريخ يمتد لنحو 15 عامًا، وكان يُنظَّم في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها إلى السوق القطرية.

وأضاف أن إقامة هذا المعرض حققت مجموعة من الأهداف، أولها أن الجالية المصرية في الدوحة كبيرة جدًّا، ومن المعروف أن المغتربين المصريين والعرب دائمًا يحنُّون إلى الوطن، وامتلاك وحدة سكنية في بلدهم يأتي على رأس أولوياتهم، سواء بغرض السكن أو الاستثمار، وهو ما يلبي حاجة واضحة لدى هذه الفئة.

وأكد أن معرض «عقارات النيل» مثَّل أيضًا فرصة مهمة للمستثمرين القطريين، حيث إن هناك اهتمامًا واضحًا من جانبهم بالاستثمار العقاري، سواء من الأفراد أو الشركات، موضحًا أن شركة «الديار» القطرية – أكبر مطور عقاري في قطر – لها مشروعات متميزة في مصر، وتاريخ طويل من العمل في السوق المصرية، إلى جانب عدد من الفنادق والمشروعات الكبرى المملوكة لجهات قطرية.

ولفت إلى أن التكامل العقاري بين مصر وقطر ليس جديدًا، بل هو قائم منذ سنوات، حتى وإن تأثر مؤقتًا ببعض الأحداث السياسية في فترات سابقة، فإن عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين أعادت الزخم لهذا التعاون.

وزير البلدية القطري أبدى إعجابه بالمشروعات المصرية خلال زيارته للمعرض

وتابع: «خلال أيام معرض «عقارات النيل» شهدنا إقبالًا كبيرًا من الجمهور المصري المقيم في الدوحة، وكذلك من الزوار القطريين، وكان من بين الزائرين معالي وزير البلدية في قطر، الذي يُعادِل منصب وزير الإسكان، وأبدى اهتمامًا كبيرًا بالمشروعات المعروضة، خاصة أنه مطور عقاري في مصر، ورئيس مجلس إدارة شركة «الديار» القطرية، ويمتلك معرفة عميقة بحركة التطوير العقاري في مصر، وأعرب عن سعادته بما رآه في المعرض، واهتمامه بالمشروعات في الساحل الشمالي والعلمين الجديدة».

الثقافة الاستثمارية في قطر

وأوضح أن الثقافة الاستثمارية في قطر تعتمد في الأساس على العقارات، سواء على مستوى الأفراد أو الدولة، لافتًا إلى أن قطر لديها استثمارات عقارية ضخمة في عدة دول، منها فرنسا وبريطانيا، وأن مصر تعد واحدة من الوجهات الرئيسية والأساسية للاستثمار العقاري القطري.

وأكد أن إقامة معرض «عقارات النيل» في الدوحة للمرة الأولى تُعَدُّ خطوة مبشرة، وأنه يتوقع تطورًا كبيرًا لهذا المعرض خلال السنوات المقبلة.

وأوضح مشيمش أن الدكتور باسم كليلة – رئيس مجلس إدارة شركة «إكسبو ريبابلك» – كان يحاول تنظيم معرض «عقارات النيل» في قطر منذ سنوات عدة، ولكنه لم يُوفَّق، إلى أن تعاون معنا في شركة (IFP Qatar) قطر؛ الشركة الدولية للمعارض في قطر.

وأوضح أنه متابع دقيق للشأن السياسي والاقتصادي والعقاري بحكم طبيعة عمله، مضيفًا أن المعارض تمثل مؤشرًا على حالة السوق، فإذا كانت المعارض جيدة، فهذا دليل على نجاح السوق العقارية، مشيرًا إلى أن مشاركة 20 مطورًا عقاريًّا مصريًّا من نخبة المطورين في الدوحة وقت المعرض، هو دليل واضح على أن هناك حركة غير مسبوقة في السوق العقارية المصرية.

معرض «بروجكت قطر»

وفيما يخص معرض «بروجكت قطر»، أوضح أنه أقدم معرض تجاري دولي في قطر، ويُقام سنويًّا دون انقطاع منذ 21 عامًا، حيث انطلقت أولى دوراته في عام 2004، بالتزامن مع بداية النهضة العمرانية في البلاد، وكان في بدايته يُركِّز على تزويد السوق القطرية بمواد البناء ومعداته، تزامنًا مع بدء الدولة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى.

وأوضح أن المعرض تطوَّر على مدار السنوات ليتحوَّل من معرض لمواد البناء إلى معرض لتكنولوجيا البناء، حيث لم تَعُدِ السوق القطرية بحاجة إلى المواد الأساسية بقدر احتياجها إلى التقنيات الذكية لإدارة المرافق والمنشآت، في ظل توجه قطر نحو مفهوم المدن الذكية والإدارة التقنية الحديثة، مشيرًا إلى أن النسخة الحالية من المعرض تشمل أيضًا قسمًا خاصًّا بالتحول الذكي في قطاع الصناعة، وذلك تماشيًا مع إستراتيجية الدولة لتوطين الإنتاج وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

وأشار إلى أن معرض «بروجكت قطر» هذا العام شهد مشاركة نحو 200 شركة، مناصَفةً تقريبًا بين شركات قطرية ودولية، تمثل أكثر من 20 دولة حول العالم، من أبرزها تركيا، مضيفًا أن المعرض يتميز دائمًا بحجم المشاركة الدولية ومستواها؛ ما يجعله مختلفًا عن بقية الفعاليات المقامة في قطر.

وأشار إلى أن عدد زوار المعرض سنويًّا يتراوح بين 12 و14 ألف زائر، مشيرًا إلى أن عدد الزوار حتى لحظة التصريح بلغ 11,471 زائرًا، موضحًا أن أغلب الزوار من داخل قطر، إلى جانب زوار من الدول الإقليمية المجاورة مثل السعودية وتركيا وغيرهما.

الشركة الدولية للمعارض

وأضاف أن شركته تُعَدُّ أقدم شركة تنظيم معارض في قطر، وتعمل في الدولة منذ أكثر من 20 عامًا، كما أنها الأكبر من حيث عدد المعارض التي تنظمها سنويًّا وحجمها، مشيرًا إلى أن الميزة الأهم التي تتمتع بها الشركة هي العلاقات القوية التي تجمعها بمختلف الجهات في قطر، سواء الوزارات أو الجهات الحكومية أو التنظيمية.

وأكد أن الشراكة التي تمت مع «مجموعة كليلة للمعارض» أتاحت تنظيم معرض «عقارات النيل» في قطر، بفضل الاستفادة من شبكة علاقات «الشركة الدولية للمعارض» التي ساهمت في تجاوز عقبة الحصول على التراخيص اللازمة، وهي من أبرز التحديات التي واجهت تنظيم المعرض في السابق.

وأشار إلى أن المجموعة تمتلك شركة إقليمية تنشط في عدة دول، من بينها مصر ولبنان والإمارات، إلى جانب سلسلة شركات في العراق وقطر ولبنان، موضحًا أن المجموعة تنظم سنويًّا نحو 40 معرضًا في مختلف القطاعات حول العالم.

وأضاف: «لدينا نشاط في مصر بدأ في عام 2015، وهو حديث العهد مقارنة ببقية الدول، وننظم هناك أكبر معرض غذائي يُقام تحت اسم «أفرو فود»، كما سبق ونظمنا معرض «بروجكت مصر» مرة واحدة في القاهرة عام 2015».