محللون يتوقعون ارتفاع الجنيه مقابل الدولار حتى نهاية 2025

الأربعاء، 30 يوليو 2025 12:31 م

أصول مصر

توقعت بنوك عالمية ومحللون للشأن الاقتصادي أن يحافظ سعر الجنيه على استقراره، مع امتلاك فرص جيدة للارتفاع حتى نهاية العام الحالي 2025 ما يعزز من جاذبيته الاستثمارية لدى الأجانب، خاصةً في ظل تقييم البنوك العالمية السعر الحالي للعملة المصرية بأقل من قيمتها الحقيقية.

جولدمان ساكس: الجنيه يُتداوَل بأقل من سعره بنحو 30%

وأرجع الخبراء قوة الجنيه في الوقت الحالي إلى استقرار عدة مصادر للنقد الأجنبي، وعلى رأسها السياحة وتحويلات المصريين بالخارج وتحقيق فائض للأصول الأجنبية بالقطاع المصرفي المصري، فضلًا عن نمو احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي.

سعر الجنيه يُتداوَل بأقل من قيمته

وقال البنك الأمريكي «جولدمان ساكس» في تقرير حديث إن الجنيه المصري لا يزال مقوَّمًا بأقل من قيمته العادلة بنحو 30%؛ ما يعزز فرصه في تحقيق ارتفاع خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل استمرار تدفقات المحافظ الاستثمارية وتحسن المؤشرات النقدية.

وأوضح أن استقرار الجنيه منذ خفض قيمته في مارس 2024، واختفاء الفارق بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازية، يعكسان تزايد ثقة الأسواق بسياسة سعر الصرف، رغم التحديات الجيوسياسية في المنطقة.

وأضاف «جولدمان ساكس» أن التوقعات المستقرة ساعدت على تفادي تقلبات حادة، مشيرًا إلى أن السعر الرسمي للجنيه ظل يتحرك ضمن نطاق ضيق منذ بداية 2024.

ولفت البنك الأمريكي إلى مقومات تدعم الجنيه المصري، تشمل تعزيز الاحتياطيات الأجنبية وتحول صافي الأصول الأجنبية في القطاع المصرفي إلى فائض قدره 4.8 مليارات دولار في مايو، بعد أن كان يسجل عجزًا بنحو 17.6 مليار دولار في بداية 2023، وهما يمثلان دعمًا قويًّا للجنيه.

جاذبية استثمارية للجنيه بين العملات الدولية

من جانب آخر، أكد «جولدمان ساكس» أن نماذج التقييم الخاصة به تشير إلى أن الجنيه يُعَدُّ ثاني أكثر العملات تقويمًا بأقل من قيمتها ضمن الأسواق الحدودية، متوقعًا أن يبقى كذلك بفارق نحو 25% خلال الشهور الاثني عشر القادمة إذا استمر سعر الصرف الفوري على مستوياته الحالية.

وبناء على هذه المعطيات، أعاد «جولدمان ساكس» توصيته بالدخول في مركز بيع الدولار مقابل الجنيه المصري، مستهدفًا عائدًا بنسبة 5% مع وضع حد خسارة عند -2.5%.

ارتفاع اليورو يصب في صالح الجنيه

هاني جنينة: الجنيه مرشح للارتفاع إلى 47 – 48 مقابل الدولار بنهاية 2025

من جانبه، قال هاني جنينة – رئيس قطاع البحوث بشركة «الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية» – إن العملة المحلية قد ترتفع إلى مستوى 47 – 48 جنيهًا للدولار بنهاية 2025، مقابل نحو 49.5 جنيهًا حاليًّا، مدفوعة بتراجع الدولار عالميًّا، خصوصًا أمام اليورو، الذي يمثل حصة كبيرة مؤثرة من الشركاء التجاريين لمصر.

وأضاف أن استقرار السعر يرجع إلى 3 أسباب، الأول هو انخفاض سعر الجنيه المصري أمام اليورو بنحو 11% منذ أول العام، وهو ما سيدعم صادرات مصر السلعية للاتحاد الأوروبي التي تقارب 13 مليار يورو في العام، إلى جانب عائدات مصر السياحية؛ إذ يتدفق من منطقة اليورو نحو 60% من السياح الوافدين إلى مصر سنويًّا.

وأشار جنينة إلى أن السبب الثاني يتمثل في أن ضعف الدولار أمام العملات الرئيسية يدفع برؤوس الأموال الأمريكية إلى استثمارات في أوروبا والدول الناشئة للاستفادة من العائد بالعملة المحلية وارتفاع سعر صرف عملات هذه الدول أمام الدولار.

تدفقات الأموال الساخنة تدعم الجنيه

محمد فؤاد: السياحة وتحويلات المغتربين تدعمان العملة المحلية

ومن جانبه قال الدكتور محمد فؤاد – عضو اللجنة الاستشارية للاقتصاد الكلي بمجلس الوزراء – إن سعر الجنيه قد يصل إلى 47 مقابل العملة الأمريكية، بدعم من جاذبية الاستثمار في الجنيه الذي يستقطب استثمارات قصيرة الأجل، وهي التي تُعرَف بالأموال الساخنة، بنحو مليار دولار شهريًّا.

وأضاف أن الجنيه يحظى بدعم من إيرادات السياحة التي من المتوقع أن تتخطى 15 مليار دولار خلال العام الحالي، وهي من أعلى مستوياتها التاريخية، وتمثل تقريبًا ثلاثة أمثال إيرادات قناة السويس.

وسجلت إيرادات السياحة في مصر خلال عام 2024 قفزة ملحوظة بنسبة 9% على أساس سنوي، محققة مستوى قياسيًّا بلغ 15.3 مليار دولار، بالتزامن مع زيادة عدد السائحين بنسبة 5%، ليصل إلى 15.7 مليون زائر.

كما أشار فؤاد إلى قوة تحويلات المصريين بالخارج في دعم الاقتصاد المصري وسعر صرف الجنيه أيضًا.

وحققت تحويلات المصريين العاملين بالخارج قفزة تاريخية غير مسبوقة خلال أول عشرة شهور من العام المالي الماضي من يوليو 2024 حتى أبريل 2025، إذ قفزت بنسبة 77.1% لتصل إلى 29.4 مليار دولار، مقابل 16.6 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي.