أسامة عقيل: تكلفة الرصف الخرساني تزيد عن الأسفلتي بـ20% فقط.. ويجب الاستعانة بشركات لتأمين الطرق تحت الإنشاء

أكد الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق والنقل والمرور بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، أنه لا يمكن تحميل كامل مسؤولية تأمين الطرق على المرور، قائلاً: "المرور لا يملك القدرة البشرية والفنية لتأمين كل مشروعات الطرق الجارية حاليًا في الدولة"، مطالبًا بإنشاء شركات خاصة متخصصة في تأمين المرور بالمواقع تحت الإنشاء، كما هو قائم في دول العالم.
وأضاف في تصريحات خاصة لمجلة "أصول مصر"، أن الرصف الخرساني لم يعد باهظ التكلفة كما في السابق، إذ أصبح الفارق بينه وبين الأسفلت لا يتجاوز 15 إلى 20% فقط، مشيرًا إلى استخدامه حاليًا في عدد من الطرق الحيوية مثل طريق أسيوط الغربي وطريق المحاجر وأجزاء من طريق السويس.
مصر ودول الخليج
وفي مقارنة بين مصر ودول الخليج، أكد عقيل أن الفرق لا يكمن في جودة التنفيذ بل في الرقابة الصارمة التي تفرضها الدول الخليجية من خلال مستشارين أجانب ومحليين، مشيرًا إلى أن العديد من شركات المقاولات المصرية العاملة في مصر هي ذاتها التي تنفذ مشروعات الطرق بالخليج.
وأضاف: "تكلفة تنفيذ الطرق في مصر أقل من الخليج نتيجة لاختلاف العملة وتوافر المواد الخام محليًا وانخفاض أجور العمالة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة ضعف الجودة، بل يعتمد الأمر على مدى وجود الرقابة والإشراف".
وأكد أن الجودة الحقيقية تتحقق عندما توجد جهة رقابية مستقلة كما حدث في تجربته الشخصية أثناء تنفيذ أجزاء من طريق القاهرة – الإسكندرية، موضحًا أن التكلفة في مصر قد تعادل ثلث نظيرتها في دول الخليج لنفس الطريق بسبب اختلاف النفقات وليس الكفاءة.
ولفت إلى أن الطريق الدائري الإقليمي لم يكن السبب المباشر في الحوادث الأخيرة، مشيرًا إلى الحادث المؤلم الذي أسفر عن وفاة 18 فتاة وسائق على الطريق الدائري الإقليمي.
وأكد أن الطريق يمر في مناطق زراعية ضعيفة التربة لا تتحمل أوزان الشاحنات الثقيلة، ما تسبب في انهيارات دفعت الجهات الحكومية إلى تحويل الرصف إلى خرساني.
وأوضح عقيل: "كنت أحد أعضاء اللجنة التي اتخذت هذا القرار قبل الحادثة بأربعة أشهر، وبدأنا بالفعل في استبدال الرصف الأسفلتي برصف خرساني لتحمل الأحمال الثقيلة وضمان عمر أطول للطريق".
وأضاف عقيل أن أعمال الصيانة كانت تتم في أحد الاتجاهات، ما أدى لفتح الاتجاه الآخر لحركة المرور ذهابًا وإيابًا دون وجود تأمين كافٍ أو رقابة صارمة، وهو ما تسبب في سير بعض المركبات عكس الاتجاه ووقوع الحادثة.