السبت، 16 أغسطس 2025 12:02 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مصر

وتحذر من تهديد الأمن الإقليمي والدولي

31 دولة عربية وإسلامية ومنظمات إقليمية تدين تصريحات نتنياهو وخطط الاستيطان

الجمعة، 15 أغسطس 2025 09:55 م
وزراء خارجية 31 دولة
وزراء خارجية 31 دولة

أصدر وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، والأمناء العامون لكل من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، بيانًا مشتركًا أدانوا فيه بأشد العبارات التصريحات التي أدلى بها بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، بشأن ما يُسمى بـ"إسرائيل الكبرى"، والتي نُقلت عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية. 

واعتبر البيان هذه التصريحات استهانة بالغة بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وافتئاتًا صارخًا على أسس العلاقات الدولية المستقرة، وتهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي ولسيادة الدول، وللسلم والأمن الإقليمي والدولي.

وشدد البيان على أن الدول العربية والإسلامية، وفي الوقت الذي تلتزم فيه باحترام الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما المادة (2) الفقرة (4) التي ترفض استخدام القوة أو التهديد بها، فإنها ستتخذ كافة السياسات والإجراءات الكفيلة بتكريس السلام العادل الذي يحقق الأمن والاستقرار والتنمية لجميع الدول والشعوب، بعيدًا عن أوهام السيطرة وفرض الأمر الواقع بالقوة.

كما أدان الوزراء بأشد العبارات موافقة الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش على خطة الاستيطان في منطقة "E1"، وتصريحاته العنصرية المتطرفة الرافضة لإقامة الدولة الفلسطينية، مؤكدين أن ذلك يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واعتداءً على الحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، مؤكدين أن لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة.

وأكد البيان رفض وإدانة الخطة الاستيطانية الإسرائيلية وكافة الإجراءات غير القانونية التي تمثل خرقًا فاضحًا لقرارات مجلس الأمن، وخاصة القرار 2334 الذي يدين الأنشطة الاستيطانية الهادفة لتغيير التركيبة الديموغرافية والوضع القانوني للأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية. كما أعاد التأكيد على الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، والذي شدد على عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي وضرورة إنهائه فورًا وإزالة جميع آثاره وتعويض الأضرار الناجمة عنه.

وحذر الوزراء من خطورة السياسات الإسرائيلية الرامية إلى ضم الأراضي الفلسطينية، واستمرار النهج الاستيطاني التوسعي في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك المساس بالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، إضافة إلى إرهاب المستوطنين، والاقتحامات اليومية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، والتدمير الممنهج لمخيمات اللاجئين، وتهجير الفلسطينيين من منازلهم. 

واعتبروا أن هذه الممارسات تسهم بشكل مباشر في تأجيج دوامات العنف والصراع، وتقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل، محذرين من الانجرار وراء أوهام عقائدية وعنصرية من شأنها تأجيج الصراع وتهديد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وفي سياق متصل، جدد البيان رفض وإدانة جرائم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بما في ذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون شروط، ووقف سياسة التجويع الممنهجة التي تستخدمها إسرائيل كسلاح حرب، بما يتطلب رفع الحصار بشكل كامل عن القطاع وفتح المعابر. وحمل البيان إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، المسؤولية الكاملة عن انهيار المنظومة الصحية والإغاثية في غزة.

وأكد الوزراء رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني قسرًا، ودعوا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والانسحاب الكامل من قطاع غزة، تمهيدًا لتنفيذ الخطة العربية–الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع. 

وشددوا على أن غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وأنه يجب أن تتولى دولة فلسطين إدارة شؤون القطاع كما في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبسياسة موحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد، بدعم عربي ودولي.

ودعا البيان المجتمع الدولي، وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولا سيما الولايات المتحدة، إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والعمل على إلزام إسرائيل بوقف عدوانها في غزة وتصعيدها في الضفة الغربية، ووقف التصريحات التحريضية لمسؤوليها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وضمان حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، ومحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية.