خبير بريطاني محذرًا: العالم يعيش اليوم أكبر فقاعة مالية في التاريخ

حذر المحلل البريطاني جوليان غاران، الشريك في شركة ماكرو ستراتِجي بارتنرشيب، من أن العالم يعيش اليوم في قلب أكبر فقاعة مالية في التاريخ.
وأشار إلى أن فقاعة الذكاء الاصطناعي تفوق حجم فقاعة الدوت كوم بنحو 17 مرة، وتتجاوز أيضًا فقاعة العقارات عام 2008 بأربع مرات.
الاستثمارات الضخمة
وأوضح غاران في تقريره الأخير أن هناك سوء تخصيص واسع لرأس المال، خصوصًا في الولايات المتحدة، حيث ارتفعت القيمة السوقية لعشر شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي بما يقارب تريليون دولار خلال أشهر قليلة، رغم محدودية إيراداتها الفعلية. ويرى أن هذا المشهد يعيد إلى الأذهان طفرة الإنترنت في التسعينيات، لكن مع مخاطر أكبر بكثير.
وأشار الخبير البريطاني إلى أن المشكلة لا تتعلق فقط بالأرقام المالية، بل بطبيعة التقنية ذاتها، إذ يعتبر أن النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) التي تقف وراء تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية غير قادرة على التحول إلى منتجات تجارية مستدامة.
وتابع: يعود ذلك إلى محدودية قدرتها الإبداعية، واعتمادها المفرط على البيانات السابقة، إلى جانب التكاليف الهائلة لتطويرها التي بلغت حدًّا يصعب تجاوزه تقنيًا أو اقتصاديًا.
الذكاء الاصطناعي
وأضاف غاران أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم في ما يصفه بـ"الوظائف الوهمية" التي تفتقر إلى القيمة الاقتصادية الحقيقية، مشيرًا إلى أن معظم شركات البرمجيات والمطورين ما زالت تحقق خسائر مالية.
فيما تبقى شركات تصنيع الرقائق مثل إنفيديا المستفيد الأكبر من هذه الطفرة.
ويرى أن استمرار هذه الصناعة يعتمد على تمويل مستمر من المستثمرين دون وضوح في آفاق الربحية المستقبلية.
البنية التحتية التقنية
ومع ارتفاع التقييمات إلى مستويات غير مسبوقة، بدأت شهية المستثمرين ورؤوس الأموال المغامرة تتراجع، تاركة المجال لعدد محدود من الكيانات الكبرى مثل سوفت بنك وصناديق الثروة السيادية وبعض شركات البنية التحتية التقنية.
غير أن هذا التركيز، وفق غاران، لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، ما يجعل القطاع أمام اختبار حقيقي خلال الفترة المقبلة.
ويعتقد الخبير البريطاني أن الفقاعة لم تنفجر بعد، لكنها تقترب من لحظة الحقيقة مع تزايد مؤشرات التشبع وضعف التمويل. ويرى أنه إذا صحّت توقعاته، فإن الأسواق مقبلة على تصحيح قاسٍ، أما إذا كان مخطئًا ونجحت التقنية في تحقيق طفرة نوعية – مثل ظهور الذكاء الفائق – فقد يشهد العالم تحولًا جذريًا يعيد تشكيل الاقتصاد والمجتمع، في ما يشبه ثورة تكنولوجية جديدة على غرار اختراع الإنترنت.