سمية بهي الدين: مصر خاطبت العالم بلغة الفن والعمارة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير
قالت الدكتورة سمية بهي الدين، المدير التنفيذي للتطوير والعمليات بمؤسسة البحث العلمي للاستثمار، إن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير والصورة التي خرج بها لم يكونا عرضًا فقط، بل كانا تجسيدًا حيًّا للوعي الجمعي المصري يبرز التناغم الحقيقي.
وأوضحت أن كل تفصيلة في الحفل تكلمت بلغة واحدة، وهي لغة الفن والفهم.
وتابعت: "كمعمارية ومصرية، شاهدت حدثًا يجمع بين العمارة، والموسيقى، والإضاءة، والأزياء، والصورة، والكلمة في سيمفونية فنية نادرة تجسّد روح مصر المعاصرة وهي تحتضن ماضيها بفخر".
وأضافت: "النص السردي الذي كتبه أحمد مراد كان جسرًا جميلًا بين الزمنين، وصوت شريهان خرج كأنه حكاية حضارة تتنفس من جديد؛ موسيقى هشام نزيه كانت المعمار الخفي الذي بنى المشاعر، ورؤية محمد عطية حولت المكان لتجربة بصرية راقية جدًا، وعدسة أحمد المرسي ومازن المتجول التقطت التفاصيل كأنها لوحات متحركة، وإخراج تامر محسن وتامر عشري وأحمد عرفة وكريس وإيليس صنعوا توازنًا نادرًا بين الدراما والجلال".
وقالت: "أما عروض الدرونز فكانت فصلًا من الإبداع؛ السماء تحولت إلى شاشة تحكي حكاية مصر بالنور، ومعها الأزياء المبهرة التي كانت تجسيدًا لهوية مصرية معاصرة؛ خامات وألوان وحركة تحترم التاريخ وتحتفل بالجمال".
وتابعت: "وسط كل هذا، كانت كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لحظة إنسانية عظيمة... كلمة نابعة من يقين عميق بأن مصر لا تحافظ فقط على تاريخها، لكنها تبني حاضرها بنفس الإيمان والعزم.. كلمة تجمع بين الفخر والمسؤولية، بين القوة والحلم".
والأجمل المشهد المهيب للتزامن مع الاحتفال، وتوجّه أنظار العالم كله للمسلات المصرية التي تزين ميادين كبرى المدن من باريس وروما ولندن ونيويورك إلى إسطنبول وفلورنسا؛ الإضاءة توحدت، والمشاعر تجمعت، كأن الحضارات كلها ترد التحية لمصر، وتشاركها لحظة احتفال بالحضارة التي ألهمتها منذ آلاف السنين.
وأكدت أن الافتتاح لم يكن مجرد حدث فني، بل منظومة وعي وجمال تعلن بداية مرحلة جديدة من الفهم. إن الفن والعمارة ليسا أدوات للعرض، لكن أدوات للفهم والبقاء.
وأضافت: "يجب النظر للحدث على أنه ليس احتفالًا محليًا، بل رسالة مصرية للعالم كله... رسالة حضارة تتكلم بلغة الفن، وتقول للعالم إن مصر القديمة ما زالت هنا…".