صناعة السيارات المكسيكية تواجه خطر انهيار بسبب الاعتماد على الصين

تشهد صناعة السيارات في المكسيك، إحدى أكبر صناعات التجميع في العالم، حالة من القلق الشديد بسبب تأثير الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على صادراتها.

 المخاوف ترتبط بإمكانية زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، ما قد يعرقل وصول مكوّنات حيوية مثل شاشات اللمس الرقمية للوحة القيادة، والتي تعتمد عليها غالبية شركات السيارات المكسيكية ولا تُنتج محلياً.

صناعة السيارات المكسيكية

تصدّر المكسيك سنوياً نحو 3 ملايين سيارة وشاحنة إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك مركبات مُجمّعة داخل أراضيها من قبل شركات أميركية كبرى مثل فورد وجنرال موتورز وستيلانتس.

 وأوضح كارلوس غوميز، مدير المشتريات في شركة أوموفيو الألمانية، أن بناء سلسلة توريد بديلة يتطلب استثمارات كبيرة في المعدات والتدريب، ويستغرق سنوات لتطبيقه بالكامل.

وأضافت أمالبولا غريخالڤا من غرفة التجارة المكسيك-الصين أن البطاريات الإلكترونية والمكوّنات المتقدمة صعبة الحصول من مصادر أخرى، ما يجعل أي قرار بزيادة الرسوم الجمركية مخاطرة كبيرة بصناعة تعتمد بشكل أساسي على اتفاقيات التجارة الحرة مثل USMCA (اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا للتجارة الحرة).

في المقابل، تسعى الحكومة المكسيكية، بقيادة الرئيسة كلوديا شينباوم، إلى تعزيز التصنيع المحلي وحماية الصناعة الوطنية، حيث ترى أن بعض المنتجين الصينيين قد يستغلون اتفاقية التجارة الحرة لشحن بضائع إلى الولايات المتحدة بدون رسوم. 

حماية السوق المحلية

ويشير الاقتصادي المكسيكي لويس دي لا كالي إلى أن هذه الزيادة في التعريفات ليست كلها رد فعل على الولايات المتحدة، بل جزء من استراتيجية لحماية السوق المحلية.

وتستفيد بعض الشركات المحلية مثل كولد رول Kold Roll، المتخصصة في تصنيع قضبان الصلب للسيارات، من رفع الرسوم كفرصة لزيادة الطلب على منتجاتها. 

ورغم أن المكسيك أصبحت أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في 2023 متجاوزة الصين، إلا أن الاعتماد الكبير على المكوّنات الصينية، خصوصاً في الإلكترونيات والسيارات، يجعل صناعة السيارات المكسيكية عرضة لمخاطر اقتصادية كبيرة في حال تزايدت القيود التجارية.