السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مقالات

هيئة المجتمعات.. الاحتراف وطموح الرقمنة

السبت 23/يناير/2021 - 08:39 م

أحرزت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة تقدمًا ملحوظًا في آليات عملها وتطوير خططها، وأصبحت تدرك تمامًا أسرار تطوير أي مدينة جديدة وتنميتها، بما يجعلها بحقٍّ محترفة التنمية في مصر.

وتكونت خبرات الهيئة والقائمين عليها ومهاراتهم في إدارة ملف التنمية خلال سنوات عريضة، كانت فيها -ولا زالت- هي المطوِّر الأكبر، ليس في مصر أو المنطقة فقط، ولكن على مستوى العالم بأكمله، وتكفي الإشارة إلى حجم الأراضي التي طوَّرتها الهيئة خلال السنوات الأخيرة.

كما واصلت «المجتمعات العمرانية» احترافيتها من خلال تجديد استراتيجية عملها بما يصب في مصلحة التنمية، فمثلًا عندما وجدت أن طرح الأراضي الخدمية في مرحلة لاحقة للأراضي السكنية يؤثر على معدلات التنمية تجاوبت بمرونة مع هذا الأمر وأصبحت تسير وفق خطة متكاملة في تنمية أي مدينة جديدة شاملة محاور الطرق والمرافق والأراضي السكنية والإسكان الاجتماعي والأراضي الخدمية والترفيهية، وكل ذلك يتم بشكل متوازٍ، وهو بالفعل ما ساهم في جذب مزيد من المواطنين، وهو الهدف الرئيسي من المدن الجديدة. وجذب هذا الفكر الاحترافي العديد من المطوِّرين والمستثمرين، وكلهم ثقة بموقف الهيئة الداعم والمشجع للمستثمرين بما لا ينتقص من حقوق الدولة، فالأراضي في النهاية مملوكة للدولة، وقد ظهر ذلك جليًّا في العديد من ملفات الاستثمار مؤخرًا، مثل التفاوض مع مستثمر متعثر أو الدخول في شراكة مع آخر أو منح تسهيلات مدروسة لمواجهة أزمة تداعيات كورونا، سواء في السداد أو التنفيذ، فالهيئة ورجالها يدركون تمامًا أن القطاع الخاص هو من سيكمل مسيرة التنمية بعد أن وضعت هي نواتها.

وقد استطاع هذا الفكر المتطور أن يختصر فترة تنمية المدن الجديدة من 30 عامًا أو تزيد -مثل مدن أكتوبر وزايد والقاهرة الجديدة وغيرها من مدن الجيلين الأول والثاني- إلى تحقيق تنمية فعلية وناجزة في فترة لا تتجاوز 5 سنوات، مثل الأحياء والمشروعات التي تقع تحت ولايتها في مدينة العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى بعض مدن الصعيد والعلمين وغيرها من مدن الجيل الرابع.

وكنتيجة مباشرة للنجاحات المتكررة لـ«المجتمعات العمرانية» تم إسناد مهمة تنمية الساحل الشمالي الغربي إليها، تلتها مشروعات مثل عين الصيرة ومجرى العيون وتنمية مثلث ماسبيرو، بما يعكس الثقة بالهيئة وخبراتها ونظامها في العمل والتنمية.

وهنا يجب على القائمين على تنمية المدن الجديدة الاستفادة من التكتيكات التنموية التي تجيدها «المجتمعات العمرانية» في كيفية تطوير المدن الجديدة، بداية من توقيت دخولها للترفيق وسُبل تحقيق ذلك، وتوقيت طرح الأراضي الاستثمارية وآلياتها المختلفة، وغيرها من التكتيكات التي أثبتت نجاحها.

وفي المقابل هناك بعض الخطوات التي يجب أن تكون ضمن خطط الهيئة المستقبلية، ومنها الرقمنة بمفهومها الشامل والحقيقي وليس بقرارات لا تجد من ينفذها، وذلك برقمنة الحصول على التراخيص وسداد المستحقات المالية للهيئة إلكترونيًّا، وقد يصل الطموح إلى أن يحصل المطوِّر العقاري على القرار الوزاري عن طريق ميكنة الإجراءات، وقد يعلو الطموح أكثر بأن يتم الحصول على الأرض وتخصيصها والتعاقد عليها إلكترونيًّا، وبذلك تكون الهيئة بالفعل هي أكبر منمٍّ عقاري متطوِّر في العالم يواكب العصر ويسبقه.