الثلاثاء 14 مايو 2024 الموافق 06 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
اتصالات و تكنولوجيا

نقص الرقائق يكبد شركات التكنولوجيا والسيارات خسائر قياسية

السبت 19/يونيو/2021 - 03:05 ص
نقص الرقائق يكبد
نقص الرقائق يكبد شركات التكنولوجيا والسيارات خسائر قياسية

تتوقع الشركات العالمية العاملة في مجالات التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية والسيارات تحقيق خسائر ضخمة خلال العام الحالي بسبب أزمة نقص الرقائق الإلكترونية، والتي نتجت من النمو الكبير للطلب العالمي عليها.

 

تتوقع شركات السيارات العالمية تحقيق خسائر بقيمة 110 مليارات دولار بنهاية العام الحالي، على خلفية أزمة نقص أشباه الموصلات، والتي قد تتسبب بتراجع الإنتاج بنحو 3.9 مليون سيارة، أو حوالي 4.6% من إجمالي الإنتاج المتوقع خلال العام الحالي.

 

كما حذرت شركة سامسونغ للإلكترونيات في مارس، من أنها رأت "اختلالاً خطيراً" في العرض والطلب عالمياً، بينما توقعت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات TSMC، في أبريل أن يستمر النقص حتى عام 2022، وفقا لتحليل نشرته شبكة بلومبيرغ الأميركية.

 

من جانبها، أكدت شركة آبل إن قيود العرض تقلل من مبيعات أجهزة iPad وMac، وأنها ستخفض إيراداتها في الربع الثالث بما يتراوح بين 3 إلى 4 مليارات دولار، بينما ذكرت شركة نينتندو في مايو أن النقص أدى إلى تباطؤ إنتاج جهاز ألعاب سويتش.

 

وتعتبر الرقائق الإلكترونية "أشباه الموصلات" عنصرًا أساسيًا في تصنيع الأجهزة الإلكترونية، وهي ضرورية لصناعة الاتصالات والحوسبة والرعاية الصحية والأنظمة العسكرية والنقل والطاقة النظيفة.

ما هي أسباب النقص؟

 

أدى تفشي جائحة كوفيد-19 العام الماضي، وبقاء الناس في المنازل، إلى ازدياد الطلب على الأجهزة الإلكترونية والحواسيب الآلية وغيرها من المنتجات التي تعتمد بشكل أساسي على صناعة أشباه الموصلات.

 

كما ساعد اتجاه صانعو أجهزة الحواسيب إلى تخزين الرقائق الإلكترونية خلال العام الماضي، في تفقم الأزمة، حيث جمعت شركة Huawei مخزون لضمان قدرتها على الاستمرار في ظل العقوبات الأميركية التي تمنعها من شراء التكنولوجيا الأميركية.

 

كما ارتفعت واردات الصين من الرقائق إلى ما يقرب من 380 مليار دولار في عام 2020، ارتفاعًا من 330 مليار دولار في العام السابق، تخوفا من العقوبات الأميركية التي كانت فرضتها عليها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

 

وساهمت الكوارث الطبيعية مثل موجة برد قارس في شهر فبراير/ الماضي بولاية تكساس إلى انقطاع التيار الكهربائي مما أدى إلى إغلاق مصانع أشباه الموصلات المتجمعة حول مدينة أوستن. كان ذلك في أواخر شهر مارس/آذار قبل أن تعود مرافق Samsung إلى طبيعتها، كما تضرر تضرر مصنع في اليابان تابع لشركة Renesas Electronics، المزود الرئيسي لرقائق السيارات، بسبب حريق في مارس/آذار، مما أدى إلى تعطيل الإنتاج لعدة أشهر.

 

خطط الشركات لمواجهة النقص

 

أعلنت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات TSMCفي أبريل / نيسان عن زيادة الإنفاق على مدى السنوات الثلاث المقبلة إلى 100 مليار دولار ، بما في ذلك حوالي 30 مليار دولار على توسيع القدرات والتحديثات في عام 2021، مقابل 17 مليار دولار في العام الماضي.

 

من جانبها خصصت Samsung ما يقرب من 450 مليار دولار لبناء أكبر قاعدة لصناعة الرقائق في العالم.

 

كما تعهدت الصين مرة أخرى بزيادة الإنفاق ودفع الأبحاث في مجال الرقائق المتطورة كجزء من مخططها الاقتصادي الجديد لمدة خمس سنوات.

 

أعلنت SMIC الصينية عن خطط لإنشاء مصنع بقيمة 2.35 مليار دولار بتمويل من مدينة شينزين. وتهدف المنشأة إلى بدء الإنتاج بحلول عام 2022، وفي النهاية تنتج حوالي نصف مليون رقاقة بحجم 12 بوصة سنويًا. (تُستخدم الرقائق لتصنيع الرقائق) وبالمقارنة ، شحنت TSMC حوالي 12.4 مليون من هذه الرقائق في عام 2020.

 

277 ألف فرصة عمل جديدة

 

يساهم زيادة الاستثمار في أشباه الموصلات توفير أكثر من 277 ألف فرصة عمل مباشرة بالولايات المتحدة، بحسب الدراسة التي أصدرتها رابطة صناعة أشباه الموصلات (SIA) ، بالشراكة مع Oxford Economics.

 

وتأتي تلك الوظائف في مجالات البحث والتطوير والتصميم والتصنيع عالية الأجر في 49 ولاية وتدعم 1.6 مليون وظيفة أميركية إضافية.

 

كما تتوقع الدراسة أن برنامجًا استثماريًا فيدراليًا بقيمة 50 مليار دولار لتحفيز تصنيع أشباه الموصلات المحلية سيخلق متوسطًا سنويًا قدره 185000 وظيفة أميركية مؤقتة، ويضيف إلى الاقتصاد الأميركي 24.6 مليار دولار، حيث سيتم إنشاء مرافق تصنيع أشباه الموصلات الجديدة خلال الفترة من 2021-2026، ليبلغ إجمالي الوظائف 2.13 مليون وظيفة بحلول عام 2027.

إحصائيات

ارتفعت مبيعات الرقائق الإلكترونية خلال الربع الأول من هذا العام بنسبة 17.8% إلى 123.1 مليار دولار مقارنة بالربع المقابل من عام 2020، بحسب رابطة صناعة أشباه الموصلات (SIA) التي تمثل إيراداتها 98% من حجم السوق في الولايات المتحدة وثلثي شركات الرقائق في بقية أنحاء العالم.

 

كما حققت مبيعات أشباه الموصلات العالمية زيادة بنحو 6.5% إلى 439 مليار دولار في عام 2020، مقارنة بنحو 412.3 مليار دولار في عام 2019، بحسب SIA، مدعومة بزيادة الطلب وكوفيد-19.

 

وشكلت دول آسيا والمحيط الهادىء النصيب الأكبر في مبيعات أشباه الموصلات العام في عام 2020 بحصة 61.5% حيث بلغت مبيعات المنطقة 271.032 مليار دولار مقابل 257.879 مليار دولار في عام 2019.