الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
عقارات

أصحاب الدخول المحدودة يفقدون الأمل في شراء منازل في الولايات المتحدة

الأربعاء 16/فبراير/2022 - 12:37 ص
أصول مصر

 

مشترو المنازل لأول مرة في الولايات المتحدة يتلقون الآن ضربة قاضية محتملة: أسعار قروض الرهن العقاري الأعلى، بعد أن ذاقوا الأمرين بالفعل جراء الزيادات السعرية بين المتنافسين على شراء عقارات. 

وارتفعت أسعار القروض أجل 30 عاما لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال عامين بنسبة 3.69% الأسبوع الماضي، مسجلة صعودا بنسبة  20% منذ الكريسماس. 

ومن المتوقع تسجيل زيادات أخرى في ظل محاولة بنك الاحتياطي الفيدرالي كبح جماح التضخم عبر رفع أسعار الفائدة الاسترشادية. تشكل هذه الظروف مناخ قاتم بالنسبة لمشتري المنازل لأول مرة في ظل انحسار القدرة الشرائية بالفعل لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عام  2018. 

ويتجه سوق الإسكان مجددا لدخول مرحلة الرواج الناجمة عن الجائحة،  مع اقتراب موسم البيع خلال فصل الربيع، وهو ما يهدد بارتفاع الأسعار والتسبب بالتالي في تقليص قدرة المشترين الجدد على الشراء، حيث أن دخولهم المتواضعة تجبرهم على الدخول في منافسة غير عادلة على ذات المنازل ذات الأسعار المتواضعة مع كبار السن الذين يودون الانتقال إلى منازل أصغر حجما أو مع  ملاك منازل العائلة الواحدة. 

رفع تكاليف الاقتراض يهدد بتقليص قدراتهم الشرائية ومنعهم من طرح عروض شراء بأسعار أعلى. 

وقال مارك زاندي الخبير الاقتصادي لدى شركة موديز انالتيكس الذي يتوقع ارتفع القروض أجل 30 عاما لأعلى من 4% العام الجاري:" من المتوقع أن تنهار القدرة على شراء المنازل."  

واضاف:" الكثير من مشتري المنازل لأول مرة سيتم حرمانهم من التملك، لحين انهيار أسعار المنازل أو انحسار أسعار قروض الرهن العقاري." 

وتابع:" من غير المحتمل حدوث أيا من الأمرين، على الأقل في القريب العاجل، وخصوصا خلال فصل الربيع الذي يشهد إقبال متزايد على شراء المنازل." 

 

وتبحث كاسي هومان، في الأربعينات من عمرها و تستأجر شقة وتعيش  بمفردها في فلادليفيا، كل يوم على شقق مطروحة للبيع على مواقع الإنترنت، أملا في العثور على منزل متواضع في أحد ضواحي نيو جيرسي بالقرب من أسرتها. 

وتسكن هومان في شقة بالإيجار الشهري، وعلى الرغم من أن هذا يتيح لها قدرا من المرونة، لكن أسعار شراء المنازل تقفز  سريعا بينما هي عاجزة عن مجاراتها لأن ميزانياتها لا تزيد  عن 200 ألف دولار. 

وتحرت هيومان مؤخرا عن منزل مكون من غرفتي نوم تم إنشاؤه عام 1855 ومطروح للبيع بسعر 140 ألف  دولار، لكنها فشلت في شرائه قبل أن تراه لأنه اجتذب ثلاثة عروض خلال يومين. وبحثت هيومان عن منزل أخر لتكتشف أن حجرة النوم صغيرة للغاية. وهناك منزل ثالث مطروح للبيع بدون أية صور وبلا أية فرصة لمعاينته لأن مستأجر يعيش فيه.  

وتقول هيومان إنها تتمنى أن تقود أسعار قروض الرهن العقاري المرتفعة إلى إنهيار الأسعار وتيسير الوصول إلى المزيد من المخزون. وبخلاف هذا، " لا أجد فرصة أمامي.. سأصبح مضطرة دوما  لاستئجار منزل الفترة المتبقية من حياتي."  

نقص المخزون 

وتسهم أسعار قروض الرهن العقاري، على الأجل القصير على أقل تقدير، في تقليص المخزون. ويتنامي تردد ملاك المنازل وتقلص رغبتهم في الانتقال إلى منزل آخر لأنهم سيكونون  مضطرون حينئذا للتخلص أولا من قروض الرهن العقاري القديمة الأقل سعرا والحصول على قرض آخر أكثر تكلفة، حتى يتسنى لهم شراء منزل جديد. ويؤدي هذا إلى تراجع أعداد العقارات المطروحة للبيع في السوق.

وتقبل الشركات المختصة في تأجير منازل الأسرة الواحدة على شراء المنازل بكثافة لأنهم لا يعتمدون على قروض الرهن العقاري، بحسب سكوت بوشتا، رئيس استراتيجيات الدخل الثابت لدى شركة بريان كابتل في فرانكلين بولاية تنيسي. ويسهم هذا في خفض المعروض، خصوصا في الأسواق التي تنشط فيها هذه الشركات كثيرا، مثل أسواق أطلنطا وفونيكس وناشفايل. 

وتقول شيري بايلي، صاحبة أحد الوكالات العقارية في أطلنطا إن عملائها من المشترين يخسرون فرص شراء منازل لصالح الملاك الكبار الذين يمتلكون سيولة كبيرة.