السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
حول العالم

الحرب في أوكرانيا.. والغلاء في إفريقيا

السبت 19/مارس/2022 - 07:49 م
غلاء الأسعار فى أفريقيا
غلاء الأسعار فى أفريقيا

بدأت القارة الأفريقية تشعر بالتداعيات الاقتصادية للأزمة الأوكرانية، حيث ارتفعت أسعار الوقود والحبوب والأسمدة في القارة السمراء، من نيجيريا إلى مالاوي، ما يثير مخاوف من تفاقم معدلات الفقر.

وارتفعت أسعار النفط العالمية إلى أعلى مستوياتها طيلة عقد تقريباً، متجاوزة 100 دولار للبرميل بعد وقت قصير من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضى، ما وجه ضربة قوية للعديد من الشركات جنوب الصحراء، بحسب "يورونيوز".

وتُعَدّ كلّ من أوكرانيا وروسيا من الموردين الرئيسيين للقمح والحبوب لإفريقيا، بينما تعتبر روسيا منتجاً رئيسياً للأسمدة.

وبدأ تأثير الحرب والعقوبات الغربية على روسيا يُترجم إلى ارتفاع بأسعار المواد الأولية الزراعية والحبوب المستوردة، حسبما تفيد مكاتب وكالة فرانس برس المنتشرة في القارة.

ونيجيريا هي أكبر منتج للنفط في إفريقيا، لكن طاقة تكريرها قليلة.

وتدعم الحكومة تكلفة البنزين، غير إن الديزل ووقود الطائرات يُباعان بسعر السوق.

وحذّرت عدة شركات طيران محلية هذا الشهر من أنها مضطرة لإلغاء رحلات جوية عدة بسبب شحّ في الوقود للطائرات.

وكان الديزل يُباع في نيجيريا بنحو 300 نيرة نيجيرية (0,72 سنتاً) للتر الواحد، لكنه أصبح الآن يُباع بـ730 نيرة (1,75 دولاراً) للتر.

وقال الرئيس الإقليمي لاتحاد المصنعين النيجيريين لانري بوبولا، لوسائل إعلام محلية: "لا أعلم كيف سنتأقلم لأن 70% من الأعمال تجري على الديزل".

وتابع: "تعمل بعض الشركات أيضاً لساعات محدودة على الديزل، لأنها لا تستطيع تحمّل تكلفة مولّدات طيلة اليوم".

وتعتبر المحللة في مجموعة "يوريجا جروب" لتحليل المخاطر السياسية آماكا أنكو أن، في حال استمرت الأزمة، فستخسر الدول الإفريقية التي تعد من كبار المستوردين للوقود والحبوب، فيما سيربح مصدّرو هذه السلع.

وتشير إلى أن هناك أيضًا دولاً مثقلة بالديون، مثل غانا، ستكافح مع ارتفاع تكاليف الاقتراض مع انخفاض اندفاع المستثمرين للمخاطرة.

وقد يستفيد مُنتجو الغاز مثل تنزانيا والسنغال ونيجيريا من تحرّكات أوروبا لإنهاء الاعتماد الأوروبي على الطاقة الروسية، حسبما ترى دانيال ريسنيك من معهد بروكينغز للأبحاث.

لكنها تعتبر أن التحدّي المباشر هو معاناة العائلات الإفريقية التي يكافح الملايين منها لتأمين معيشتها.

وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا الأحد: "الحرب في أوكرانيا تعني الجوع في إفريقيا".

وسيفاقم ارتفاع الأسعار انعدام الأمن الغذائي في أثيوبيا التي تشهد نزاعًا والتي يعيش فيها نحو 20 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية.

وتفيد مكاتب وكالة فراس برس بأن التضخم يزداد في أنحاء كثيرة من القارة الإفريقية.

في كينيا، بات شوال دقيق القمح يُباع الآن مقابل 150 إلى 172 شلن كيني (1,3 إلى 1,5 دولار أميركي)، مقارنة بأقل من 140 شلن في فبراير.

وعادة ما يحصل ثالث أكبر اقتصاد في إفريقيا جنوب الصحراء على خُمس وارداته من القمح من روسيا و10% أخرى من أوكرانيا، بحسب الحكومة.

وفي العاصمة الأوغندية كمبالا، تسببت الأزمة الأوكرانية بارتفاع فى أسعار الصابون والسكر والملح وزيت الطهي والوقود.

وقال وزير المالية الأوغندية دافيد باهاتي لوكالة فرانس برس "إن معظم السلع الأساسية منتجة محلياً لكن بعض المكونات مستوردة وتتحدد اسعارها بفعل الصدمات في الأسواق الدولية".

ومع نظرة حذره من التضخم الناجم عن الأزمة في أوكرانيا، رفع البنك المركزي في موريشيوس سعر الفائدة الرئيسية إلى 2%، في أول ارتفاع منذ العام 2011.

وقال رئيس الحكومة في موريشيوس برافيند كومار جوغناوث في خطاب تليفزيونى: "من المؤسف أنه بعد أن صفت السماء بعد كوفيد-19، ظهرت غيوم إضافية".

وفي العاصمة الصومالية مقديشو، ارتفعت أسعار الوقود وزيت الطهي ومواد البناء والكهرباء.

وقال التاجر محمد عثمان: "قبل أسبوع، كان سعر جالون زيت الطهي من 20 لترًا 25 دولارًا، واليوم أصبح 50 دولارًا. وكان سعر لتر البنزين 0,64 دولار، واليوم يبلغ 1,80 دولار.. إنه أمر جنوني".

وقال فاتساني فيري، وهو مدقق حسابات كان يشتري الخبز في العاصمة ليلونجوي: "هذه الحرب لا تعنينا وليس من العدل أن ندفع مثل هذا الثمن الباهظ".

وأضاف: "لا يمكننا أن نكون ضحايا كلّما اندلعت حرب في مكان ما في العالم".