تزايد الاعتماد في الولايات المتحدة على الأبوين لشراء منزل

يستطيع عدد أقل من الأشخاص في الولايات المتحدة شراء منزل هذه الأيام، وبالإضافة إلى ارتفاع أسعار المساكن، ظلت أسعار الفائدة الثابتة على الرهن العقاري لمدة 30 عاما تحوم بالقرب من أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقدين من الزمن.

وقال جيف أوستروفسكي، المحلل لدى مؤسسة بنكريت، إن أسعار المنازل تقترب من مستويات قياسية، وارتفعت معدلات الرهن العقاري إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2000. "بالنسبة لمشتري المنازل المحتملين اليوم، فإن الأوقات صعبة بالتأكيد. إنهم يواجهون خيارات محدودة وضغطًا على القدرة على تحمل التكاليف."

بالنسبة لبعض المشترين، لا يترك ذلك سوى خيار واحد: طلب المساعدة من والديهم.

يلجأ المشترون إلى بنك أمي وأبي

قال سكايلر أولسن، كبير الاقتصاديين لدى مؤسسة زيلو، مؤخرًا في برنامج لاست كول على قناة سي إن بي سي: "يجمع المشترون لأول مرة مصادر الدفعة الأولى من مكانين على الأقل".

وتابعت: "بعض ذلك هو مدخرات تم تحقيقها بشق الأنفس". "والجزء الآخر هو، على سبيل المثال، هدية من العائلة والأصدقاء."

في الواقع، ما يقرب من 40% يستفيدون من رصيد أمهاتهم وأبيهم، مقارنة بالثلث فقط قبل الوباء، حسبما وجدت زيلو. وأضاف أولسن: "إنها شبكة مميزة جدًا".

يحتاج مشترو المنازل المحتملون إلى راتب قدره 114.627 دولارًا أمريكيًا لشراء منزل متوسط السعر في الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير آخر صادر عن موقع العقارات ريدفين، وهو حد مرتفع بشكل خاص لأولئك الذين بدأوا للتو.

ولسد هذه الفجوة، فإن نسبة متزايدة من الباحثين عن المنازل الأصغر سنا يعتبرون الآن "مشتري منازل غير مرخصين"، لأنهم يعتمدون على أموال الأسرة لإكمال عملية الشراء، حسبما ذكر تقرير ريدفين.

ووجدت ريدفين أيضًا أن ما يقرب من 40% من مشتري المنازل الجدد الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا استخدموا إما هدية نقدية من أحد أفراد العائلة أو ميراثًا لتحمل الدفعة الأولى.

القدرة على تحمل تكاليف المنزل هي مشكلة متنامية

على الرغم من كونها السمة المميزة للحلم الأمريكي، إلا أن ما يقرب من ثلاثة أرباع أصحاب المنازل المحتملين قالوا إن القدرة على تحمل التكاليف هي أكبر عقبة أمامهم، حسبما وجد تقرير حديث صادر عن مؤسسة بنكريت.

في الواقع، أصبحت تكلفة الإسكان اليوم أعلى بكثير من أي وقت مضى في التاريخ الحديث، كما تظهر العديد من الدراسات.

ما يقرب من 40٪ من مشتري المنازل لأول مرة يبحثون عن المال من والديهم، كما يقول سكايلر أولسن من زيلو. 

على مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية، ارتفعت نسبة الدفع إلى الدخل - وهو مقياس شائع الاستخدام لحصة الدخل المتوسط اللازمة لسداد أصل المبلغ الأساسي ودفع الفائدة الشهرية على المنزل المتوسط مع رهن عقاري لمدة 30 عامًا و20٪ مقدمًا - بمتوسط أقل من 25%، وفقًا لبيانات من مؤسسة إي سي إي مورجيتج تكنولوجي. 

وفي ذروتها في عام 2006 قبل الانهيار، كانت نسبة الدفع إلى الدخل 34%. وفي أواخر عام 2023، تصل نسبة الدفع إلى الدخل إلى 40%.

"الدفعة الأولى ليست كل شيء"

في كثير من الأحيان، يبدو أن الدفعة الأولى هي التي تبدو شاقة بشكل خاص.

ومع ذلك، هناك خيارات، كما أشار جاكوب تشانل، كبير الاقتصاديين لدى ليندج تري.

وتابع: "على الرغم من أهميتها، يجب على المشترين أن يتذكروا أن الدفعة الأولى ليست كل شيء، وحتى إذا لم يكن لديك عشرات الآلاف من الدولارات التي يمكنك دفعها مقابل واحدة، فهذا لا يعني أنك لن تكون قادرًا على شراء منزل."

في حين أن الدفعة الأولى بنسبة 20٪ لا تزال تعتبر المعيار، فإن الحكومة الفيدرالية والولايات والبنوك والاتحادات الائتمانية تقدم جميعها برامج ذات متطلبات دفع مقدمة أقل بكثير، أو حتى لا شيء على الإطلاق.

وقال تشانل: "ضع في اعتبارك أن العديد من المقرضين وخيارات القروض المحددة، مثل الرهون العقارية من قروض إدارة الإسكان الفدرالية، لا تتطلب بالضرورة دفعات مقدمة كبيرة بشكل خاص".