المواني الأمريكية تستقبل أولى حاويات شحن صينية محملة بمنتجات خاضعة لرسوم ترامب الجمركية

وصلت سبع سفن محملة بأكثر من 12 ألف حاوية، أبحرت من الصين بعد سريان الرسوم الجمركية الأمريكية، إلى مينائي لوس أنجلوس ولونغ بيتش في كاليفورنيا. ومن المقرر وصول خمس سفن أخرى خلال الأيام المقبلة، بحسب شبكة سي إن بي سي. 

صرح برايان بورك، الرئيس التجاري العالمي لشركة سيكو لوجيستكس، لشبكة سي إن بي سي أن عملاءه ما زالوا يجدون صعوبة في فهم كيفية ترابط أحكام الرسوم الجمركية المختلفة، أو في بعض الحالات تداخلها.

قال بورك: "دفعهم هذا الارتباك إلى تعديل وتحديث خططهم المستقبلية باستمرار، مما أدى إلى تجميد أي قرارات أخرى تتعلق بالأعمال التي سيتخذونها". 

وأضاف: "قام العديد من عملائنا بتسعير وبيع منتجاتهم أو مشاريعهم قبل الإعلان عن مبالغ التعريفات الجمركية، ومع سرعة وشدة وكمية أحكام التعريفات الجمركية الجديدة المعلن عنها، أصبحوا غير قادرين على تغيير أسعار المنتجات التي بيعت بالفعل والتي ستصل في مايو ويونيو أو ما بعدهما".

تُعد أمازون، وهوم ديبوت، وإيكيا، ورالف لورين، وتراكتور سابلاي من بين الشركات التي تحمل بضائع صينية في هذه الحاويات، والتي تشمل مجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية.

بالإضافة إلى الأدوات المنزلية والملابس والأثاث، استوردت أمازون مجموعة واسعة من المنتجات نيابةً عن البائعين، بما في ذلك الثلاجات، والمقالي، ولوحات الماوس، ورفوف الكتب، وأرائك غرف المعيشة.

تشمل شحنات شركة تراكتور سابلاي مراوح أسطوانية محمولة، وأدوات حدائق، وأحذية عمل رجالية.

تمت معالجة المصابيح ومراوح السقف من الجمارك لصالح هوم ديبوت.

أشار متحدث باسم شركة تراكتور سابلاي إلى مؤتمر الأرباح الأخير للشركة في 24 أبريل، حيث أشارت الشركة إلى "حالة عدم يقين ملحوظة" نتيجة للرسوم الجمركية.

 وقال المتحدث: "تعمل تراكتور سابلاي بنشاط مع شركائها من الموردين وسلسلة التوريد للتعامل مع تأثير الرسوم الجمركية المعلنة مؤخرًا، مع مراقبة العوامل الاقتصادية الكلية الأوسع التي تؤثر على عملائها".

وشملت البضائع الصينية المُعبأة في حاويات أثاث إيكيا نظارات سباحة وقبعات سباحة من سبيدو؛ حاملات مناديل بروكتر آند جامبل؛ لوحات دوائر مطبوعة، أفران ميكروويف وقطع غيار ثلاجات من سامسونج؛ سترات وسترات كشمير وسترات رسمية من رالف لورين؛ أحذية إيروير من دكتور مارتنز؛ أفران ميكروويف وقطع غيار ثلاجات من سامسونج؛ غسالات ومكيفات هواء ومواقد وثلاجات وغسالات أطباق من إل جي؛ مستلزمات هوكي رياضية من باور؛ قطع غيار أجهزة كمبيوتر لينوفو؛ قطع غيار سيارات لشركة فاليو أمريكا الشمالية؛ وسماعات الرأس ولوحات مفاتيح الكمبيوتر لشركة بولاريس. 

بالنسبة للعديد من الشركات، تُستورد منتجات من فئات تُعتبر أساسية للتجديد على الرغم من المخاوف بشأن طلب المستهلكين والتباطؤ الاقتصادي.

صرحت أمازون في بيان أرسلته عبر البريد الإلكتروني بأنها تعمل مع "مجموعة واسعة ومتنوعة من شركائها البائعين ذوي القيمة في متجرنا لدعمهم في التكيف مع البيئة المتطورة مع الحفاظ على تشكيلة واسعة وأسعار منخفضة للعملاء".

تشهد هوم ديبوت فترة هدوء قبل الإعلان عن نتائجها الفصلية، وصدر عنها بيان سابق يشير إلى "بيئة متقلبة".

وقال متحدث باسم هوم ديبوت: "نحن، بالتعاون مع موردينا، نراقب التطورات وسنعمل عن كثب لإدارة الأمور بهدف أن نكون مدافعين عن القيمة لعملائنا".

إلغاء رحلات

ألمح ترامب يوم الجمعة، قبل محادثات تجارية مهمة، إلى استعداده لخفض الرسوم الجمركية على الصين إلى 80%، وهي نسبة من المرجح أن تعتبرها العديد من الشركات مرتفعة للغاية.

قال ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال": "يبدو أن فرض رسوم جمركية بنسبة 80% على الصين أمر صحيح! القرار يعود لسكوت بي"، في إشارة إلى اجتماع مُقرر بين وزير الخزانة سكوت بيسنت ونظرائه الصينيين في سويسرا نهاية هذا الأسبوع.

انخفض عدد سفن الشحن وحاويات الشحن المتجهة إلى الولايات المتحدة من الصين بشكل حاد منذ إعلان التعريفات الجمركية في أوائل أبريل.

وعلى طول طرق التجارة بين آسيا وأمريكا الشمالية والساحل الغربي، وبين آسيا وأمريكا الشمالية والساحل الشرقي، بلغ إجمالي عدد الرحلات البحرية الملغاة 90 رحلة خلال شهري أبريل ومايو، وفقًا لـ "سي إنتليجنس". 

وبلغت حصة "تحالف المحيطات" (وهو تحالف شحن يضم شركتي كوسكو وOOCL المملوكتين والمدارتين من قبل الصين، وإيفرغرين التايوانية، وCMA الفرنسية) 48 من تلك الرحلات الملغاة.

انخفضت الحجوزات بنسبة تتراوح بين 30% و50%، وفقًا لمقدمي الخدمات اللوجستية وشركات النقل البحري.

ووفقًا لتقرير جلوبال بورت تراكتور الصادر يوم الجمعة عن الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة وشركة هيكيت اسوشيت، من المتوقع أن تشهد البضائع المستوردة في موانئ الحاويات الرئيسية في البلاد أول انخفاض سنوي لها منذ عام 2023 نتيجةً للرسوم الجمركية.

بالإضافة إلى انخفاض رحلات السفن نتيجةً لتوقف طلبات التصنيع من شركات الشحن وقلة الحاويات المتاحة، تستخدم شركات النقل البحري سفنًا أصغر حجمًا لنقل البضائع. 

وتُعد شركة MSC، أكبر شركة نقل بحري في العالم، إلى جانب تحالف Gemini Alliance (المكون من Maersk وHapag Lloyd)، من بين شركات الشحن التي تستخدم سفنًا أصغر حجمًا بين طرق الساحل الغربي لآسيا وأمريكا الشمالية.

خفّضت شركة MSC سعة حاوياتها بنسبة 28% على أساس سنوي، وفقًا لبيانات سي- انتلجنس التي تحلل تأثير الرحلات الملغاة وتغييرات السفن، بينما انخفضت سعة حاويات تحالف  أوشن الاينس بنسبة 26% على أساس سنوي. 

قال بورك إنه بمجرد انتهاء شركات الشحن من جلب ما تعتبره مخزونات أساسية، فإنها في حالة من "الترقب والانتظار" بدرجات متفاوتة مع سلاسل التوريد الخاصة بها، وتستمر في إلغاء الطلبات من الصين، مما أدى إلى مخاوف واسعة النطاق من نقص المنتجات واحتمالية وجود رفوف فارغة. وتساءل بورك: "ماذا يحدث عندما تختفي مخزونات الأمان التي تم تجميعها؟"