الأربعاء، 02 يوليو 2025 10:06 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
Green

دبي تُطلق مشروع تطوير محمية رأس الخور بتكلفة 650 مليون درهم

الأربعاء، 02 يوليو 2025 02:40 ص
محمية رأس الخور
محمية رأس الخور

أعلنت بلدية دبي عن عقد المرحلة الأولى من مشروع تطوير محمية رأس الخور للحياة الفطرية، تنفيذًا لتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء، إلى تطوير المحميات الطبيعية بما يتماشى مع مستهدفات خطة دبي الحضرية 2040.

100 مليون درهم تكلفة المرحلة الأولى 

وأوضحت البلدية أن المرحلة الأولى من المشروع تبلغ تكلفتها نحو 100 مليون درهم، في حين تصل التكلفة الإجمالية للمشروع، الذي سيُنفذ على مرحلتين 650 مليون درهم، بهدف تعزيز الأنظمة البيئية، والحفاظ على استدامة الموائل الطبيعية، ودعم التنوع الحيوي، بالإضافة إلى ترسيخ جاذبية المحمية كمقصد للسياحة البيئية المستدامة مما يوفّر تجربة سياحية متكاملة ترتقي بجودة الحياة للسكان والزوار.

وأكّدت بلدية دبي أن المشروع ينسجم مع أهداف أجندة دبي الاقتصادية “D33”، وتحديدًا أولوية ترسيخ مكانة دبي ضمن أهم ثلاث وجهات عالمية للزوار في قطاع السياحة، من خلال نموذج رائد لنوعية الحياة والمعيشة، إلى جانب ما يخلقه المشروع من فرص استثمارية جديدة تعزز من العائد الاقتصادي المباشر للمحمية. 

وأشارت البلدية إلى أن تخطيط وتصميم المحمية جاء استنادًا إلى احتياجات سكان دبي وزوارها، لضمان تقديم تجربة سياحية وترفيهية متميزة، تُعزز من العلاقة بين الإنسان والبيئة دون المساس بالتوازن الطبيعي للنظم البيئية داخل المحمية.

إنجاز المرحلة الأولى مع نهاية 2026

وبيّنت بلدية دبي أن المرحلة الأولى من المشروع ستغطي مساحة تُقدّر بحوالي 6.4 كيلومتر مربع من أرض المحمية، ومن المتوقع إنجازها مع نهاية عام 2026. وتشمل هذه المرحلة تنفيذ خطة تأهيل شاملة لأشجار المانغروف (القرم)، وزيادة المساحة المغطاة بها بنسبة 60%، لترتفع من 40 إلى 65 هكتارًا. كما ستشهد أعمال فتح قنوات مائية وإعادة تأهيل الغابات الحالية، إضافة إلى استحداث موائل طبيعية جديدة.

ولفتت البلدية إلى أن المرحلة الأولى ستتضمن أيضًا تطوير عدد من المواقع الطبيعية والبيئية مثل بحيرة المانغروف، وبحيرة الطرف الشمالي، وأحواض القصب، إلى جانب إنشاء “المحور الأخضر”، كما ستشمل هذه المرحلة تنفيذ عمليات مراقبة ورصد بيئي دقيق بعد الانتهاء من إعادة التأهيل لضمان استدامة النتائج البيئية.

وفي إطار هذه الجهود، سترتفع المساحة الإجمالية للمسطحات المائية في المحمية بنسبة 144% لتصل إلى 74 هكتارًا، ما يُسهم في رفع معدلات امتصاص ثاني أكسيد الكربون بنسبة 60%. 

كما ستتم إضافة 10 هكتارات جديدة إلى المسطحات الطينية، نظرًا لدورها الحيوي في دعم النظام الإيكولوجي والتنوع البيولوجي في المنطقة.

وفي هذا السياق، صرّح المهندس مروان أحمد بن غليطة، مدير عام بلدية دبي، أن مشروع تطوير محمية رأس الخور للحياة الفطرية يُعد من أهم المشاريع البيئية التي تنفذها بلدية دبي لتعزيز البنية التحتية للمرافق الطبيعية في الإمارة، ودعم السياحة البيئية من خلال تطوير محميات ذات طابع فريد يجمع بين الترفيه والطبيعة.

واكد على أن المشروع يشكّل نقلة نوعية في جهود إمارة دبي للحفاظ على مواردها البيئية وتنميتها بأساليب مبتكرة تُحقق التنمية المستدامة وتحافظ على التوازن البيئي، مؤكدًا التزام بلدية دبي بدورها في جعل دبي مدينة عالمية تتميز بجودة الحياة وجاذبية العيش والعمل والزيارة.

المشروع يُنفذ على مرحلتين رئيسيتين

 أوضح بدر أنوهي، المدير التنفيذي لمؤسسة المرافق العامة في بلدية دبي، أن المشروع يُنفذ على مرحلتين رئيسيتين، ويُسهم في تحقيق تقدم ملحوظ في مؤشرات الاستدامة البيئية، فضلًا عن أهداف اجتماعية وسياحية، من أبرزها رفع مستوى الوعي البيئي لدى سكان الإمارة، وتعزيز فهم قضايا التنوع البيولوجي.

وأشار إلى أن المشروع يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية لإمارة دبي ودولة الإمارات فيما يتعلق بالسياحة البيئية، ويهدف إلى تحويل المحمية إلى وجهة سياحية واستثمارية مميزة تُضاعف عدد زوارها بمعدل ستة أضعاف ليصل إلى ما بين 250 و300 ألف زائر سنويًا بعد انتهاء مراحل التطوير.

المرحلة الثانية

وبيّنت بلدية دبي أن المرحلة الثانية من المشروع ستركز على تطوير البنية التحتية الأساسية والارتقاء بمستوى المرافق والخدمات الترفيهية، بما يُمكّن من استضافة فعاليات متنوعة ضمن مساحة إجمالية تبلغ 20 ألف متر مربع، مع مراعاة الاشتراطات البيئية الخاصة بالمحمية.

وستتضمن هذه المرحلة إنشاء مركز للزوار بتصميم فريد يُتيح التعرف على التنوع البيولوجي والأنواع المختلفة من الطيور والحيوانات، إلى جانب منصات أبراج مخصصة لمراقبة الطيور، ومرافق تجارية وترفيهية تشمل مطاعم وأكشاك، وأماكن للتوعية البيئية. 

كما ستتضمن إنشاء مسارات للدراجات الهوائية بطول 5.6 كيلومتر، وأخرى للمشي وسط الطبيعة بطول 3 كيلومترات، بالإضافة إلى توسيع الرقعة الخضراء للزراعة التجميلية بمساحة 23 هكتارًا.

التصميم حصل على سبع جوائز عالمية وإقليمية

وأكّدت البلديه أن المشروع صُمم وفق أعلى المعايير العالمية، بالتعاون مع بيوت خبرة متخصصة، وبالتنسيق مع هيئة البيئة والتغير المناخي في دبي، مشيرةً إلى أن التصميم حصل على سبع جوائز عالمية وإقليمية، ما يعكس التزام البلدية بتحقيق الريادة في مجال إنشاء المرافق العامة المستدامة.

محمية رأس الخور

وتُعد محمية رأس الخور واحدة من أبرز المحميات الطبيعية في إمارة دبي، حيث تغطي مساحة تقدر بـ 6.4 كيلومتر مربع، وكانت أول موقع في دولة الإمارات يُدرج ضمن اتفاقية “رامسار” للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية في عام 2007، كما أنها مصنفة وفقًا لمعايير الاتحاد العالمي لصون الطبيعة.

وتتميّز المحمية بتنوع بيولوجي غني، إذ تحتضن نحو 450 نوعًا من الكائنات الحية، بما في ذلك أشجار القرم التي تغطي 47 هكتارًا، كما تستقبل سنويًا نحو 20 ألف طائر مهاجر، أبرزها طائر الفلامنجو (النحّام)، ما يجعلها من أهم مواقع الحياة الفطرية في المنطقة.