ثول.. مدينة ذات أهمية تاريخية واقتصادية بمكة المكرمة

تقع مدينة ثول على ساحل البحر الأحمر في منطقة مكة المكرمة، على بعد نحو 80 كيلومترًا شمال محافظة جدة، وتُعد إحدى المدن ذات الأهمية التاريخية والاقتصادية بالمنطقة.
ويحمل اسمها نسبةً لوادي ثول المحيط بها من الجنوب والشمال، وهي مدينة ذات إرث بحري عريق، إذ اشتهرت منذ القدم بمهن البحر مثل صيد الأسماك والغوص لاستخراج اللؤلؤ والصدف (المحار).
مزاد ثول للأسماك الطازجة
وكانت مركزًا تجاريًا حيويًا يخدم القرى المجاورة وسوقًا عامرًا لتبادل السلع والمنتجات الحرفية، مما أكسبها موقعًا متميزًا محليًا وإقليميًا.
تعرف المدينة بفخرها على مرفأ الصيادين الذي يستوعب 180 قاربًا، إضافة إلى مرفق خاص لقوارب النزهة بسعة 120 مركبً.
كما تضم كورنيشًا وشاطئًا يمتد على مئات الآلاف من الأمتار المربعة، ويرتبط بجزيرة مجاورة. ويُعتبر مزاد ثول للأسماك الطازجة نقطة جذب بارزة.
ويقام يوميًا بعد صلاة العصر ويستمر حتى المغرب أو حتى نفاد الكمية، ويشتهر بجودة تنوع الأسماك البحرية مثل الناجل الأحمر، الحريد، الشعور، الهامور، غيرها بأسعار تتفاوت حسب الكمية والطلب والطقس.
كما تحتضن المدينة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، التي تُعد أكبر المدن الجامعية على مستوى العالم، بمساحة تبلغ نحو 36 مليون متر مربع، وتعتبر من أبرز الجامعات السعودية الحديثة والمتميزة في التعليم.
موانئ البحر الأحمر
تاريخيًا، كانت ثول تعرف سابقًا باسم "الدعيجية"، وشكلت مركزًا تجاريًا هامًا لقرى المنطقة، مع نشاط كبير في مهنة الغوص واستخراج المحار ونقل البضائع إلى موانئ البحر الأحمر مثل ميناء مصوع في إريتريا وميناء سواكن في السودان.
ورغم تراجع بعض هذه المهن بسبب التطور الصناعي، ما زالت المدينة تحتفظ بإرثها البحري والثقافي وترسيخ مكانتها في السياقين المحلي والإقليمي.