تسونامي المحيط الهادئ يهدد البنية التحتية وسلاسل الإمداد العالمية

ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجات قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا فجر الأربعاء، ما أدى إلى تحذيرات واسعة من تسونامي في دول تطل على المحيط الهادئ، بينها اليابان والولايات المتحدة (كاليفورنيا، هاواي، ألاسكا)، وأدى إلى إخلاءات طارئة للسكان والسفن التجارية.

وبحسب بيانات رسمية، سجلت أمواج بارتفاع 4.9 قدم في هاواي و1.6 قدم في كاليفورنيا، فيما بلغ متوسط الأمواج في روسيا 3 إلى 4 أمتار، وبلغ أقصاها في اليابان 1.3 متر بميناء كوجي.

تهديد للبنية التحتية

يرى خبراء أن الحدث يكشف هشاشة سلاسل الإمداد العابرة للمحيطات، خصوصاً أن المنطقة المنكوبة تضم ممرات شحن حيوية بين آسيا وأميركا الشمالية.

وأوضح أبو بكر الديب، الخبير الاقتصادي، أن 15 إلى 20% من تجارة روسيا البحرية تمر عبر هذه المنطقة، ما يعني أن أي خلل قد يرفع تكاليف النقل، ويؤثر على تدفق المعادن والطاقة، خاصة مع تمركز منشآت الغاز الطبيعي المسال في أقصى شرق روسيا.

ووفق تقرير لشركة Hozint، فإن الزلزال يُبرز ثغرات حرجة في البنية التحتية المدنية، لا سيما في المناطق النائية، كما يزيد من الضغوط على المرافق العامة وأنظمة الطوارئ.

وأشار التقرير إلى أهمية الاستثمار في المرونة الساحلية والإنذار المبكر، وسط تزايد الظواهر التكتونية المرتبطة بالتغير المناخي.

التأثير المباشر

يرى الدكتور رامي القليوبي، أستاذ الاقتصاد في موسكو، أن التأثير المباشر محدود نظرًا لبُعد المنطقة عن المراكز الحيوية الروسية، لكنه أكد أن الزلازل والتغيرات المناخية تفرض على العالم تعزيز التعاون لتحقيق تنمية مستدامة بعيدة عن النزاعات السياسية.