الدولار يرتفع وسط ترقب خطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي.. وتراجع توقعات خفض الفائدة

ارتفع الدولار الأميركي عالميا، اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025، مدفوعًا بتوقعات أداء أسبوعي قوي، مع ترقب المستثمرين لكلمة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في ندوة جاكسون هول الاقتصادية، والتي قد تحدد ملامح السياسة النقدية الأميركية في المدى القريب.
وجاء صعود الدولار وسط إعادة تقييم الأسواق لاحتمالات خفض أسعار الفائدة، بعد أن أدت بيانات التوظيف الضعيفة لشهر يوليو، بالإضافة إلى مراجعات سلبية لأرقام مايو ويونيو، إلى تعزيز التوقعات بخفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل، إلا أن هذه التوقعات تراجعت مؤخرًا، في ظل تصريحات حذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وبيانات اقتصادية تشير إلى استمرار الضغوط التضخمية.
وتراجعت احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر إلى نحو 75%، بعدما كانت 92% قبل أسبوع، وفقًا لبيانات الأسواق.
ويرى محللون أن باول سيعتمد على نبرة حذرة في خطابه المرتقب، مفضلًا إبقاء جميع الخيارات مفتوحة، خاصة مع استمرار التضخم في التفوق على ضعف سوق العمل كعامل مؤثر في توجهات السياسة النقدية.
كما يُنتظر صدور بيانات جديدة عن التضخم وسوق العمل قبل موعد الاجتماع، مما يدفع الفيدرالي إلى التريث قبل اتخاذ أي قرارات حاسمة.
أداء العملات الرئيسية
تراجع اليورو إلى أدنى مستوياته منذ 6 أغسطس عند 1.1583 دولار، منخفضًا بنسبة 0.8% هذا الأسبوع، رغم بقائه مرتفعًا بنحو 12% منذ بداية عام 2025.
استقر الجنيه الإسترليني عند 1.3402 دولار، منخفضًا بنسبة 1% خلال الأسبوع، كما تراجع مقابل الين الياباني إلى 148.63 ين، مع توقعات باستمرار تشديد السياسة النقدية في اليابان بفعل بقاء التضخم الأساسي فوق المستهدف البالغ 2%.
انخفض الدولار النيوزيلندي بشكل طفيف إلى 0.58135 دولار، مسجلًا أكبر خسائره الأسبوعية منذ أكثر من أربعة أشهر بنسبة 1.9%.
وفي السياق تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى مدينة جاكسون هول بولاية وايومنج الأمريكية، حيث تُعقد سنويًا ندوة جاكسون هول الاقتصادية التي باتت واحدة من أهم الملتقيات العالمية لصنّاع القرار الاقتصادي، يجتمع فيها رؤساء البنوك المركزية ووزراء المالية وكبار الأكاديميين وقادة الأسواق المالية لمناقشة أبرز التحديات الاقتصادية التي يواجهها العالم.
أكثر من مؤتمر اقتصادي
ما يميز هذه الندوة أنها ليست مجرد حدث تقليدي، بل قمة مغلقة ترعاها ولاية كانساس سيتي عبر الاحتياطي الفيدرالي، في أجواء هادئة وبعيدة عن ضجيج العواصم المالية، وتمنح هذه البيئة المشاركين فرصة لتبادل الأفكار بشكل صريح، بعيدًا عن قيود البروتوكولات الرسمية.
تأثير مباشر على الأسواق العالمية
ويتم متابعة تصريحات المسؤولين في هذا المنتدى بدقة، إذ إن أي كلمة غير متوقعة من رئيس الفيدرالي الأمريكي أو نظرائه قد تُحدث تأثيرات فورية على أسعار الفائدة، وأسواق العملات، وأسواق الأسهم العالمية.