28 مليار جنيه ضرائب مسددة في 6 سنوات وأرباح تعادل 4 أضعاف رأس المال المدفوع
خالد عباس: 60 مليار جنيه استثمارات العاصمة الإدارية في 2024 وخطة لزيادتها 30% مع انطلاق المرحلة الثانية

أكد المهندس خالد عباس، رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، أن العاصمة الإدارية الجديدة أصبحت واقعًا ملموسًا يشيد به العالم كله، مشيرًا إلى أن الإنجاز الأهم خلال العام الماضي هو أن المشروع بات في وضعه الصحيح عالميًا، حيث أصبح نموذجًا لمستقبل مصر كمدينة ذكية وخضراء ومستدامة.

وقال عباس : "لم نصل بعد إلى الهدف النهائي، لكننا نسير في الطريق الصحيح، والنتائج والأفعال تثبت ذلك،و الهدف منذ البداية كان وضع العاصمة في مكانها الصحيح على خريطة العالم، وليس فقط داخل مصر، والعالم اليوم يشيد بما تحقق في سبع سنوات فقط، رغم التحديات التي واجهتنا من جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا والظروف الاقتصادية الصعبة".
استثمارات الشركة
وأوضح عباس أن حجم الاستثمارات في عام 2024 بلغ ما بين 50 و60 مليار جنيه، معظمها في مشروعات البنية التحتية، بالإضافة إلى مشروعات الشركة مثل محطة المياه تحت الإنشاء، ومحطة الصرف، ومدينة الفنون والثقافة، والنهر الأخضر، ومحطة الحافلات الجاري تجهيزها للافتتاح.
وأضاف أن العام المقبل سيشهد زيادة في حجم الاستثمارات بنسبة تتراوح بين 20 و30% مع بدء تنفيذ المرحلة الثانية من العاصمة، والانتهاء من المخطط العام خلال الربع الأول من العام، مؤكدًا أن الرقم الحالي يعد الحد الأدنى المستهدف خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وكشف رئيس شركة العاصمة عن طرح مجموعة من الأراضي للتنمية العمرانية السكنية خلال الفترة الماضية، والتي جرى تغطيتها بالكامل مع إقبال كبير من المستثمرين، مشيرًا إلى أنه سيتم قريبًا الإعلان عن طرح منطقة "الحي المالي 2" كمنطقة إدارية وتجارية، بجانب مشروعات أخرى يجري تنفيذها بالشراكة مع شركات كبرى، على أن يتم الإعلان عن أسماء هذه الكيانات قبل نهاية العام.
تسهيلات للمستثمرين
وأوضح عباس أن الشركة تقدم جميع التيسيرات والتسهيلات للمستثمرين سواء من الداخل أو الخارج، قائلاً: "نتعامل مع كل المستثمرين باعتبارهم شركاء، ولدينا مرونة كبيرة في الاستماع إلى طلباتهم ودراسة مدى إمكانية تنفيذها بما يحقق عائدًا مشتركًا، وهذا ما يميز العاصمة ويجعلها بيئة جاذبة".
وأكد أن المستثمرين الذين بدأوا في العاصمة منذ انطلاق المشروع حققوا عائدًا كبيرًا، كما استفاد المشترون أنفسهم بعوائد مرتفعة على استثماراتهم رغم بعض التأخيرات التي صاحبت تنفيذ بعض المشروعات بسبب التحديات، موضحًا أن هذه العوائد جعلتهم أكثر قدرة على تفهم الظروف.

وشدد عباس على أن شركة العاصمة تتابع المشروعات بشكل دائم وتتدخل لحل الأزمات لصالح الطرف الثالث وهو المشتري، قائلاً: "المطور هو العميل المباشر للشركة، لكننا نقدم التسهيلات له ليستطيع استكمال مشروعاته وتسليم الوحدات للعملاء، و ندعم المطورين من أجل إنجاز المشروعات وتسليمها".
الأرباح والعوائد
وفيما يخص المخاوف من تكلفة المشروع الضخمة، قال عباس إن الحكم يجب أن يكون من خلال الأرباح والعوائد، وليس فقط من خلال حجم الاستثمارات، مضيفًا: "نحن من أكبر خمس شركات سددت ضرائب للدولة بشهادة وزير المالية، حيث سددنا حتى عام 2023 ما يقرب من 20 مليار جنيه ضرائب، ومن المتوقع أن نسدد نحو 8 مليارات عن عام 2024، أي بإجمالي 28 مليارًا في ست سنوات، مع أرباح تعادل 3 إلى 4 أضعاف رأس المال المدفوع".
وأضاف أن أصول الشركة اليوم تقترب قيمتها من 700 إلى 800 مليار جنيه وقد تصل إلى 900 مليار، موضحًا أنه يتم حاليًا الاستعانة بمكاتب مراجعة عالمية لتقييم الأصول وفق المعايير الدولية والمصرية.
الاستراتيجية التسويقية
ولفت عباس إلى أن التسويق كان أحد أهم الاستراتيجيات خلال العام الجاري بجانب الاستثمار والتنمية، موضحًا: "التسويق هو الذي ينقل الصورة الصحيحة للمواطنين وللخارج، ويجذب المزيد من السكان للعيش بالمدينة، لذلك اتبعنا أساليب متعددة من بينها التسويق المباشر وغير المباشر عبر المسؤولية المجتمعية".
وأشار إلى مبادرة التعليم التي أطلقتها الشركة منذ عامين تحت رعاية رئيس الجمهورية، والتي بدأت برعاية 100 طالب من أبناء الصعيد، ثم توسعت هذا العام لتشمل المحافظات الحدودية، ليصل العدد إلى 170 طالبًا، على أن تنضم دفعة جديدة من 100 طالب عقب إعلان نتائج الثانوية العامة الأخيرة.
وأوضح أن المنحة أصبحت الأعلى في مصر والثانية على مستوى إفريقيا، حيث تغطي كل المصروفات بالكامل، بتكلفة بلغت في أول عامين نحو 40 – 45 مليون جنيه، وهي في تزايد سنوي مع انضمام طلاب جدد، مؤكدًا أن الطلاب يحققون مستويات تعليمية متميزة ويتصدرون أوائل دفعاتهم.
وأشار عباس إلى أن العاصمة الإدارية ركزت في استراتيجيتها التسويقية على الرياضة، عبر استضافة بطولات وأحداث كبرى مثل بطولة العالم للأندية في كرة اليد، وبطولة الفروسية التي أُقيمت لأول مرة في دولة عربية، وبطولات الجودو، إلى جانب بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبية. وأكد أن هذه البطولات تعكس مكانة العاصمة كوجهة رياضية عالمية.
وأوضح أن الشركة اعتمدت أيضًا على التسويق المباشر من خلال إقامة الحفلات في النهر الأخضر، بجانب إقامة حفلات تجريبية في دار الأوبرا بالعاصمة، معتبرًا أن هذه الفعاليات وسيلة مهمة لجذب المواطنين والزوار لرؤية حجم الإنجاز على أرض الواقع.
وأضاف عباس أن العاصمة أصبحت مقرًا فعليًا لإدارة الدولة المصرية منذ 1 يوليو 2023، حيث انتقلت رئاسة مجلس الوزراء وكافة الوزارات والهيئات للعمل منها بشكل كامل، مشيرًا إلى أن أكثر من 50 ألف موظف يترددون يوميًا على العاصمة لأداء عملهم، فضلًا عن الضيوف والزائرين.
ولفت إلى أن مجلس النواب سيبدأ عمله الدائم من العاصمة عقب الانتخابات المقبلة، فيما يستعد مجلس الشيوخ لبدء عمله من مقره الجديد، كما ينتقل البنك المركزي قريبًا إلى مقره الرئيسي بالعاصمة.
وكشف رئيس شركة العاصمة أن الفترة المقبلة ستشهد سلسلة من الافتتاحات التجريبية تمهيدًا لـ الافتتاح الرسمي الكبير للعاصمة، الذي يُجرى التحضير له ليعكس مكانتها ومعالمها الأيقونية مثل المسجد الكبير، ومسجد الفتاح العليم، والنهر الأخضر، موضحاً أن هناك دراسة لإقامة الاحتفال على عدة أيام أو تنظيم أحداث كبرى شهرية للترويج للعاصمة عالميًا.
خدمات متطورة للسكان
وأكد عباس أن الخدمات المقدمة للمقيمين والمترددين بالمدينة تتم إدارتها عبر شركة متخصصة للتشغيل والصيانة، لافتًا إلى أنه سيتم إطلاق تطبيق إلكتروني قريبًا لتلقي الشكاوى والاستفسارات، وحجز الفعاليات، ودفع الفواتير، بالإضافة إلى رقم قصير للتواصل المباشر مع خدمة العملاء.
وكشف أن عدد السكان المقيمين بالعاصمة تجاوز 30 ألف نسمة بما يقرب من 8 آلاف أسرة، متوقعًا تضاعف العدد بنهاية العام مع تسليم المزيد من المشروعات. وأوضح أنه تم تركيب نحو 12 ألف عداد كهرباء حتى الآن، ما يعكس تزايد الطلب على السكن والخدمات يوميًا.
وأكد عباس أن العاصمة أصبحت نموذجًا عالميًا يثير اهتمام الدول، حيث تستقبل وفودًا رسمية ورؤساء دول وحكومات للاطلاع على التجربة المصرية، مشيرًا إلى أن الشركة وقّعت اتفاقيات مع ثلاث دول إفريقية للمشاركة في إنشاء عواصم جديدة، وتستعد لتوقيع اتفاقيات أخرى مع ثلاث دول إضافية، بجانب بروتوكول تبادل خبرات مع كوريا الجنوبية.