قطاع الصلب الأوروبي يواجه خطر الانهيار الحقيقي.. ما القصة؟

يواجه قطاع الصلب الأوروبي خطرًا حقيقيًا من الانهيار تحت ضغط المنتجات الصينية الرخيصة والرسوم الجمركية العالية التي فرضتها الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب. 

حيث حذرت قيادات في شركات كبرى مثل "تيسنكروب" الألمانية من أن القطاع بحاجة إلى حماية فعالة من بروكسل عبر فرض رسوم شبيهة بالرسوم الأميركية على واردات الصلب، حفاظًا على القدرة التنافسية واستمرارية الصناعة.

صادرات الصلب الأوروبية

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت رسوماً جمركية تصل إلى 50% على صادرات الصلب الأوروبية، ما أدى إلى ارتفاع تدفق الصلب الرخيص إلى السوق الأوروبية بعد إغلاق السوق الأميركية أمام هذه الواردات. 

وقد وصلت واردات الاتحاد الأوروبي من الصلب إلى 28 مليون طن في 2024، ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بالفترة السابقة، مع توقعات بخسارة الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة التي تبلغ 3.8 مليون طن سنويًا.

وقد طرحت فرنسا وعشرة دول أوروبية أخرى فكرة فرض رسوم بنسبة 50% على واردات الصلب التي تتجاوز حدًا معينًا لمنع إعادة توجيه الصلب الصيني عبر دول وسيطة لتفادي الرسوم الأميركية. 

 واردات الصلب

كما تسعى بروكسل لإصدار لائحة تنظيمية تقيد حجم واردات الصلب، مع متابعة المفاوضات مع واشنطن بشأن نظام حصص جمركية للحد من فائض الإنتاج العالمي.

تؤثر هذه الرسوم أيضًا على قطاعات صناعية استراتيجية مثل صناعة السيارات التي تعتمد على الصلب المحلي عالي الجودة، مما يثير مخاوف بشأن قدرة الاتحاد الأوروبي على الحفاظ على صناعاته الثقيلة وأعداد كبيرة من الوظائف في ظل هذه الضغوط. 

وأدى فرض الرسوم والقيود الجمركية الأميركية إلى توتر العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وزيادة عدم اليقين في الأسواق العالمية.

 الشركات الأوروبية

المفوضية الأوروبية وعدت بإجراءات حماية إضافية للقطاع لكن لم تُحدد تفاصيلها بعد، في حين أن الشركات الأوروبية تضطر لاتخاذ قرارات مؤلمة تشمل تقليص الإنتاج وخفض الوظائف لمواجهة التحديات الراهنة.

يعد قطاع الصلب من الصناعات الثقيلة الاستراتيجية التي تأثرت بشدة جراء هذه السياسات الجمركية، والتي تحاول أوروبا من خلالها إعادة التوازن وحماية صناعاتها من المنافسة غير العادلة.

ملخصًا، يمثل فرض الرسوم الجمركية الأميركية تحديًا كبيرًا لصناعة الصلب الأوروبية التي تطالب بسياسات حمائية متوازنة تضمن بقاءها واستمرارها في سوق تنافسية عالمية متغيرة باستمرار، وسط حرب تجارية مستمرة بين الطرفين.