"فيتش" تتوقع تجاوز إصدارات الصكوك 210 مليار دولار عالمياً بالنصف الأول

توقع تقرير صادر عن وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن إصدارات الصكوك المصنّفة لديها ارتفعت بنسبة 16% على أساس سنوي خلال النصف الأول من العام الحالي، متجاوزة 210 مليارات دولار.
وقالت "فيتش" إن السوق شهدت تباطؤاً في الإصدارات مطلع العام بفعل التوترات الجيوسياسية، لكن النشاط سرعان ما عاد مع تحسن الأوضاع وعودة ثقة المستثمرين، خصوصاً مع تزايد التوجه العالمي لتنويع المحافظ بعيداً عن الأصول الأمريكية.
وعلق بشار الناطور، الرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في فيتش، بأن الديناميكيات المؤثرة على سوق الصكوك هذا العام ترتبط بعوامل تخص كلّاً من المصدرين والمستثمرين.
وأضاف أن الحكومة بحاجة إلى تمويل العجز، وتغطية الاستحقاقات، إضافة إلى تطوير أسواق الدين وتنويع مصادر التمويل، كانت دوافع رئيسية وراء استمرار الإصدارات.
أما على صعيد البنوك، فأشأر "الناطور" إلى أن المنطقة شهدت تحولاً ملحوظاً، خاصة في السعودية، حيث أصبحت البنوك مصدراً متكرراً للإصدارات مع توسعها في الإقراض بوتيرة أسرع من نمو الودائع، ما استلزم اللجوء إلى أسواق الدين لتعزيز السيولة.
وأكد أن هذه التطورات لم تقتصر على السعودية فقط، بل شملت أيضاً الإمارات، الكويت، وقطر، ما يعكس اتساع قاعدة المصدرين وتنوعها، ويعزز استقرار السوق على المدى المتوسط.
وتوقع االرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في فيتش أن تشهد المرحلة المقبلة دخول الشركات، سواء التابعة للحكومات أو القطاع الخاص، إلى سوق الصكوك بشكل أكبر، في إطار مساعيها لتنويع مصادر التمويل وتخفيف الضغط عن البنوك التي تواجه تحديات في السيولة.
وحول تأثير التوترات الجيوسياسية، أوضح الناطور أن السوق شهدت بالفعل تباطؤاً قصيراً عندما بلغت حدة التوترات ذروتها، لكنه أكد أن النشاط عاد بسرعة، لافتاً إلى أن الدول الخليجية تتمتع بتوازن خاص يجعلها أقل عرضة لتأثيرات هذه التوترات، بفضل علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وفق العربية.
ولفت إلى أن تراجع أسعار الفائدة العالمية المتوقع يعزز جاذبية أسواق الصكوك في الاقتصادات الناشئة، إذ يدفع المستثمرين الدوليين للبحث عن عوائد أعلى خارج الأسواق المتقدمة، ما يدعم استمرار الزخم الإيجابي على المدى القريب.