الجمعة، 03 أكتوبر 2025 08:13 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
سياحة و طيران

وزير السياحة يتفقد مستجدات أعمال مشروع ترميم معبد إسنا وإعادة تأهيل وكالة الجداوي

الجمعة، 03 أكتوبر 2025 06:08 م
وزير السياحة ييتفقد مستجدات أعمال مشروع ترميم معبد إسنا وإعادة تأهيل وكالة الجداوي
وزير السياحة ييتفقد مستجدات أعمال مشروع ترميم معبد إسنا وإعادة تأهيل وكالة الجداوي

خلال زيارته الحالية لمحافظة الأقصر، لتفقد المشروعات الجارية بعدد من المواقع الأثرية، والوقوف على آخر مستجدات الموقف التنفيذي بها، حرص السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، على استهلالها بزيارة إلى مدينة إسنا لتفقد مشروع "إعادة إحياء إسنا التاريخية" والذي فاز مؤخراً بجائزة الأغاخان للعمارة 2025، ووكالة الجداوي التاريخية، والوقوف علي آخر تطورات مشروع وترميم معبد إسنا والذي تقوم به البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة بين مركز تسجيل الآثار المصرية بقطاع حفظ وتسجيل الأثار بالمجلس الأعلى للآثار وجامعة توبنجن بألمانيا، بهدف تنظيف وإظهار المناظر والألوان الأصلية للمعبد وترميمها لاستعادة رونقها كما كانت خلال العصور المصرية القديمة.

وقد رافقه خلال الزيارة الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمهندس أحمد يوسف مساعد الوزير لشئون الإدارات الاستراتيجية والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والسيد هشام زايد نائب محافظ الأقصر، بحضور الدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجل الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الأثرية المصرية الألمانية العاملة بمعبد إسنا من الجانب المصري، والأستاذ محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام آثار الأقصر والأستاذة رنا جوهر مستشار الوزير للتواصل والعلاقات الخارجية والمشرف العام على إدارة العلاقات الدولية والاتفاقيات وعدد من قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للآثار بالأقصر.

واستهل السيد الوزير جولته بتفقد معبد خنوم المعروف باسم معبد إسنا ومتابعة ما يتم تنفيذه من أعمال ترميم للجدران والنقوش، حيث استمع إلى شرح مفصل من الدكتور محمد إسماعيل خالد عن مشروع الترميم بصفة عامة والذي بدأ عام 2018، وما تقوم به البعثة المصرية الألمانية من أعمال بهدف تنظيف السقف والجدران من طبقات السناج ومخلفات الطيور التي تكونت عبر الزمن، وإزالة الأملاح، وإظهار المناظر والنقوش والألوان الأصلية للمعبد، وخاصة النقوش الفلكية التي يتميز بها سقف المعبد، وترميمها لاستعادة رونقها كما كانت خلال العصور المصرية القديمة.

هذا بالإضافة إلى أعمال تطوير وتأهيل المنطقة المحيطة بالمعبد بالكامل، كمشروع للاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بمدينة إسنا بما يعمل على الحفاظ على الموقع الأثري وتحسين تجربة الزائرين وزيادة مستوى تنافسية المنطقة كموقع تراثي سياحي متميز، فضلا عن إبراز القيمة التراثية والتاريخية والجمالية للمعبد من خلال تطوير الخدمات المقدمة للزائرين من خلال توفير لوحات إرشادية وتفسيرية وتوضيحية تحكي تاريخ المنطقة، وتوفير مقاعد ومظلات خشبية لحماية الزائرين من الشمس بما يتسق مع البيئة التراثية للمنطقة، بالإضافة إلي إتاحة الموقع للسياحة الميسرة من ذوي الهمم وتوفير ممرات لتسهيل الحركة لهم.

كما تضم أعمال التطوير تفعيل نظام إضاءة جديد متخصص للمعبد بما يشمل الإضاءة الخارجية والداخلية ومراجعة عناصر الإضاءة بالمنطقة المحيطة بالمعبد لتلافي تأثيرها على إضاءة المعبد، وإضاءة السلالم والممرات (بصورة غير مؤثرة على المعبد)، وإضاءة منطقة الدخول، وساحة الخروج، ومبنى خدمات الزائرين.

وأعرب السيد الوزير عن سعادته بتواجده اليوم بمدينة إسنا في صعيد مصر وفي هذا المكان الأثري الفريد واصفاً إياه بالرائع، ومثمنا الجهود التي يبذلها الأثريين والمرممين المصريين في مشروع ترميم المعبد، الأمر الذي ساهم في إظهار واستعادة ألوان المناظر الأصلية بما بتناسب وأهميتها التاريخية والأثرية لتجسد الدور الذي تقوم به الوزارة للحفاظ على تراث مصر الأثري والحضاري بالإضافة إلى تنمية المقومات السياحية للمدينة عن طريق إحياء وفتح أماكن جذب سياحي جديدة، مما يعمل على تنشيط حركة السياحية الوافدة إليها، ورفع الوعي السياحي والأثري وخلق فرص عمل جديدة لأهالي إسنا.

وأوضح وزير السياحة والآثار، أن الاهتمام ليس فقط بالأثر بل بأهالي إسنا والنهوض بالمدينة ككل والحفاظ على الموروث الثقافي والأثري للبلاد ورفع القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري وتعزيز المشاركة المجتمعية ورفع كفاءة الموارد البشرية من خلال تنظيم برامج تدريبية للفئات المتعاملة بصورة مباشرة مع السائحين لرفع الوعي السياحي والأثري لهم وتعريفهم بالسلوكيات المناسبة للتعامل مع السائح، بالإضافة إلى دمج وإشراك المجتمعات المحلية المحيطة بالمناطق الأثرية والسياحية في إسنا في عملية التنمية المستدامة.

وعقب تفقده للمعبد توجه السيد شريف فتحي ومرافقوه مترجلين إلى وكالة الجداوي الأثرية، لتفقد ما يتم من أعمال لإعادة تأهيلها، حيث زار عدداً من البازارات السياحية المتواجدة بجوار المعبد وأجري حديثاً ودياً مع بعض أصحابها والعاملين بها، وتبادلا أطراف الحديث، واستمع الوزير إلى مشاكلهم ومطالبهم وما يواجهونه من تحديات مرتبطة بتراجع حركة الزيارة السياحية رغم تزايد الرحلات النيلية المارة بالمنطقة.

وقد أكد الوزير حرصه على مناقشة هذه التحديات مع غرفة الشركات ووكالات السفر والسياحة، بما يسهم في إدراج المنطقة الأثرية وسوقها السياحي بشكل أوسع ضمن البرامج السياحية، وبما يعزز من معدلات الإقبال والحركة السياحية إليها.

وفي وكالة الجداوي تفقد السيد شريف فتحي الوكالة وما تم بها من أعمال ترميم وتطوير، الأمر الذي ساهم في استعادة الوكالة لرونقها الأصلي وافتتاحها عام 2021، ضمن مشروع "إعادة إحياء إسنا التاريخية"، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وبتنفيذ مؤسسة “تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة، تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.

وتفقد السيد الوزير معرض الصور التراثية بوكالة الجداري والذي يحكي تاريخ إسنا والحرف والصناعات التراثية بها والعادات والتقاليد الأصيلة لأهلها. كما استمع إلى شرح مفصل من المهندس مهندس كريم إبراهيم مدير مشروع الاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بمدينة إسنا، عن مكونات مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية والذي تميز برؤية تنموية شاملة تمزج بين الحفاظ على التراث العمراني وإحياء الأنشطة الاقتصادية والثقافية في المدينة، والذي تضمن ترميم وكالة الجداوي وفتحها للجمهور لأول مرة منذ عقود، وتحسين موقع معبد خنوم، فضلا عن تطوير سوق القيسارية التقليدي، وتجديد واجهات 15 مبني تراثي وتطوير البازارات التاريخية، بالإضافة إلى تدريب أكثر من 400 شاب وفتاة من إسنا في مجالات الحرف التقليدية والترميم والإرشاد السياحي.

وفي ختام الجولة، حرص وزير السياحة والآثار على لقاء الأثريين والمرممين العاملين بإسنا، حيث استمع الي أرائهم وأفكارهم لتطوير العمل الأثري وأبرز المشكلات والتحديات التي تواجه العمل الأثري، واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم لتطوير بيئة العمل ورفع كفاءتها، مشددًا على أهمية تضافر الجهود بين جميع الأطراف للارتقاء بقدرات العاملين وتعزيز إمكاناتهم، مؤكداً على حرص الوزارة على العمل لحل مختلف التحديات ذات الصلة، وفي مقدمتها تحسين الموارد المالية للأثريين والمرممين، بما ينعكس إيجابًا على بيئة العمل.

كما أعرب عن سعادته بما لمسه من جهود مخلصة يقوم بها الأثريون والمرممون، في صون والحفاظ على الآثار المصرية، ومؤكدًا على أنهم حماة الحضارة المصرية العريقة وخط الدفاع الأول عن تاريخها العظيم.

ومن الجدير بالذكر أن معبد إسنا يقع على الضفة الغربية للنيل بمدينة إسنا على بعد حوالي 60 كم جنوب مدينة الأقصر. تم بناءه في عهد الملك بطليموس السادس والملك بطليموس الثامن في القرن الثاني قبل الميلاد، تكريسا للمعبود خنوم، وهو أحد أهم الأمثلة على عمارة المعابد المصرية من العصر اليوناني الروماني والتي لا تزال قائمة حتى اليوم.

ويعد الجزء الوحيد الباقي من المعبد هو صالة الأعمدة (بروناوس) والذي تم الانتهاء منه في القرن الأول الميلادي، مع استمرار أعمال الزخرفة حتى عهد الإمبراطور تراجان داكيوس.

ويعتبر المعبود الرئيسي للمعبد هو المعبود خنوم وكذلك المعبودة نيت حيث يقوم خنوم بتشكيل جميع الكائنات الحية على عجلة الفخراني.

وأوضح الدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار المصرية ورئيس البعثة الأثرية العاملة بالمعبد من الجانب المصري أن فريق العمل على مدار السنوات الماضية، استطاع الكشف عن الألوان الأصلية لمناظر السقف الفلكي بالكامل وكذلك الأعمدة الداخلية الثمانية عشر للمعبد.

وأضاف أنه عند الانتهاء من ترميم الجدار الداخلي الجنوبي وكذلك الجزء الجنوبي من الجدار الخلفي الغربي، استطاع فريق العمل من استعادة الألوان الأصلية لهم مع الصبغات الصفراء والحمراء السائدة، الأمر الذي ساهم في الكشف عن التفاصيل المرسومة العديدة لملابس ملك وآلهة إسنا وتيجانهم وعروشهم، والتي لم تكن مرئية من قبل على الإطلاق بسبب طبقة السخام السميكة فوق النقوش البارزة، مشيراً أنه من المقرر أن تستكمل البعثة في شهر نوفمبر القادم أعمال تنظيف الجزء الخارجي من الأعمدة الستة الأمامية للمعبد.

أما وكالة الجداوي تم افتتاحها عام 2021 بعد الانتهاء من مشروع تطويرها وترميمها والذي جاء ضمن مشروع "إعادة إحياء إسنا التاريخية"، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وبتنفيذ مؤسسة “تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة، تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.

وقد أنشئ الوكالة حسن بك الجداوي أحد مماليك علي بك الكبير الذي كان أحد أفراد حاشية محمد أبو الدهب في عام 1712، وتتكون من صحن مكشوف وحجرات، وحوالي 40 محل داخلي وخارجي يصل، فضلًا عن حجرات سفلية في الطابق الأول للبيع والشراء، بالإضافة إلى حجرات في الطابق الثاني للسكن والفندقة للتجار العائدين من المناطق البعيدة فكانت مقصدًا للتجار من محافظات وجه قبلي وكذلك السودان، فكانت مقصدًا لبيع الصمغ العربي، وريش النعام وكذلك المنسوجات والزيوت المختلفة، كما كانت مقرا للتبادل التجاري بين التجار القادمين من أفريقيا والتجار المصريين، ومقرا لاستراحة التجار القادمين من رحلات التجارة بأفريقيا.

تطل واجهة الوكالة الرئيسية على معبد الإلة خنوم الشهير بمعبد إسنا ويتوسط كتلة المدخل الذى يعلوه عقد مدبب بداخلة ثلاثة عقود مدببة ويزخرف كوشتيه مداميك من الطوب الآجر.