طارق الجمال: التكنولوجيا محرك رئيسي لتطور قطاع التشييد والبناء.. والاستدامة ضرورة اقتصادية في ظل أزمة الطاقة العالمية

أكد المهندس طارق الجمال، رئيس مجلس إدارة شركة ريدكون للتعمير، أن التحول الرقمي والاستدامة أصبحا اليوم المحركين الرئيسيين لتطور صناعة التطوير العقاري الحديثة، مشيرًا إلى أن العالم لم يعد يتعامل مع التكنولوجيا باعتبارها رفاهية، بل كأداة استراتيجية لإدارة الموارد وتحقيق الكفاءة والاستدامة في مختلف مراحل البناء.

شركة ريدكون من أوائل الشركات في الشرق الأوسط التي تبنّت تقنية نمذجة معلومات البناء (BIM) 

وأوضح الجمال أن شركة ريدكون كانت من أوائل الشركات في الشرق الأوسط التي تبنّت تقنية نمذجة معلومات البناء (BIM) قبل أكثر من 15 عامًا، وهو ما منحها قدرة استثنائية على إدارة المشروعات بدقة أعلى، وتوفير الوقت والتكاليف، وتحقيق نتائج أكثر توافقًا مع معايير الاستدامة العالمية.

وأشار إلى أن التحول الرقمي في القطاع العقاري لم يعد خيارًا مؤقتًا أو توجهًا تسويقيًا، بل أصبح ضرورة استراتيجية لإعادة تعريف طريقة تصميم وتنفيذ وإدارة المشروعات العقارية في مصر، بما يضمن تحقيق جودة الحياة والاستدامة البيئية معًا.

وقال الجمال إن نحو 90% من حياة الإنسان اليومية تدور داخل العقار، سواء في السكن أو العمل أو التعليم، ما يجعل هذا القطاع الأكثر تأثيرًا في جودة الحياة ومستوى الخدمات.

وأضاف: “العقار الحديث لم يعد منتجًا للبيع، بل تجربة ذكية تُدار بالتكنولوجيا، ويُعاد تصميمها بناءً على احتياجات المستخدم.”

وأكد أن مستقبل القطاع العقاري سيرتكز على الابتكار في التصميم الموجه للمستخدم (User-Centered Design)، وعلى تكامل أدوات التحول الرقمي مثل نمذجة معلومات البناء، وأنظمة المراقبة الذكية، والتوأم الرقمي (Digital Twin)، والذكاء الاصطناعي في مراحل التخطيط والتنفيذ والتشغيل، مثلما حدث فى  مشروع "مارينا مراسي"، الذي يعتبر نموذج واقعي لتصميم يعتمد على تجربة المستخدم، حيث تختلف كل وحدة في الشكل والتقسيم الداخلي لتناسب أنماط حياة متعددة — من الشباب إلى العائلات الكبيرة والمصريين المقيمين بالخارج الباحثين عن مرونة في المساحات.

وأضاف الجمال أن التكنولوجيا أصبحت اليوم القوة الدافعة لتطور قطاع التشييد والبناء، وأن مفهوم الاستدامة لم يعد ترفًا بيئيًا بل ضرورة اقتصادية في ظل النمو المتسارع للطلب على الطاقة عالميًا.

وأشار إلى تقديرات «جوجل» التي تتوقع أن يستهلك الذكاء الاصطناعي خلال عامين نحو 99% من الطاقة المنتجة عالميًا، ما يستدعي تطوير مبانٍ أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة وإدارة الموارد.

وأوضح أن ريدكون تعتمد على منظومات رقمية متقدمة لمتابعة المشروعات في الوقت الفعلي مثل نظام ACC Monitoring System، إلى جانب اعتمادها الكامل على تقنيات الـBIM، ما يتيح متابعة مراحل التنفيذ بدقة غير مسبوقة.

ودعا الجمال إلى تغيير ثقافة السوق العقاري، مؤكدًا أن العقار لم يعد صفقة لحظية بل استثمار طويل الأجل، ويجب تقييمه وفق مفهوم «التكلفة الكلية للملكية» (Total Cost of Ownership)، الذي يأخذ في الاعتبار تكلفة التشغيل والصيانة والطاقة والمياه على مدار عمر المبنى، وليس سعر الشراء فقط.

كما تطرق إلى التطور المتسارع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال العقاري، مشيرًا إلى تجربة في الإمارات تم فيها إنشاء توأم رقمي لأحد رجال الأعمال لتحليل قراراته الإدارية عبر الذكاء الاصطناعي، حيث حقق النظام تطابقًا بنسبة 50% مع قراراته الواقعية — وهو ما يعكس إلى أي مدى اقترب العالم من دمج الذكاء الاصطناعي في إدارة المشروعات والأعمال.

وأكد  على أن المرحلة المقبلة ستشهد فرصًا هائلة أمام الشباب ورواد الأعمال في مجالات تكنولوجيا العقار (PropTech)، داعيًا الجيل الجديد إلى النظر إلى القطاع العقاري كمنظومة حلول رقمية متكاملة تشمل التصميم والتشغيل والإدارة، وليس مجرد بيع وحدات.

ريدكون مستمرة في الاستثمار في التكنولوجيا والكوادر البشرية 

وأضاف أن المستقبل سيتشكل حول تقنيات الواقع الافتراضي (VR)، والمعزز (AR)، والواقع المختلط (Mixed Reality)، التي ستغيّر أساليب التصميم والبناء والإدارة خلال السنوات القادمة.

وأكد أن ريدكون مستمرة في الاستثمار في التكنولوجيا والكوادر البشرية لتعزيز ريادتها في التحول الرقمي داخل مصر والمنطقة، وإعادة تعريف مفاهيم البناء الذكي والعقار المستدام.