الأربعاء، 24 ديسمبر 2025 05:04 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
فنون و منوعات

مستشار وزارة الصحة بكندا يروي ذكرياته الشخصية مع أم كلثوم

الأربعاء، 24 ديسمبر 2025 03:46 م
الدكتور فكري صالح مع ام كلثوم
الدكتور فكري صالح مع ام كلثوم

يروي الدكتور فكري صالح، مستشار وزارة الصحة لشؤون الأجهزة الطبية في كندا، ذكرياته الشخصية مع كوكب الشرق أم كلثوم، والتي بدأت في أوائل الستينيات حين كان طالبًا بكلية الهندسة جامعة عين شمس، مؤكدًا أن علاقته بها تعدّت الإطار الفني لتشمل أبعادًا علمية وإنسانية.

وقال الدكتور فكري: «انه اعتاد الاستماع إلى صوت أم كلثوم أثناء المذاكرة، لدرجة أنني كنت أنجح في دراستي بسبب الاستماع إليها». ويحكي عن حلمه بحضور إحدى حفلاتها الشهرية التي كانت تُقام في الخميس الأول من كل شهر وتُذاع عبر الإذاعة المصرية إلى جميع أنحاء العالم العربي، معتبرًا تلك الليلة بمثابة عيد ينتظره الملايين.

وأشار إلي أن أسعار تذاكر الحفلة تراوحت بين 75 قرشًا وجنيهين.

وأضاف: «رغم أن مصروفي الشهري كان جنيهين فقط، تمكنت بصعوبة من شراء تذكرة في البلكون لحفلة غنّت فيها لأول مرة أغنية أنت الحب عام 1965». وخلال فترة الاستراحة بين الوصلات الغنائية، سنحت له فرصة نادرة لالتقاط صورة مع أم كلثوم خلف الستار، حيث وافقت بكل بساطة، واحتفظ بالصورة كتذكار لا يقدّر بثمن، ثم حصل لاحقًا على توقيعها عليها.

وبحكم دراسته للهندسة الكهربائية، قرر مع عدد من زملائه دراسة صوت أم كلثوم علميًا ضمن مادة الصوتيات (الأكوستيك)، فأسسوا «جمعية أم كلثوم» بكلية الهندسة جامعة عين شمس. نظّمت الجمعية ندوات وأنشطة ثقافية، واستضافت شخصيات بارزة من المقربين لها، مثل الشاعر أحمد رامي، وصالح جودت، والدكتورة نعمات أحمد فؤاد. وكان الدكتور فكري يحرص على إطلاع أم كلثوم على نتائج دراستهم وإهدائها صور الندوات.

كما أجرى معها عدة أحاديث كانت تُنشر في «مجلة الحائط» بالكلية، وهي مجلة تُكتب بخط اليد وتُعلّق على جدران الجامعة.

واشار إلى الجانب الإنساني في شخصية كوكب الشرق، حين حكت له أم كلثوم سرًا عن سيدة أرملة فقيرة كانت تبيع الشاي على كورنيش النيل، وكانت تجلس معها يوميًا خلال مشيها المعتاد، تساعدها بالمال دون أن تكشف عن هويتها، بل وتستمع إلى أغانيها في الراديو كناقدة لا كمطربة،  وهو ما تأكد له بنفسه بعد وفاتها، عندما التقى بسيدة الشاي التي تحدثت عن «ست طيبة» ساعدتها على تربية أبنائها.

بعد هجرته إلى كندا أواخر عام 1969 ونجاحه في مجال الهندسة الطبية، عاد ليسترجع هذه الذكريات وينشرها مصحوبة بالصور. ويؤكد أن صوت أم كلثوم كان ظاهرة فريدة، إذ وصل إلى 16 ألف ذبذبة في الثانية، وهو مدى لم يبلغه أي صوت بشري آخر.