فكري صالح: صوت أم كلثوم وصل إلى 16 ألف ذبذبة في الثانية ولم يتكرر في التاريخ
قال المهندس فكري صالح، مستشار وزارة الصحة لشؤون الأجهزة الطبية في كندا، إن صوت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم يُعد ظاهرة فريدة لم تتكرر في تاريخ الغناء، مؤكدًا أن الدراسات الصوتية أثبتت أن خامة صوتها كانت غير عادية على الإطلاق مقارنة بأي مطربة في العالم.
وأوضح صالح أن صوت أم كلثوم كان قادرًا على الوصول إلى ترددات صوتية بلغت نحو 16 ألف ذبذبة في الثانية، وهو رقم لم يبلغه أي صوت بشري آخر في تاريخ الغناء، مشيرًا إلى أن أعظم مغنيات الأوبرا في العالم، وعلى رأسهن ماريا كالاس، لم يتجاوز مدى أصواتهن حاجز 9 آلاف ذبذبة في الثانية.
وأضاف أن العبقرية الحقيقية في صوت أم كلثوم لم تكن فقط في اتساع مداه، بل في قدرتها الفريدة على الانتقال بسلاسة تامة من أدنى طبقات الصوت إلى أعلاها، من الصفر وحتى أقصى مدى صوتي، دون أي تردد أو اهتزاز أو فقدان للتحكم، وهو ما منح صوتها قوة وتأثيرًا استثنائيين لدى المستمعين.
وأكد فكري صالح أن هذه الخصائص التقنية النادرة جعلت صوت أم كلثوم قادرًا على تحريك مشاعر الجمهور بدرجة غير مسبوقة، وهو ما يفسر حالة الطرب الجماعي التي كانت تخلقها في حفلاتها، واستمرار تأثيرها الفني حتى اليوم.
واختتم صالح تصريحه بالإشارة إلى مقولة الشاعر الكبير أحمد رامي:
"أم كلثوم ستعيش ما دامت اللغة العربية حية، وما دام نهر النيل يجري بالماء"، معتبرًا أن تراث كوكب الشرق سيظل حاضرًا في وجدان الأجيال القادمة، داعيًا الشباب إلى إعادة اكتشاف فنها الحقيقي والاحتفاء بقيمته الفنية والإنسانية.
وتُعد السيدة أم كلثوم (1898–1975) واحدة من أعظم الأصوات في تاريخ الموسيقى العربية والعالمية، حيث امتدت مسيرتها الفنية لأكثر من خمسة عقود، وقدّمت خلالها مئات الأغاني التي شكّلت وجدان الأمة العربية. وتميز صوتها بقدرات تقنية استثنائية، جعلتها محط اهتمام الباحثين في علم الصوتيات، كما لُقبت بـ"كوكب الشرق" و"سيدة الغناء العربي"، ولا يزال تأثيرها حاضرًا في المشهد الموسيقي حتى اليوم.