تفاقمت أزمة الطاقة في أوروبا، مبكرا، على عكس التوقعات، فقد كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، اليوم، عن تقدم العديد من المنظمات الأوروبية المستهلكة للغاز بطلبات لـ"الإفلاس" بسبب ارتفاع تكلفة الوقود.

وذكرت الصحيفة، أنه خلال الأسابيع الأخيرة لم تتمكن 4 شركات طاقة صغيرة من الصمود بوجه الأسعار المرتفعة يوميا، ومنها شركات منتجة للأسمدة تعتمد على الغاز الطبيعي كمادة أساسية بالإضافة لشركات الصناعة الثقيلة، التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، وكذلك منتجي الألمنيوم والإسمنت.

وأشار مارك وولف، رئيس جمعية مديري مساعدة الطاقة الوطنية الأمريكية (NEADA)، إلى أن الناس اعتادوا على التكلفة المنخفضة أثناء الإغلاق الذي فرضه جائحة الفيروس التاجي "كوفيد-19".

 

وأضاف وولف، أن استئناف الإنتاج الصناعي وقطاعات أخرى من الاقتصاد أدى إلى زيادة الطلب على المواد الخام ورفع أسعارها. وبحسب الخبراء، فإن الحروب التي خاضتها شركات الطاقة الكهربائية لسفن الغاز الطبيعي المسال أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز.

اقرأ أيضا:

الظلام يهدد أوروبا.. تراجع احتياطي الغاز إلى 75% وأزمة طاقة تاريخية

وكشفت الصحيفة الإنجليزية، عن أن المستهلكين في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا سيكون لديهم فواتير تدفئة أعلى بكثير هذا الشتاء، ووفقًا لـ NEADA، وكالة الطاقة العالمية، يمكن أن ترتفع تكلفة الطاقة في الولايات المتحدة بنسبة 30% ، وسيرتفع متوسط ​​تكلفة تدفئة المنازل إلى 750 دولارا، مقارنة بـ 572 دولارا في الشتاء الماضي.

وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا منذ العام الماضي وحطمت الأرقام القياسية، وقبل شهر تجاوزت التكلفة التقديرية للوقود بشكل طفيف 500 دولار لكل ألف متر مكعب، وفي نهاية سبتمبر، وصلت إلى 1200 دولار.

وسجلت أسعار الفحم في أوروبا رقما قياسيا الأسبوع الماضي ليصل سعر الطن إلى 232,2 دولار، وهو ما لم يحدث منذ 20 عاما.

ففي بيان لوكالة "آرجوس" المختصة بأسعار الطاقة، ارتفعت تكلفة الفحم الحراري بسعرات حرارية 6000 كيلو كالوري/ كج في شمال غربي أوروبا بنسبة 16.5% خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى 232.2 دولارً للطن، وهو أعلى مستوى لها منذ عشرين عاما على الأقل، وتجاوز سعر الوقود الرقم القياسي السابق المسجل عام 2008 بنحو 6%”.

 

وأضافت الوكالة: أن ارتفاع الأسعار تسارع في نهاية سبتمبر بسبب الارتفاع السريع في أسعار الغاز الطبيعي ونقص الفحم في السوق الأوروبية. كما ويستمر الطلب أيضا في النمو، حيث أن ربحية توليد الطاقة من الفحم في البلدان الأوروبية أعلى بعدة مرات من دخل توليد الكهرباء في محطات الطاقة الحرارية التي تعمل بالغاز.

وتابع التقرير: "في الوقت نفسه، لا يزال المعروض من الفحم في السوق الأوروبية محدودا، نظرًا لأن الدول الرئيسية الموردة للوقود الصلب في المنطقة ليس لديها الوقت لزيادة صادرات الوقود بمثل هذا المعدل المرتفع. ونتيجة لذلك، فإن احتياطيات الفحم في موانئ شمال غربي أوروبا في الوقت الحالي عند أدنى مستوى لها على مدى السنوات الخمس الماضية لهذا الوقت من العام، بالكاد تتجاوز 4 ملايين طن".

اقرأ أيضا:

العالم مهدد بالظلام.. أزمة الطاقة تتخطى أوروبا وتوقعات بشتاء كاحل في الصين وأمريكا

ويضطر المستهلكون في أوروبا إلى التنافس على كميات مجانية من الفحم مع المشترين في آسيا، حيث يوجد أيضا نقص في الفحم، مما يساهم أيضًا في ارتفاع الأسعار.

وتضيف الوكالة أن الفحم المستورد الآن أغلى بنسبة 14% في أوروبا منه في آسيا، على الرغم من أنه كان العكس حتى نهاية أغسطس.