الأربعاء 08 مايو 2024 الموافق 29 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
بنوك و تأمين

تحديات "أوميكرون" تضع صناع السياسات النقدية حول العالم أمام سنة صعبة

الأحد 23/يناير/2022 - 09:24 م
أصول مصر

عَقد متحور أوميكرون عملية التعافي الاقتصادي على مستوى العالم، وكان قد بدأ فى لملمة فوضى سلاسل التوريد وتغيب العمال طويل الأمد، وخطوط التجميع المعطلة.

وتواجه الأسواق المركزية صعوبات في ملء الأرفف في ظل نقص مزمن في أعداد الموظفين، وأخذت شركات الطيران في وقف الرحلات الجوية، في حين تتعرض شركات التصنيع لاضطراب وتبقي خطوط الشحن مكدسة.

في الوقت ذاته يسفر صعود أسعار الطاقة عن ارتفاع في معدلات التضخم، وهو ما يضع ضغوطاً على البنوك المركزية من أجل زيادة أسعار الفائدة الأساسية حتى في ظل تباطؤ التعافي الاقتصادي .

ويحتج المتفائلون بأن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن فيروس أوميكرون ستكون بسيطة نظراً لأن اللقاحات والجرعات المعززة ستسمح بتحول المرض من مرحلة الإصابة الحادة إلى مرحلة التوطن.

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، إنها لا تتوقع أن يؤدي تفشي الفيروس المتحول إلى عرقلة التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة.

ويبين تحليل لشركة "نومورا" حول تأثير فيروس أوميكرون على الدول الذي ظهر في وقت مبكر على غرار المملكة المتحدة وكندا، حدوث موجات تفشي ذات فترة زمنية أقصر، وهبوط أسرع عن معدلات الذروة كما سُجلت معدلات وفاة أقل من فيروس دلتا المتحول.

ويعني ذلك أن عامل الخوف النفسي ربما يتلاشى في وقت قريب وأن الطلب المكبوت على الخدمات سيُطلق العنان له. رغم ذلك فإنه في ظل تواصل تفشي وباء فيروس كورونا للسنة الثالثة، بات واضحاً أن استعادة الحياة الاقتصادية الطبيعية مسألة بعيدة.

وينقسم الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي بين البلدان التي تتعايش مع الفيروس من جانب، وسعي الصين بإصرار نحو تحقيق هدف صفر حالات إصابة بمرض كوفيد.

وتعتبر مثل تلك التيارات المتقاطعة خليطاً غير اعتيادي من التحديات التي تخاطر بأن تكون جزءاً من التوقعات على المدى الطويل، بحسب خبراء اقتصاد في شركة "سيتي غروب".

ويرى نظرائهم في شركة "جيه بي مورغان"، أن معدل النمو العالمي يغير اتجاهه في الوقت الحالي إلى أسفل جراء تأثير فيروس أوميكرون.

وقلص البنك الدولي فعلاً توقعاته حيال النمو الاقتصادي، وتوقعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، الجمعة، أن تكون السنة الحالية صعبة بالنسبة لصناع السياسات النقدية، حيث قالت إن سنة 2022 ستشبه عملية "تجاوز مسار العقبة".

ومن المقرر أن يصدر صندوق النقد الدولي توقعات جديدة في غضون الأيام القادمة.

وقال تولي ماكولي، رئيس اقتصاديات منطقة آسيا والمحيط الهادئ في مصرف "سكوتيا بنك" (Scotiabank): " يوجد خطر ناجم عن التقليل من صعود معدلات الإصابة بفيروس أوميكرون على الاقتصاد".

" في حين يظهر أن شدة تفشي المتحول تراجعت، وبالتالي فإن التداعيات الاقتصادية ستكون أكثر اعتدالا، وتكون مركزة خلال الربع الأول من العام الجاري، ما زال من المبكر القول ذلك على سبيل اليقين مع الأخذ في الاعتبار أن عدد حالات الإصابة آخذ في التزايد في مناطق كثيرة على مستوى العالم".

ويأتي ارتفاع معدلا تفشي العدوى في وقت اضطرت فيه ضغوط ناجمة عن تصاعد معدلات التضخم بعضاً من البنوك المركزية، وفي مقدمتها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، للتحول باتجاه زيادة أسعار الفائدة الأساسي.

وبحسب التوقعات فإن البنك المركزي الأمريكي سيصدر إشارة، من خلال اجتماع للجنة السوق الفيدرالية المفتوحة المعنية بوضع السياسات خلال الأسبوع الحالي، تتعلق بخططه الخاصة بزيادة أسعار الفائدة خلال شهر مارس المقبل لأول مرة منذ سنة 2018.

وزادت كوريا الجنوبية من أسعار الفائدة الأساسية خلال الشهر الجاري، وهي الزيادة الثالثة لها منذ الصيف الماضي، كما أن الاقتصادات الناشئة تشدد من سياستها النقدية.

وتعد الصين هي الاستثناء، حيث قلصت أسعار الفائدة الأساسية بهدف حماية الاقتصاد من تراحع السوق العقارية وتباطؤ معدلات النمو المحلية.