أسعار البترول تقفز 7.5% لخام «برنت» و5.9% للخام الأمريكي في أكبر مكاسب أسبوعية منذ 9 أشهر
قفزت أسعار البترول بما يزيد عن 7.5% للعقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي خلال الأسبوع الماضي ليقترب من 91 دولار للبرميل في أكبر مكاسب أسبوعية منذ فبراير هذا العام أي منذ حوالي 9 شهور وبنسبة 5.9% لأسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بعد أن كسبت أسعار الخامين نحو 6% في ختام تعاملات أمس الجمعة مع تزايد احتمال اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط نتيجة هجمات حركة حماس ضد المستوطنات الإسرائيلية ورد الجيش الإسرائيلي بغارات انتقامية وتعليماته المشددة بإخلاء شمال غزة.
أسعار البترول ترتفع 6% في جلسة ختام الأسبوع
وارتفعت أسعار البترول في العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي 4.89 دولار، أو 5.8%، لتغلق عند 90.89 دولار للبرميل يوم الجمعة بينما قفز سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 4.78 دولار، أو 5.9%، ليصل إلى 87.69 دولار للبرميل عند التسوية في ختام تعاملات نهاية الأسبوع.
وزادت أسعار البترول رغم أنه لم يكن للصراع في الشرق الأوسط تأثير يذكر على إمدادات النفط والغاز العالمية، حيث أن إسرائيل ليست منتجًا كبيرًا غير أن المستثمرين ومراقبي السوق يقومون بتقييم كيفية تصعيد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وما قد يعنيه بالنسبة للإمدادات من الدول المجاورة في أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم.
نصف سكان غزة تركوا منازلهم يوم الجمعة هربًا من مسار الهجوم الإسرائيلي
وذكرت وكالة بلومبرج أن العديد من سكان في غزة تركوا منازلهم يوم الجمعة هربًا من مسار الهجوم الإسرائيلي، بعد أن أمرت إسرائيل أكثر من مليون شخص بمغادرة النصف الشمالي من القطاع خلال 24 ساعة بينما ارتفعت أسعار البترول بفعل الخطوة الأميركية يوم الخميس بفرض عقوبات على مالكي الناقلات التي تحمل النفط الروسي بسعر أعلى من الحد الأقصى لسعر مجموعة السبع البالغ 60 دولارًا للبرميل، في محاولة لسد الثغرات في الآلية المصممة لمعاقبة موسكو.
ومن المتوقع أن تواصل أسعار البترول الصعود بسبب الوضع الحالي في الشرق الأوسط كما أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي بأنه من المتوقع أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل رغم أن أسعار النفط انخفضت في التعاملات المبكرة يوم خميس 12 اكتوبر في جلسة متقلبة، وذلك بعد أن طغت زيادة كبيرة في مخزونات الخام الأميركية على التوقعات بأن أسعار الفائدة الأميركية بلغت ذروتها.
انخفاض أسعار البترول لزيادة مخزونات الخام الأمريكية
وتعرضت أيضا أسعار البترول لخسائر يوم الخميس الماضي بعد أن أظهرت بيانات حكومية أمريكية أن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت 10.2 مليون برميل في الأسبوع السابق إلى 424.2 مليون برميل، وهو ما يزيد كثيرا عن توقعات المحللين لزيادة 500 ألف برميل لدرجة أن بوب يوجر مدير العقود الآجلة للطاقة في ميزوهو يرى إن انخفاض معدلات استهلاك المصافي وارتفاع صافي الواردات ساهما في نمو مخزونات النفط الخام وأن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية كان سلبيا للغاية وأظهرت البيانات أن إنتاج الخام الأمريكي سجل أيضا مستوى غير مسبوق عند 13.2 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع.
ومما دعم صعود أسعار البترول في العقود الآجلة للخام في وقت سابق، ارتفاع الأسهم العالمية واستقرار تكاليف الاقتراض بالدولار وسوق السندات قبل بيانات التضخم الأميركية ومحضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي الذي يزيد من الجدل حول الاتجاه الذي تتجه إليه أسعار الفائدة.
مخاوف من حرب إسرائيل وحماس قد تعطل الإمدادات من الشرق الأوسط
وأكد وزير الطاقة السعودية الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال مقابلة مع التلفزيون الروسي إن من الضروري الاستباق في إحلال الاستقرار في سوق النفط التي تأثرت مؤخرا بمخاوف إزاء حرب إسرائيل وحماس التي من شأنها تعطيل الإمدادات من الشرق الأوسط مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار البترول.
وخفضت وكالة الطاقة الدولية في الوقت نفسه، من توقعاتها لنمو حجم الطلب على النفط في 2024، مشيرة إلى أن تردي الظروف الاقتصادية العالمية والمضي قدما في سبل كفاءة الطاقة سيلقيان بظلالهما على الاستهلاك مما يجعل أسعار البترول متباينة غير أنها تتوقع الآن في 2024 أن يبلغ نمو الطلب 880 ألف برميل يوميًا، مقارنة بتوقعاتها السابقة عند مليون برميل يوميا لتواصل أسعار النفط انخفاضها للجلسة الثالثة يوم الخميس الماضي متأثرة بزيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة وتراجع المخاوف بخصوص الإمدادات ليتخلى كلا الخامين القياسيين عن معظم مكاسبهما في بداية الأسبوع.
ثبات أسعار البترول في التعاملات الآسيوية يوم الأربعاء 11 أكتوبر رغم الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية
ولم يطرأ تغير يذكر على أسعار البترول في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الأربعاء 11 أكتوبر مع انحسار المخاوف من احتمال انقطاع الإمدادات بسبب الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية وكان الخامان القياسيان قد ارتفعًا أكثر من 3.50 دولار يوم الاثنين، إذ أثارت الاشتباكات العسكرية مخاوف من أن الصراع قد يمتد إلى ما هو أبعد من قطاع غزة، ولكنهما أغلقا على انخفاض في جلسة الثلاثاء.
ورغم أن إسرائيل تنتج كميات قليلة للغاية من النفط الخام، فإن الأسواق تشعر بالقلق من أنه إذا تصاعد الصراع فقد يضر بإمدادات الشرق الأوسط ويفاقم العجز المتوقع لبقية العام غير أنه في إشارة تبعث على التفاؤل إزاء وضع الإمدادات، أحرزت فنزويلا والولايات المتحدة تقدمًا في المحادثات التي يمكن أن تفضي إلى تخفيف العقوبات على كاراكاس من خلال السماح لشركة نفط أجنبية إضافية واحدة على الأقل بالحصول على النفط الخام الفنزويلي في ظل بعض الشروط.
هبوط أسعار البترول في بداية شهر أكتوبر الجاري بأكبر انخفاض يومي منذ أكثر من عام
وكانت أسعار النفط هبطت يوم الخميس 5 أكتوبر بنحو 2% ممددة خسائر الجلسة السابقة التي قاربت 6%، إذ تغلبت مخاوف إزاء الطلب على الوقود على قرار أوبك+ مواصلة خفض إنتاج النفط، مما يبقي على شح الإمدادات لتتراجع أسعار البترول في العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بحوالي 10 دولارات للبرميل في أقل من 10 أيام بعد أن اقتربت من 100 دولار للبرميل في أواخر سبتمبر الماضي.
وهوت أسعار النفط بأكثر من 5 دولارات عند التسوية في بداية شهر أكتوبر الجاري في أكبر انخفاض يومي منذ أكثر من عام، حتى بعد اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في تحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء آخرين بقيادة روسيا ولم تقر اللجنة أي تغييرات على سياسة إنتاج التحالف من النفط، وقالت السعودية إنها ستواصل خفضا طوعيا قدره مليون برميل يوميا حتى نهاية عام 2023، فيما ستبقي روسيا على خفض طوعي للصادرات بواقع 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية ديسمبر المقبل.
